أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-12
![]()
التاريخ: 2023-04-12
![]()
التاريخ: 2023-12-24
![]()
التاريخ: 21-7-2016
![]() |
وأمّا المحاسبة للنفس بعد العمل فقد قال الله تعالى: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18].
وقال صلى الله عليه وآله: «حاسبوا قبل أن تحاسبوا» (1).
فكما ينبغي أن يكون للعبد ساعة قبل العمل في أوّل النهار يشارط نفسه ويوصّيها فكذا ينبغي أن يكون له في آخر النهار ساعة يطالب النفس فيها أو يحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها، كما يفعل التجّار في آخر السنة أو الشهر أو اليوم مع شركائهم خوفاً من أن يفوتهم ما يورث الحسرة في فواته، مع كون الحسرة قليلة، والثمرة ضعيفة فانية، فكيف لا يحاسب فيما يتعلّق بأمر الآخرة الباقية من السعادة والشقاوة الدائمة.
ومعنى المحاسبة أن ينظر إلى أصل المال والربح والخسران لينكشف له الزيادة والنقصان، فإن حصل فضل استوفاه وشكره، وإن خسر طالبه وضمّنه بتداركه في المستقبل، فرأس مال العبد في دينه الفرائض وربحه النوافل وخسرانه المعاصي، وموسم العمل جملة النهار والتاجر النفس الأمّارة، فليحاسبها على الفرائض، فإن أدّاها على وجهها شكر الله عليه ورغّبها إلى مثلها، وإن فوّتها من أصلها طالبها بالقضاء، وإن أدّاها ناقصة جبر نقصها بالنوافل، وإن عصى عاقبها وعذّبها حتّى يتدارك لما فرط، وكما يفتّش التاجر عن الحبّة والقيراط في حساب الدنيا حتّى لا يغبن في شيء منها فكذا هذا، بل أشدّ فإنّ النفس خدّاعة ملبّسة فليتكفّل بنفسه من الحساب ما سوف يتولّاه غيره عن تكلّماته ونظراته وخطراته وقيامه وقعوده وجملة أفعاله حتّى عن سكونه وسكوته...
ثم النفس غريم يمكن الاستيفاء منها بالغرامة والضمان في بعضها وردّ عينها في بعض آخر، وتعذيبها في آخر، ولا يمكن تفصيل ذلك الا بتحقيق الحساب، وتمييز الباقي من الحقّ الواجب عليه، فإذا حصل ذلك اشتغل بعده بالاستيفاء والمطالبة.
وينبغي أن يحاسب على جميع العمر يوماً فيوماً وساعةً ساعةً، في كلِّ عضو ظاهر وباطن، فلو رمى العبد بكلّ معصيته حجراً في داره امتلأت داره في مدّة قريبة، ولكنّه يتساهل في حفظه والملكان يحفظان عليه، أحصاه الله ونسوه.
__________________
(1) المحجّة البيضاء: 8 / 165، وفيه: «حاسبوا أنفسكم».
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
قسم بين الحرمين ينشر لافتات الحزن والعزاء في ذكرى فاجعة هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)
|
|
|