المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



دعاء زين العابدين (عليه السلام) في مكارم الأخلاق  
  
4628   04:22 مساءً   التاريخ: 20-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص489-490
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

من دعائه (عليه السلام) في مكارم الأخلاق:

اللهم صل على محمد وآل محمد واكفني ما يشغلني الاهتمام به واستعملني بما تسألني غدا عنه واستفرع أيامي فيما خلقتني له وأغنني وأوسع علي في رزقك ولا تفتني بالبطر وأعزني ولا تبتلني بالكبر وعبدني لك ولا تفسد عبادتي بالعجب واجر للناس على يدي الخير ولا تمحقه بالمن وهب لي معالي الأخلاق واعصمني من الفخر اللهم صل على محمد وآله ولا ترفعني في الناس درجة الا حططتني عند نفسي مثلها ولا تحدث لي عزا ظاهرا الا أحدثت له ذلة باطنة عند نفسي بقدرها اللهم لا تدع خصلة تعاب مني الا أصلحتها ولا عائبة أؤنب بها الا أحسنتها ولا أكرومة في ناقصة الا أتممتها اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل لي يدا على من ظلمني ولسانا على من خاصمني وظفرا بمن عاندني وهب لي مكرا على من كايدني وقدرة على من اضطهدني وسلامة ممن توعدني ووفقني لطاعة من سددني ومتابعة من ارشدني اللهم صل على محمد وآل محمد وسددني لأن أعارض من غشني بالنصح واجزي من هجرني بالبر وأثيب من حرمني بالبذل وأكافي من قطعني بالصلة وأخالف من اغتابني إلى حسن الذكر وان أشكر الحسنة وأغضي عن السيئة اللهم صل على محمد وآله وحلني بحلية الصالحين وألبسني زينة المتقين في بسط العدل وكظم الغيظ واطفاء النائرة وضم أهل الفرقة واصلاح ذات البين وإفشاء العارفة وستر العائبة ولين العريكة وخفض الجناح وحسن السيرة وسكون الريح وطيب المخالقة والسبق إلى الفضيلة وإيثار التفضل وترك التعيير والافضال على غير المستحق والقول بالحق وان عز واستقلال الخير وان كثر من قولي وفعلي واستكثار الشر وإن قل من قولي وفعلي وأكمل ذلك لي بدوام الطاعة ولزوم الجماعة ورفض أهل البدع ومستعملي الرأي المخترع اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني أصول بك عند الضرورة وأسألك عند الحاجة وأتضرع إليك عند المسكنة ولا تفتني بالاستعانة بغيرك إذا اضطررت ولا بالخضوع لسؤال غيرك إذا افتقرت فاستحق بذلك خذلانك ومنعك واعراضك يا ارحم الراحمين اللهم اجعل ما يلقي الشيطان في روعي من التمني والتظني والحسد ذكرا لعظمتك وتفكرا في قدرتك وتدبيرا على عدوك وما أجرى على لساني من لفظة فحش أو هجر أو شتم عرض أو شهادة باطل أو اغتياب مؤمن غائب أو سب حاضر وما أشبه ذلك نطقا بالحمد لك وإغراقا في الثناء عليك وذهابا في تمجيدك وشكرا لنعمتك واعترافا بإحسانك واحصاء لمنتك اللهم صل على محمد وآله ولا أظلمن وأنت مطيق للدفع عني ولا أظلمن وأنت القادر على القبض مني ولا أضلن وقد أمكنتك هدايتي ولا افتقرن ومن عندك وسعي ولا أطغين ومن عندك وجدي اللهم وأنطقني بالهدى وألهمني التقوى ووفقني للتي هي أزكى واستعملني بما هو ارضى اللهم اسلك بي الطريقة المثلى واجعلني على ملتك أموت وأحيا اللهم صل على محمد وآله ومتعني بالاقتصاد واجعلني من أهل السداد ومن أدلة الرشاد ومن صالحي العباد وارزقني فوز المعاد وسلامة المرصاد اللهم صل على محمد وآله وامنعني من السرف وحصن رزقي من التلف وأصب بي سبيل الهداية للبر فيما أنفق منه اللهم صل على محمد وآله وصن وجهي باليسار ولا تبتذل جاهي بالاقتار فاسترزق أهل رزقك واستعطي شرار خلقك فافتتن بحمد من أعطاني وابتلي بذم من منعني وأنت من دونهم ولي الاعطاء والمنع اللهم صل على محمد وآله وارزقني صحة في

عبادة وفراغا في زهادة وعلما في استعمال وورعا في إجمال .

 ومن دعاؤه (عليه السلام) في الاستعاذة من المكاره وسئ الأخلاق ومذام الافعال:

اللهم إني أعوذ بك من هيجان الحرص وسورة الغضب وغلبة الحسد ضعف الصبر وقلة القناعة وشكاسة الخلق والحاح الشهوة وملكة الحمية متابعة الهوى وسنة الغفلة وتعاطي الكلفة وايثار الباطل على الحق والإصرار على المآثم واستصغار المعصية واستكبار الطاعة ومباهاة المكثرين والإزراء بالمقلين وسوء الولاية لمن تحت أيدينا وترك الشكر لمن اصطنع العارفة عندنا وان نعضد ظالما أو نخذل ملهوفا أو نروم ما ليس لنا بحق أو نقول في العلم بغير علم ونعوذ بك ان ننطوي على غش أحد وان نعجب بأعمالنا ونعوذ بك من سوء السريرة واحتقار الصغيرة وان يستحوذ علينا الشيطان أو ينكبنا الزمان أو يتهضمنا السلطان ونعوذ بك من تناول

الاسراف ومن فقدان الكفاف ونعوذ بك من شماتة الأعداء ومن الفقر إلى الأكفاء ومن معيشة في شدة وميتة على غير عدة ونعوذ بك من الحسرة العظمى والمصيبة الكبرى وأشقى الشقاء وسوء المآب وحرمان الثواب وحلول العقاب اللهم صل على محمد وآله وأعذني من كل ذلك برحمتك

وجميع المؤمنين والمؤمنات يا أرحم الراحمين.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.