مصادر الصحافة العلمية

تعتمد مصادر أي دورية أو مجلة على أهدافها والشريحة الاجتماعية التي تخاطبها وتتوجه لها وكما تحدثنا قبل قليل عن منهجية الدوريات العلمية تعتبر المجلات التي تقوم على نشر الابحاث المتخصصة بالاعتماد على متابعة الاختراعات والبحوث العلمية من خلال مراكز البحث المختلفة المستقلة أو تلك التي تتبع جامعات أو حكومية تابعة لوزارات.

إن معاهد البحوث العلمية والهيئات العلمية الوطنية تعتبر أهم منتج للمقالات والدراسات العلمية فنجد في مجال البيئة مثلاً مراكز البحث والمعاهد التي تعالج علوم البحار والغابات والتلوث البيئي، وكذلك الوزارات أو الهيئات المستقلة مثل تلك التي تعالج الثروة المعدنية وشؤون النفط، وكذلك الحال بالنسبة للشؤون الصحية والطبية.

وتستقي الدوريات والمجلات التي تعتمد الجانب الاخباري مادتها من المؤتمرات العلمية وورش العمل والندوات العلمية من خلال ما يقدمه الباحثون والعلماء من أوراق عمل وما تفضي عنه التعليقات والمداخلات أثناء المناقشات لهذه الاوراق.

وتعمل المجلات من خلال طاقمها الفني من محررين ومراسلين الى متابعة اللقاءات والمقابلات مع العلماء والمتخصصين لأخذ آرائهم حول موضوعات محدده، وتستفيد من متابعاتهم وقراءاتهم من المجلات العالمية وفي بعض الاحيان يقومون بترجمة أو تلخيص مقالات أو أبحاث عالمية وبذلك يتوفر للدورية أو المجلة مادة متنوعة من حيث المصدر والبيئة العلمية.

إن سياسة الدورية أو المجلة حول الجمهور المستهدف من نشاطها هو الذي يحدد شكل ونوعية المادة التي تعمد الى نشرها والاهتمام بها. فعندما يكون الجمهور المستهدف هم المتخصصون فإن الابحاث العلمية البحتة هي التي تسيطر على مؤهل عبئاً اقتصادياً فتضطر الى انتاج الدورية لدى مؤسسات طباعيه متخصصة مما يرفع التكلفة التي تقف عائقاً أمام الاستمرار في بعض الأحيان.

الجدوى الاقتصادية: تعتمد الدوريات العلمية في تمويلها على الاشتراكات والإعلانات ومع تزايد عدد الدوريات تقل نسبة المشتركين نتيجة للتنافس وكذلك تقل الاعلانات فعلى سبيل المثال اضطرت دورية «المجلة العلمية» الامريكية للبيع نتيجة انخفاض مبيعاتها بنسبة 20% وانخفاض حجم الاعلانات بنسبة 30% مما اضطر مالكيها لبيعها. وهذا هو حال عدد من المجلات والدوريات المشابه.

ومع الارتفاع العالمي للأسعار في كل السلع فقد طال الورق ومستلزمات الطبع نصيباً من هذه الزيادة فارتفعت التكاليف بشكل واضح فعلى سبل المثال شهد العام 2008 ارتفاعاً في اسعار الورق تعدى 40% ومستلزمات الطبع أكثر من 60% مما رفع من تكلفة طباعة أي مجلة أو نشرة علمية أسوه بالمجلات الأخرى.

وكون الدوريات العلمية تصدر عن مراكز أبحاث وتقوم بدفع مكافئات للعلماء والباحثين فان ذلك يشكل عبئاً اقتصادياً صعبًا من امكانية استمرار الدوريات القائمة ناهيك عن صعوبة ظهور الجديد منها.

ولذلك وجدنا زيادة في عدد الدوريات التي تغطى أخباراً علمية وذلك لأنها تحتمل الاعلان والرعاية أكثر من غيرها وانحسار في الدوريات التي تنشر الابحاث والدراسات المتخصصة ذات اللغة والمنهجية العلمية.

محدودية السوق لطبيعة الدوريات العلمية ومحدودية الجمهور المستهدف فإن التزايد الحاد في كلف الانتاج لا يوازيه زيادة من عدد المستهلكين بل على العكس تقل الشريحة التي تقوم بالاشتراك لصالح حصولها على الدورية عن طريق الاستعارة من المكتبات العامة ومكتبات الجامعات بدل الاشتراك الشخصي المباشر.