المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



خبر غدير خم  
  
3520   09:10 صباحاً   التاريخ: 5-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص422-424
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-19 239
التاريخ: 5-11-2015 3628
التاريخ: 4-5-2017 3455
التاريخ: 5-11-2015 4025

[لما قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مناسك الحج] قفل راجعا إلى المدينة فوصل إلى الموضع المعروف بغدير خم يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشر من الهجرة وهو مكان قريب من الجحفة بناحية رابغ قال المفيد في الارشاد وليس بموضع إذ ذاك يصلح للنزول لعدم الماء فيه والمرعى فنزل به ونزل المسلمون معه قال وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خليفة في الأمة من بعده . وقد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت فاخره لحضور وقت يامن فيه الاختلاف

منهم عليه وعلم الله عز وجل أنه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم وبواديهم فأراد الله أن يجمعهم لسماع النص عليه وتأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل الله تعالى عليه : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67]يعني في استخلاف علي والنص بالإمامة عليه . وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس فأكد الفرض عليه بذلك وخوفهمن تأخير الأمر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه فنزل بذلك المكان ونزل المسلمون حوله وكان يوما قائظا شديد الحر فامر بدوحات هناك فقم ما تحتها وأمر بجمع الرحال ووضع بعضها فوق بعض ثم أمر مناديه فنادى في الناس الصلاة جامعة فاجتمعوا من رحالهم إليه وإن أكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شدة الحر فلما اجتمعوا صعد على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا أمير المؤمنين(عليه السلام)فرقى معه حتى قام عن يمينه ثم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ووعظ فابلغ في الموعظة ونعى إلى الأمة نفسه وقال إني قد دعيت ويوشك أن أجيب وقد حان مني خفوق من بين أظهركم وإني مخلف فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم نادى بأعلى صوته أ لست أولى بكم منكم بأنفسكم قالوا اللهم بلى فقال لهم على النسق وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين(عليه السلام)فرفعهما حتى بان بياض إبطيهما فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ؛ ثم نزل وكان وقت الظهيرة فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فاذن مؤذنه لصلاة الظهر فصلى بهم الظهر وجلس في خيمته وأمر عليا أن يجلس في خيمة له بازائه وأمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنوه بالمقام ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس ذلك كلهم وأمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين ممن معه أن يدخلن عليه ويسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن وكان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب وأظهر له من المسرة به وقال فيما قال : بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة وجاء حسان بن ثابت فقال يا رسول الله أ تأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله فقال له قل يا حسان على اسم الله فوقف على نشز من الأرض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فانشا يقول :

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالرسول مناديا

وقال فمن مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا

فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك انتهى الارشاد وفي كتاب أسباب النزول للواحدي النيسابوري ما لفظه : أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصفار أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي أخبرنا محمد بن حمدون بن خالد حدثنا محمد بن إبراهيم الخلوتي  حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا علي بن عابس عن الأعمش وأبي حجاب عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67] يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (اه) .

وفي مسند أحمد بن حنبل في الجزء الرابع من حديث البراء بن عازب ما لفظه : حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان ثنا حماد ابن سلمة أنا علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله (صلى الله عليه واله) تحت شجرة فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال أ لستم تعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال أ لستم تعلمون إني أولى بكل مؤمن من نفسه ، قالوا بلى فاخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة قال أبو عبد الرحمن ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب عن النبي (صلى الله عليه واله) نحوه (اه) .

وروى الحاكم في المستدرك بعدة أسانيد عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن فقال كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وذكر الحديث بطوله قال الحاكم هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله (اه) وذكره الذهبي في تلخيص المستدرك ولم يتعقبه بشئ قال الحاكم : شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما ثم ذكره بسنده عن أبي الطفيل عامر بن وائلة أنه سمع زيد بن أرقم يقول نزل رسول الله (صلى الله عليه واله) بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله (صلى الله عليه واله)  عشية فصلى ثم خطب فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ثم قال أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ثم قال أ تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) من كنت مولاه فعلي مولاه .

وفي تاريخ ابن كثير قال الحافظ أبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد وأبي هارون عن عدي بن ثابت عن البراء قال : كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) في حجة الوداع فلما أتينا على غدير خم كسح لرسول الله (صلى الله عليه واله) تحت شجرتين ونودي في الناس الصلاة جامعة ودعا رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا وأخذ بيده فاقامه عن يمينه فقال أ لست أولى بكل امرئ من نفسه قالوا بلى قال هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر بن الخطاب فقال هنيئا لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .

وفي السيرة الحلبية : لما وصل (صلى الله عليه واله) إلى محل بين مكة والمدينة يقال له غدير خم بقرب رابغ جمع الصحابة فخطبهم إلى أن قال فقال يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب إلى أن قال ثم حض على التمسك بكتاب الله ووصى باهل بيته فقال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض وقال في حق علي لما كرر عليهم أ لست أولى بكم من أنفسكم ثلاثا وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف ورفع يد علي وقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من أنصره وأعن من أعانه واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ثم قال وهذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان قال ولا التفات لمن قدح في صحته كابي داود وأبي حاتم الرازي وقول بعضهم أن زيادة اللهم وال من والاه الخ موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها ، وقد جاء أن عليا قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم رجل يقول أنبئت أو بلغني إلا رجل سمعت أذناه ووعى قلبه فقام سبعة عشر صحابيا وفي رواية ثلاثون صحابيا ، وفي المعجم الكبير ستة عشر وفي رواية اثنا عشر فقال هاتوا ما سمعتم فذكروا الحديث .

وقال ابن كثير الشامي في تاريخه اعتنى بأمر هذا الحديث يعني حديث الغدير أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة يعني خطبة يوم الغدير، قال وروى النسائي في سننه عن محمد بن المثني عن يحيي بن حماد عن أبي معاوية عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت أني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال : الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقلت لزيد سمعته من رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟ فقال ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه باذنه ، قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح ، وقال ابن ماجة : حدثنا علي بن محمد أنبأنا أبو الحسين أنبأنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) في حجة الوداع فنزل في الطريق فامر بالصلاة جامعة فاخذ بيد علي فقال أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال أ لست

بأولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فهذا ولي من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي عن البراء وأورد عن عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه بعدة أسانيد عن سعيد بن وهب وعن يزيد بن يثيغ قال نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه واله)  يقول لعلي يوم غدير خم أ ليس رسول الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وفي بعضها زيادة وانصر من نصره وأخذل من خذله وأورد عنه فيه أيضا بعدة أسانيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى نحوه وفي بعضها فقام اثنا عشر رجلا فقالوا قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله إلا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته .

وأورد عنه أيضا بعدة أسانيد عن جماعة منهم أبو الطفيل قال جمع علي الناس في الرحبة يعني رحبة مسجد الكوفة فقال أنشد الله كل من سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس أ تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت كان في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له أني سمعت عليا يقول كذا وكذا قال فما تنكر سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول ذلك له . هكذا ذكر الإمام أحمد في مسند زيد بن أرقم . وأورد عن الإمام أحمد بعدة أسانيد عن زيد بن أرقم في بعضها : نزلنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) منزلا يقال له وادي خم فامر بالصلاة فصلاها بهجير فخطبنا وظلل رسول الله (صلى الله عليه واله) بثوب على شجرة ستره من الشمس قال أ لستم تعلمون أو أ لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال ابن كثير : وهذا إسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن ، وأورد أيضا روايات كثيرة بأسانيدها من كتاب غدير خم لابن جرير وفي بعضها انه(صلى الله عليه واله) قال أيها الناس اني وليكم قالوا صدقت فرفع يد علي فقال هذا وليي والمؤدي عني وإن الله موالي من والاه ومعادي من عداه انتهى ما أردنا نقله من تاريخ ابن كثير ، واستقصاء ما فيه يطول به الكلام وبالجملة فحديث الغدير مستفيض أو متواتر وكفى أن يكتب فيه مثل ابن جرير مجلدين .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.