ذكرنا فيما سبق أنه على الرغم من ظهور سمات بلورية في بعض البلمرات بناءً على صور حيود الأشعة السينية، إلا أن انعكاسات «براج» تبدو عريضة ومبهمة إذا قورنت بتلك الناشئة عن بلورات أحادية. وقد بينت نظرية الحيود أن هذا الاتساع في الخطوط راجع فيما يبدو إما عن صغر حجم البذرة البلورية وإما عن عيوب في الشبيكة. أما في حالة البلمرات فأنماط الحيود تكون غالبا واهية بحيث يصعب التفرقة بين هذين الاحتمالين وإن كان قد استقر أن صغر حجم البذرة البلورية هو أكبر الاحتمالين. وتشير التقديرات الأولية إلى أن حجم البلورات نادراً ما يزيد على بضع مئات من وحدات الأنجستروم، كما يشير جانب مهم من الخلفية الناشئة عن التشتت الانتشاري إلى وجود جزء أمور في داخل تركيب البوليمر شكل (13-4) وهناك اعتقاد بأن سلاسل البوليمر تتراص بإحكام داخل مناطق تناهز أبعادها أبعاد البذرة البلورية، ولكن هذه المناطق تتضمن أيضا بعض القطاعات غير المنتظمة التي لم تتبلور وتنضم بهذا إلى المناطق الأمورفية.

شكل (13-4)

شكل ذو بعدين لطبقات البوليمر.

    (a) طيات حاده.          (b) متشابكة.

              (c) غري غير محكمة.  (d) تشكيلة من الغري

ومن المعلوم أن سلاسل البلمرات طويلة جدا؛ ولهذا فهي تساهم ببعض القطاعات في تكوين مناطق بلورية وبجوارها مناطق أمورفية بحيث تنتج في النهاية بنية مؤلفة ذات طور واحد يعرف بنموذج الجزيء الغروي الهدبي أو البذرة البلورية، الهدبية شكل (13-5).

شكل (5-13)

نموذج غروي هدبي للتركيب البلوري - الأمورفي للبلمرات

وقد شاع استعمال مفهوم الجزيء الغروي الهدبي لفترة طويلة نظرا لبساطته، ونجاح النتائج التي أدى إليها ومن بينها الترابط القوى بين المناطق البلورية والأمورفية مما يتيح تكون مادة مؤلفة ذات خواص ميكانيكية جيدة. كما ساعد على سهولة تفسير درجة التبلور بدلالة النسب المئوية للمناطق البلورية والأمورفية المحددة.