المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الاستئذان والتسليم لدى الدخول إلى المنازل  
  
219   09:09 صباحاً   التاريخ: 2024-09-05
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص473ــ474
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2016 13718
التاريخ: 19-1-2016 4035
التاريخ: 19-1-2016 2145
التاريخ: 2023-09-21 988

الزوج السعيد هو الذي لا يدخل منزلاً إلا بعد الإستئذان من أهل المنزل ليسمحوا له بالدخول ولا يدخل حتى يسلم.

وذلك لأن الزوج الذي لا يرغب بأن يدخل أي أحد منزله إلا باستئذان عليه أن لا يقبل الدخول إلى بيت غيره إلا باستئذان.

ومن هنا ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله في قضية الإستئذان من أهل بيت يريده أحدهم دخوله: الإستئذان ثلاثة: أولهن يسمعون، والثانية يحذرون، والثالثة إن شاؤوا أذنوا وإن شاؤوا لم يفعلوا، فيرجع المستأذن(1).

وللأسف الشديد فإن ما يحصل الآن هو خلاف العادات والآداب الإسلامية حيث يسمح الرجل لغيره من الرجال الدخول إلى بيته والخروج متى شاء أحدهم ومتى أراد من دون مراعاة الضوابط الشرعية، الأمر الذي يؤدي إلى مفاسد عظيمة، وقد أخبرني أحدهم أن صديقه الذي يحمل جنسية أخرى قد تعوّد على الدخول إلى منزله بحضوره وغيابه حتى مرت فترة من الزمن وإذا بالمحذور يقع فيجده متلبساً بحالة زني مع زوجته.

والعجيب في هذا الأمر أن دخول الناس على بعضهم البعض من دون استئذان يعتبر من الألفة والمودة بينهم مع أن الألفة الحقيقية هي في مراعاة الخصوصيات ومنها الاستئذان قبل الإتيان.

ومن هنا ورد في القرآن الكريم عدم الدخول إلى المنازل حتى الوصول إلى درجة الاستئناس حيث قال تعالى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا} [النور: 27]، والاستئناس كما ورد هو وقع النعل والتسليم، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} قال: الإستئناس وقع النعل والتسليم(2).

هذا وقد ورد عن لقمان الحكيم قوله ((وإذا كنت في دار غيرك فاحفظ عينيك))(3)، ولا يخفى عظمة هذه العبارة وفائدتها في التعفف والإحتشام وقطع دابر الفساد، وحسن مجانبة المعصية من رأس، هذا وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: ((من اطلع في بيت جارة فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأة أو شيء من جسدها كان حقاً على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يتبعون عورات النساء في الدنيا، ولا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله، ويبدي للناس عورته في الآخرة، ومن ملأ عينيه من امرأة حراماً حشاهما الله يوم القيامة بمسامير من نار، وحشاهما ناراً حتى يقضي بين الناس، ثم يؤمر به إلى النار))(4).

_________________________________

(1) وسائل الشيعة، ج20، ص219.

(2) وسائل الشيعة، ج20، ص219.

(3) راجع قصص الأنبياء.

(4) وسائل الشيعة، ج 20، ص 195. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.