المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9103 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

The Energy Band and the Bond Model
14-5-2017
الامامة مشروع الهي
6-4-2016
Leopold Klug
26-2-2017
السيد احمد علي المحمد أيادي اللكهنوئي
7-9-2020
أهم مشكلة واجهت الدول النامية في التبعية الاعلامية
17-8-2022
الدويلات الامورية في سوريا
6-10-2016


النبي « صلى الله عليه وآله » يؤسس مسجد قباء  
  
180   12:56 صباحاً   التاريخ: 2024-09-19
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص547-551
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2017 3346
التاريخ: 5-11-2015 3965
التاريخ: 5-7-2017 3459
التاريخ: 22-4-2017 3124

1 - مسجد قباء : أول مسجد أسس على التقوى

قال الله تعالى : لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ .

وفي التهذيب : 6 / 17 قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لا تدع إتيان المشاهد كلها : مسجد قُبا فإنه المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ، ومشربة أم إبراهيم ، ومسجد الفضيخ ، وقبور الشهداء ، ومسجد الأحزاب ، وهو مسجد الفتح » .

وقال ( عليه السلام ) كما في جواهر الكلام : 20 / 108 : « هل أتيتم مسجد قُبا أو مسجد الفضيخ أو مشربة أم إبراهيم ؟ فقلت : نعم ، فقال : إنه لم يبق من آثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شئ إلا وقد غُيِّر غير هذا . قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أتى مسجد قبا فصلى فيه ركعتين رجع بعمرة . إبدأ بقبا فصل فيه وأكثر فيه ، فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله في هذه العرصة » . راجع : العياشي : 2 / 111 ، كامل الزيارات / 64 و 66 والفقيه : 1 / 229 .

ويظهر أن لروح النبي ( صلى الله عليه وآله ) ارتباطاً بمسجد قباء ، فقد روي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) احتج على أبي بكر بعد السقيفة وقال له : هل تتوب إن رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأمرك برد الحق إلى صاحبه ؟ قال نعم ، فأخذه إلى مسجد قباء ورأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) جالساً في محرابه ، وأمره برد الحق إلى صاحبه !

بصائر الدرجات / 297 والاختصاص / 272 .

2 - مسجد الضرار خطة رومية ضد النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) !

قال الله تعالى : وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . لاتَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ . أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . لايَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .

وقد أسس مسجد الضرار جماعة أبي عامر الراهب ، الذي سماه النبي ( صلى الله عليه وآله )

أبا عامر الفاسق ، وبنوْهُ في السنة التاسعة للهجرة ليكون مقراً لهم ، فكشفهم الله تعالى وأمر رسوله ( صلى الله عليه وآله ) أن يهدمه فهدمه ، وجعله المسلمون موضع كناسة !

وقد رأيت موضعه قبل نحو أربعين سنة ، إلى يسار الداخل إلى مسجد قباء ، وكان محل قمامة ، لكن الوهابيين أزالوه .

وفي تفسير القمي : 1 / 305 : « وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا ، فإنه كان سبب نزولها أنه جاء قوم من المنافقين إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : يا رسول الله أتأذن لنا أن نبني مسجداً في بني سالم ، للعليل والليلة المطيرة والشيخ الفاني ؟ فأذن لهم رسول الله وهو على الخروج إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله لو أتيتنا فصليت فيه ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : أنا على جناح سفر فإذا وافيت إن شاء الله أتيته فصليت فيه ، فلما أقبل رسول الله من تبوك نزلت عليه هذه الآية في شأن المسجد وأبي عامر الراهب : وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ، يعني أبا عامر الراهب كان يأتيهم في ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه . وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَلِ يَوْمٍ : يعني مسجد قبا ، أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ . قال كانوا يتطهرون بالماء . وقوله : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ .

فبعث رسول الله مالك بن الدخشم الخزاعي ، وعامر بن عدي على أن يهدموه ويحرقوه ، فجاء مالك فقال لعامر : إنتظرني حتى أخرج ناراً من منزلي ، فدخل فجاء بنار وأشعل في سعف النخل ، ثم أشعله في المسجد فتفرقوا ، وقعد زيد بن حارثة حتى احترقت البنية ، ثم أمر بهدم حائطه » .

وقال ابن هشام : 4 / 956 : « كان الذين بنوه اثني عشر رجلاً : خذام بن خالد ، من بني عبيد بن زيد ، أحد بنى عمرو بن عوف ، ومن داره أخرج مسجد الشقاق ، وثعلبة بن حاطب ، من بني أمية بن زيد ، ومعتب بن قشير من بني ضبيعة بن زيد . وأبو حبيبة بن الأزعر من بني ضبيعة بن زيد ، وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف ، من بني عمرو بن عوف ، وجارية بن عامر وابناه : مجمع بن جارية ، وزيد بن جارية . ونبتل بن الحارث من بني ضبيعة . وبحزج من بني ضبيعة ، وبجاد بن عثمان من بني ضبيعة ، ووديعة بن ثابت وهو من بني أمية بن زيد » .

3 - أبو عامر الراهب الفاسق مندوب هرقل

في أعيان الشيعة : 1 / 284 : « وقوله تعالى : وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ : يراد به أبو عامر الراهب ، وكان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح « ثياب الشعر » فلما قدم النبي ( صلى الله عليه وآله ) المدينة حزَّب عليه الأحزاب ، ثم هرب بعد فتح مكة إلى الطائف ، فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام وخرج إلى الروم وتنصر ، وسماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبا عامر الفاسق » .

وفي الصحيح من السيرة : 4 / 130 : « عن سعيد بن المسيب . . أبو عامر النعمان بن صيفي الراهب ، الذي سماه النبي ( صلى الله عليه وآله ) : الفاسق ، كان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح ، فقدم المدينة فقال للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما هذا الذي جئت به ؟

قال : جئت بالحنيفية دين إبراهيم ، قال : فأنا عليها فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لست عليها لكنك أدخلت فيها ما ليس منها . فقال أبو عامر : أمات الله الكاذب منا طريداً وحيداً ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : نعم أمات الله الكاذب منا كذلك !

وإنما قال هذا يعرض برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث خرج من مكة .

فلما كان يوم أحُد قال أبو عامر لرسول الله : إن أجد قوماً يقاتلونك إلا قاتلتك معهم ، فلم يزل يقاتله إلى يوم حنين ، فلما انهزمت هوازن خرج إلى الروم ، وكتب إلى المنافقين : استعدوا فإني آتيكم من عند قيصر بجند لنخرج محمداً من المدينة ، فمات بالشام طريداً وحيداً . وفيه نزل : وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ » . وبحار الأنوار : 22 / 36 ، تفسير الثعلبي : 5 / 92 وأسباب النزول للواحدي / 175 .

وفي شرح النهج : 14 / 219 : « كان أبو عامر الفاسق قد خرج في خمسين رجلاً من الأوس حتى قدم بهم مكة حين قدم النبي ( صلى الله عليه وآله ) يحرضها ويعلمها أنها على الحق وما جاء به محمد باطل ! فسارت قريش إلى بدر ولم يسر معها ، فلما خرجت قريش إلى أحد سار معها ، وكان يقول لقريش : إني لو قدمت على قومي لم يختلف عليكم منهم اثنان » .

وفي تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) / 488 : « قال موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : وعاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غانماً ظافراً « من تبوك » وأبطل الله تعالى كيد المنافقين ، أمر رسول الله بإحراق مسجد الضرار ، وأنزل الله تعالى : وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا . . الآيات . ثم ذكرأن أبا عامر الراهب كان عجل هذه الأمة كعجل قوم موسى ، وأنه دمر الله عليه وأصابه بقولنج وبرص وجذام وفالج ولقوة ، وبقي أربعين صباحاً في أشد عذاب ، ثم صار إلى عذاب الله تعالى » . راجع في قصة أبي عامر الراهب : البحار : 21 / 252 ، شرح النهج : 14 / 219 و 244 ، ابن هشام : 2 / 423 و 4 / 956 ، نظرية عدالة الصحابة / 45 ، وقصص الأنبياء للراوندي / 350 ، تفسير الطبري : 11 / 38 والاستيعاب : 1 / 381 .

وجماعته على مبنى المخالفين لمذهب أهل البيت « عليهم السلام » : صحابة عدول !

4 - حنظلة بن أبي عامر الفاسق وابنه عبد الله !

جاء أبو عامر الفاسق مع قريش إلى حرب أحُد مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشارك فيها ، وحفر في مواجهة المسلمين حفائر وغطاها ، ليقع المسلمون فيها ، فوقع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في إحداها !

وكان له ولد اسمه حنظلة أسلم ، أسرع إلى أحُد وترك عروسه وقاتل مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقصد أبا سفيان وكاد أن يقتله فتكاثر عليه المشركون وقتلوه « رحمه الله » ، فسبحان من يخرج الحي من الميت ، وسيأتي خبره في معركة أحُد .

قال الصدوق في من لا يحضره الفقيه : 1 / 159 : « استشهد حنظلة بن أبي عامر الراهب بأحُد فلم يأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بغسله وقال : رأيت الملائكة بين السماء والأرض تغسل حنظلة بماء المزن في صحاف من فضة ، وكان يسمى غسيل الملائكة » .

وكان لحنظلة ولد اسمه عبد الله كان رئيس الأنصار في زمنه ، وأوفدوه إلى الشام ليتعرف على حقيقة يزيد بن معاوية وما شاع من فسقه وتهتكه : « فقدموا على يزيد وهو بحَوَّارين فنزلوا على الوليد بن عتبة ، فأقاموا عشرة أيام لم يصلوا إلى يزيد ! وانتقل يزيد من حوارين منتزهاً ، وشَخَصَ الوفد معه ، فأذن لهم يوم جمعة . واعتذر إليهم من تركه الإذن لهم عليه وقال : لم أزل وجعاً من رجلي إن الذباب ليسقط عليها فيخيل إليَّ أن صخرة سقطت عليها . وأذن لهم في الانصراف فرجعوا ذامين له مجمعين على خلعه » ! تاريخ دمشق : 26 / 258 والطبري : 4 / 380 .

قال في الطبقات : 5 / 66 : « أجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال : يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له ، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ! إن رجلاً ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة ! والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسناً ! فتواثب الناس يومئذ يبايعون

من كل النواحي » .

وهكذا كانت ثورة أهل المدينة بعد كربلاء بسنتين ، فأرسل إليهم يزيد جيشاً أمعن تقتيلاً في بقية الصحابة والتابعين ، واستباح المدينة وقتل عبد الله بن حنظلة . راجع ما كتبناه عن ثورة أهل المدينة في سيرة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.