أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2014
7493
التاريخ: 9-11-2014
5871
التاريخ: 29/11/2022
1237
التاريخ: 9-11-2014
5112
|
حسرة اهل النار والنكال الذي فيه
قال تعالى : {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } [غافر: 47 - 50].
قال ابن طاوس في ( الدروع الواقية ) ، قال : ذكر أبو جعفر أحمد القمّي في كتاب ( زهد النبيّ ) ، عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقد نزل عليه جبرئيل ، وهو متغير اللون - وذكر حديثا طويلا ، قال : وفي الحديث - : أن أهل النار إذا دخلوها ورأوا أنكالها وأهوالها ، وعلموا عذابها وعقابها ، ورأوها كما قال زين العابدين عليه السّلام : « ما ظنك بنار لا تبقي على من تضرع إليها ، ولا تقدر على التخفيف عمن خشع لها ، واستسلم إليها ، تلقي سكّانها بأحرّ ما لديها من أليم النكال ، وشديد الوبال » . يعرفون أنّ أهل الجنة في ثواب عظيم ، ونعيم مقيم ، فيؤملون أن يطعموهم أو يسقوهم ليخفف عنهم بعض العذاب الأليم ، كما قال اللّه جل جلاله في كتابه العزيز : {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} [الأعراف: 50]. قال : فيحبس عنهم الجواب إلى أربعين سنة ، ثم يجيبونهم بلسان الاحتقار والتهوين : {إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 50] ، قال : فيرون الخزنة عندهم وهم يشاهدون ما نزل بهم من المصاب فيؤملون أن يجدوا عندهم فرحا بسبب من الأسباب ، كما قال اللّه جلال جلاله : {وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ }، قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة ، ثم يجيبونهم بعد خيبة الآمال {قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} قال : فإذا يئسوا من خزنة جهنم ، رجعوا إلى مالك مقدّم الخزان ، وأمّلوا أن يخلصهم من ذلك الهوان ، كما قال اللّه جلّ جلاله : {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة ، وهم في العذاب ، ثم يجيبهم ، كما قال اللّه تعالى في كتابه المكنون : {قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] قال : فإذا يئسوا من مولاهم رب العالمين الذي كان أهون شيء عندهم في دنياهم ، وكان قد آثر كل واحد منهم عليه هواه مدّة الحياة ، وكان قد قرّر عندهم « 1 » بالعقل والنقل أنه واضح لهم على يد الهداة سبل النجاة ، وعرّفهم بلسان الحال أنهم الملقون بأنفسهم إلى دار النكال والأهوال ، وأن باب القبول يغلق عن الكفار بالممات أبد الآبدين ، وكان يقول لهم في أوقات كانوا في الحياة الدنيا من المكلفين بلسان الحال الواضح المبين : هب أنكم ما صدقتموني في هذا المقال ، أما تجوّزون أن أكون مع الصادقين ؟ فكيف أعرضتم عني وشهدتم بتكذيبي وتكذيب من صدّقني من المرسلين والمؤمنين ؟ فهلا تحرزتم من هذا الضرر المحذر الهائل ؟ أما سمعتم بكثرة المرسلين ، وتكرار الرسائل . ثم كرر جل جلاله مواقفهم وهم في النار ببيان المقال ، ، فقال : {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } [المؤمنون: 105 - 107] . قال : فيبقون أربعين سنة في ذل الهوان لا يجابون ، وفي عذاب النيران لا يكلمون ، ثم يجيبهم اللّه جل جلاله : {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ } [المؤمنون: 108] ، قال : فعند ذلك ييأسون من كل فرج وراحة ، وتغلق أبواب جهنم عليهم ، وتدوم لديهم مآتم الهلاك والشّهيق والزفير والصراخ والنياحة « 2 ».
_________________
( 1 ) في البحار : قد قدر عندهم .
( 2 ) الدروع الواقية : 58 « مخطوط » ، البحار : ج 8 ، ص 304 ، ح 63.
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تطلق فعاليات المؤتمر العلمي لمهرجان روح النبوة الثقافي النسوي العالمي السابع
|
|
|