المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ما بين عوامل التشابه والإبهام من فَرْق  
  
1757   06:33 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص464-466 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المحكم والمتشابه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-04-2015 1303
التاريخ: 26-04-2015 3697
التاريخ: 26-04-2015 1641
التاريخ: 26-04-2015 1377

لتوضيح ما بين المتشابه والمبهم من فرْق ، نذكر من عوامل التشابه الَّتي تختلف تماماً عن عوامل الإبهام .

يعود الفرْق بين تشابه الآية وإبهامها إلى ما بين عوامل الأمرَين من اختلاف ، حيث من أهمّ عوامل التشابه هو : دقَّة المعنى وسموّ مستواه عن المستوى العامّ ، مضافاً إلى رقّة التعبير وجزالة الأداء ، كما في قوله تعالى : {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] ، إذ لا يخفى لُطف هذا التعبير الرقيق عن مفهوم هو من أدقّ المفاهيم الإسلامية في الأمر بين الأمرين ( لا جبْر ولا تفويض ) ، ومن ثمّ خفيَ على غالبية الناس إدراك حقيقته الأصلية ، من عدا أولئك الراسخين في العِلم ، الَّذين استسهلوا الصعاب بفضْل جهودهم في سبيل اكتساب المعالي .

ومن هذا القبيل أيضاً قوله تعالى : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] ، فقد وقع فيها تشبيه ذاته المقدَّسة بالنور ، وهو أدقّ تعبير في تقريب ذاته المقدّسة إلى أفهام العامّة ، إذ لو قيل للجمهور : أن لا ماهيّة له تعالى ، ولا هو جسم ، ولا فيه خواصّ الجسم ، لم يقتنعوا في الجواب عن موجود وقع الاعتراف به ، كيف لا ماهيَّة له ولا هو جسم ؟ فإذا قيل لهم : إنّه نور اقتنعوا ، في حين أنّ نفس الإجابة صحيحة يعرفها الراسخون في العِلم ، إذ كما أنَّ النور في المحسوس غير قابل للإدراك ذاتاً ، وإنّما يُحسّ به من قِبل إنارته للأشياء ، كذلك وجوده تعالى في غير المحسوس لا يُدرك هو ، وإنَّما يُدرك بإفاضته الوجود على الموجودات ، فالله تبارك وتعالى يتجلّى من خلال كلّ موجود وليس يُدرك ذاتاً ، كالنور سبب لإدراك الأشياء وتعجز الأبصار عن إدراكه بالذات (1) .

وأمّا عوامل الإبهام المحوجة إلى التفسير ، فتعود إلى جهات أُخَر :

منها : غرابة الكلمة عن المألوف العامّ ؛ نظراً لاختصاص استعمالها ببعض القبائل دون بعض ، فجاء القرآن ليوحِّد اللغة باستعمال جميع لغات العرب ، من ذلك : ( صَلداً ) بمعنى ( نقيّاً ) في لُغة هذَيل ، و( الإملاق ) بمعنى ( الجوع ) في لُغة  لخْم ، و( المنسأة ) بمعنى ( العصا ) في لغة حضرموت ، و( الودق ) بمعنى ( المطر ) في لغة جَرْهُم ، و( بُسَّت ) بمعنى ( تفتَّتت ) في لغة كندة ، وهلمّ جرّاً ، الأمر الذي دُوّنت لأجْله كُتب غريب القرآن ، وهي كثيرة .

ومنها : إشارات عابرة جاءت في عَرْض الكلام ، بحيث يحتاج فهْمها إلى درس عادات ومراجعة تاريخ ، كالنسيء في سورة التوبة (2) ، والنهي عن إتيان البيوت من ظهورها في سورة البقرة (3) ، أو تعابير إجمالية يحتاج الوقوف على تفاصيلها إلى مراجعة السُنَّة وأقوال السلَف ، كقوله تعالى : { وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ } (4) ، و{ وَآتُواْ الزَّكَاةَ } (5) ، و {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97] وأمثال ذلك .

ومنها : تعابير عامّة صالحة لمعانٍ لا يُعرَف المقصود منها إلاّ بمراجعة ذوي الاختصاص ، كالدابَّة من سورة النمل : { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } [النمل: 82] ،

والبرهان في سورة يوسف : {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] ، والكوثر في : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] ، والروح في : { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ } [النبأ: 38] ، وأمثال ذلك .

ومنها : استعارات بعيدة الأغوار ، يحتاج البلوغ إليها إلى سبْرٍ وتعمّق كثير ، كقوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41] ، وقوله : {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ} [يس: 65] ، ونحو ذلك .

ومن ثمَّ قال الراغب (6) : التفسير إمّا أن يُستعمل في غريب الألفاظ ، نحو : البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة (7) ، أو في وجيز كلام مبيّن بشرح ، نحو : ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ) (8) ، وإمّا في كلام متضمّن لقصَّة لا يمكن تصويره إلاّ بمعرفتها ، كقوله تعالى : {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37] ، وقوله : {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا } [البقرة: 189].

هذه نماذج من عوامل الإبهام المحوجة إلى تفسير كاشف ، وقد تبيَّن أنّها تختلف تماماً عن عوامل التشابه المستدعية لتأويل مقبول ، وعليه فلا يشتبه مورد أحدهما بالآخر ، وإن كانا يشتركان في خفاء المراد بالنظر إلى ذات اللفظ .

______________________

(1) راجع الكشف عن مناهج الأدلّة لابن رشد : ص92 ـ 93 .

(2) آية 37 .

(3) آية 189 .

(4) وردت في اثنتي عشرة موضعاً من القرآن .

(5) وردت في سبعة مواضع من القرآن .

(6) بنقل الإتقان : ج2 ، ص173 الطبعة الأولى .

(7) المائدة : 103 .

(8) وردت في سبعة مواضع من القرآن .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .