المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

حكم أهل الذمة في عقد الجزية من حيث الحقوق والواجبات
25-9-2018
التّنظيم
5-5-2016
نماذج خالدة : (الرسول والأئمة عليهم السلام)
26-11-2014
ظاهرة زيمان Zeeman effect
10-7-2017
الخصائص الأساسية لعملية المسح الاجتماعي
11-3-2022
Magnetic models
21-2-2021


دعاؤه لاتباع الرسل  
  
3659   10:45 صباحاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص144-147.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

أشار الإمام (عليه السلام) في هذا الدعاء باتباع الرسل و مصدقيهم و عرض بعد ذلك لأصحاب جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) الذين ناصروا الإسلام في أيام محنته و غربته ؛ قال (عليه السلام): اللهم و اتباع الرسل و مصدقوهم من أهل الأرض بالغيب عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب و الاشتياق إلى المرسلين بحقائق الإيمان في كل دهر و زمان ارسلت فيه رسولا و أقمت لأهله دليلا من لدن آدم إلى محمد (صلى اللّه عليه و آله) من أئمة الهدى و قادة أهل التقى على جميعهم السلام فاذكرهم منك بمغفرة و رضوان .

و أثنى الإمام (عليه السلام) ثناء عاطرا على اتباع الرسل و مصدقيهم من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء و سيدهم النبي محمد (صلى الله عليه واله) و هم الذين يمثلون واقع الإيمان فقد آمنوا باللّه و صدقوا رسله بما أنبئوهم به من الكائنات الغيبية و لم يلتفتوا إلى دعاية القوى المعادية لهم بل ناهضوهم و ناجزوهم و لنستمع بعد هذا لى قطعة أخرى من هذا الدعاء الشريف يقول (عليه السلام): اللهم و اصحاب محمد خاصة الذين احسنوا الصحابة و الذين أبلوا البلاء الحسن في نصره و كانفوه‏  و اسرعوا إلى وفادته و سابقوا إلى دعوته و استجابوا له حيث اسمعهم حجة رسالاته و فارقوا الأزواج و الأولاد في اظهار كلمته و قاتلوا الآباء و الأبناء في تثبيت نبوته و انتصروا به و من كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته و الذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته و انتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته فلا تنس لهم اللّهم ما تركوا لك و فيك و أرضهم من رضوانك ربما حاشوا الخلق عليك و كانوا مع رسولك دعاة لك إليك و اشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم و خروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه و من كثرت في اعزاز دينك من مظلومهم .

و في هذه القطعة اشاد الإمام (عليه السلام) بأصحاب جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) الذين احسنوا الصحبة و أبلوا البلاء الحسن في نصرة الاسلام و الذب‏ عن مبادئه و قد آمنوا به إيمانا لا يخامره أدنى شك و قد عانوا في سبيله أنواعا مريرة و شاقة و التي كان منها :

1- نبذهم أزواجهم و أولادهم من الذين لم يؤمنوا بالإسلام.

2- مقاتلتهم آباءهم و ابناءهم من الذين ناهضوا الإسلام يتاجرون بذلك تجارة مع اللّه لن تبور.

3- هجران عشائرهم لهم على اعتناقهم للإسلام و دعمهم للنبي (صلى الله عليه واله).

4- معاناتهم لضائقة اقتصادية بسبب الإسلام هذه بعض الأمور التي عاناها أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) المجاهدون و لنستمع إلى قطعة أخرى من هذا الدعاء :

اللهم و أوصل إلى التابعين لهم باحسان الذين يقولون : {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10] خير جزائك الذين قصدوا سمتهم و تحروا وجهتهم و مضوا على شاكلتهم لم يثنهم ريب في بصيرتهم و لم يختلجهم شك في قفو آثارهم و الائتمام بهداية منارهم مكانفين و موازرين لهم يدينون بدينهم و يهتدون بهديهم يتفقون عليهم و لا يتهمونهم في ما أدوا إليهم , اللهم و صل على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين و على أزواجهم و على ذرياتهم و على من أطاعك منهم صلاة تعصمهم بها من معصيتك و تفسح لهم في رياض جنتك و تمنعهم بها من كيد الشيطان و تعينهم بها على ما استعانوك عليه من بر و تقيهم طوارق الليل و النهار إلا طارقا يطرق بخير و تبعثهم بها على اعتقاد حسن الرجاء لك و الطمع في ما عندك و ترك النهمة في ما تحويه أيدي العباد لتردهم إلى الرغبة إليك و الرهبة منك و تزهدهم في سعة العاجل و تحبب إليهم العمل للآجل و الاستعداد لما بعد الموت و تهون عليهم كل كرب يحل بهم يوم خروج الأنفس من أبدانها و تعافيهم مما تقع به الفتنة من محذوراتها و كبة النار و طول‏ الخلود فيها و تصيرهم إلى امن من مقيل المتقين .

طلب الإمام (عليه السلام) من اللّه تعالى أن يصلي على التابعين باحسان لأصحاب النبي (صلى الله عليه واله) و هم الذين لم يروه و آمنوا به في اعماق نفوسهم فساروا على الخط الذي سار عليه اصحابه لم يثنهم ريب و لم يختلجهم شك في الاقتداء بهم و السير على هديهم فرفعوا منار التوحيد و اذاعوا بين الناس مبادئ هذا الدين و قيمه و قد دعا لهم الإمام بما يلي :

1- العصمة من اقتراف المعاصي.

2- الوقاية لهم من كيد الشيطان الرجيم.

3- الاعانة لهم على البر و التقوى.

4- وقايتهم من طوارق الليل و النهار.

5- أن يمنحهم اللّه حسن الرجاء به ليستغنوا عما في أيدي الناس.

6- أن يهبهم تعالى الزهد في الدنيا و يجبب لهم العمل لدار الآخرة هذه بعض محتويات دعائه إلى التابعين لأصحاب جده الرسول (صلى الله عليه واله) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.