المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


شُبهات حول النسْخ في القرآن  
  
3852   01:33 صباحاً   التاريخ: 12-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص439-440 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /

​في وقوع النسْخ في القرآن شُبهات قد تختلج بالبال ، أو يُثيرها أصحاب التشكيك في محكَمات الشريعة الطاهرة ، منها : شُبهات أوردها ناكروا النسْخ مطلقاً ، فزعموا عدم إمكان النسخ في شريعة الله ، وبالتالي عدم وقوعه في القرآن الكريم ، وهي شُبهات متنوّعة ومختلفة المستوى ، غير أنّا نذكر منها الأهمّ :

الأُولى : أنّ النسخ في التشريع كالبَداء في التكوين مستحيل بشأنه تعالى ؛ لأنّهما عبارة عن نشأة رأيٍ جديد ، وعثور على مصلحة كانت خافية في بدْء الأمر ، والحال أنّ عِلمه تعالى أزليّ ، لا يتبدّل له رأي ولا يتجدّد له علم ، فلا يُعقل وقوفه تعالى على خطئه في تشريعٍ قديم لينسخه بتشريع جديد .

الجواب : أنّ النسْخ كالبَداء ليس على معناه الحقيقي الّذي هو عبارة عن نشأة رأيٍ جديد ، وإنّما هو ظهور للناس بعد خفاء عليهم ؛ لمصلحة في هذا الإخفاء في بدْء الأمر ، حسبما تقدّم تحقيقه .

فالشارع تعالى يشرّع حكماً يكون بظاهره الدوام والاستمرار ، حسبما ألِفه الناس من دوام الأحكام المطلقة ، لكنّه في الواقع كان من الأوّل محدوداً بأمَد ، معلوم لديه تعالى ، ولم يظهره للناس إلاّ بعد انتهاء الأمَد المذكور ؛ لمصلحة في ذلك الإخفاء وفي هذا الإظهار المتأخّر .

ولعلّ معترضاً يقول : لماذا كان تحديد في الأحكام ، فإذا كانت في أصل تشريع الحُكم مصلحة فلتقتضِ الدوام ، وإن لم تكن مصلحة فلا مقتضى لأصل التشريع .

قلنا : إنّ المصالح تختلف حسب الظروف والأحوال ، كوَصفات طبيبٍ حاذق تختلف حسب اعتوار أحوال المريض واختلاف بيئته والمحيط الّذي يعيش فيه ، فربّ مصلحة تستدعي تشريعاً متناسباً مع بيئة خاصّة وفي مستوى خاصّ ، فإذا تغيّرت الواقعية فإنّ المصلحة تستدعي تبديل تشريع سابق إلى تشريع لاحِق يلتئم مع هذا الأخير .

وأمّا لماذا لم ينبّه الشارع تعالى على هذا التحديد من أوّل الأمر ؟ فلعلّ هناك مصلحة مستدعية لهذا الإخفاء ، منها : توطين نفوس مؤمنة وترويضها على الطاعة والانقياد ، ولاسيّما إذا كان التشريع الأوّل أشدّ وأصعب ، فيتبدّل إلى تشريع أسهل وأخفّ ؛ تسهيلاً على الأمّة وتخفيفاً عليهم ، رحمة من الله .

الشبهة الثانية : إنّ وجود آية منسوخة في القرآن ربّما يسبّب اشتباه المكلّفين ، فيظنّونها آية محكَمة يعملون بها أو يلتزمون بمفادها ، الأمر الّذي يكون إغراء الجهْل ، وهو قبيح .

الجواب : إنّ مضاعفات جهل كلّ إنسان تعود إلى نفسه ، ولم يكن الجهل يوماً ما عُذراً مقبولاً لدى العقلاء ، فإذا كانت المصلحة تستدعي نسْخ تشريع سابق بتشريع لاحِق ، فعلى المكلّفين أن يتنبّهوا هم إلى هذا الاحتمال في التشريع ، ولاسيّما إذا كان التشريع في بدْء حركة إصلاحية آخذة في التدرّج نحو الكمال .

وهكذا كان في القرآن : ناسخ ومنسوخ ، وعامّ وخاصّ ، وإطلاق وتقييد ، ومحكَم ومتشابه ، وليس لأحد التسرّع إلى الأخذ بآية حتّى يعرف نوعيّتها ، كما ورد التنبيه على ذلك في أحاديث مستفيضة عن أئمّة الدين ، قال علي ( عليه السلام ) لقاضٍ مرّ عليه : ( هل تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ فقال القاضي : لا ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إذاً هلكتَ وأهلكت ) (1) .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الإتقان : ج 2 ص 20 . المناهل : ج 2 ص 70 . البحار : ج 92 ص 95 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .