المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


السعادة في ظل العمل والمثابرة  
  
611   09:38 صباحاً   التاريخ: 2023-07-01
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص136ــ139
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

إن مما لا شك فيه أن سعادة كل إنسان مرهونة بعمله ومثابرته ، فالشاب الذي يسعى بجد إلى تحليل ذاته ونفسيته ويجتهد في تطهيرها من الرذائل الأخلاقية ، فإنه سيحصل على شخصية مناسبة وسيضمن لنفسه سبل السعادة .

على عكس ذلك الشاب الذي لا يهمه سوء خلقه وعاداته ، ويبقى محتفظاً في ذاته وأعماقه بمساوئ الأخلاق ، فإنه يكون قد أسهم في دمار شخصيته وحقق سبل حرمانها وشقائها ، وقد أشار إلى ذلك القرآن الكريم مقروناً بالقسم :

قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9، 10].

أثر سوء المعاشرة:

لا يفوتنا أن نذكر أن العادات الحسنة والأخلاق الحميدة هي الأخرى قابلة للتحول والتغيير، ومن هنا يجب على أولئك الشباب الذين كبروا منذ صغرهم على الفضائل والأخلاق الحميدة في ظل أبويهم ومربيهم الأكفاء أن لا يغتروا ولا يتصوروا أن أخلاقهم الفاضلة يمكنها أن تستمر طالما هم أحياء ومهما كانت الظروف ، أو أنهم سيبقون سعداء آبد الدهر، لأن سوء المعاشرة وكذلك فساد البيئة والمحيط بإمكانهما محو النتائج الطيبة التي استحصل عليها الإنسان خلال طفولته، وتحويل صفاتهم وعاداتهم الحميدة إلى صفات وعادات ذميمة ، وهذا ما من شأنه أن يحطم الشخصية المعنوية التي اكتسبها ويزيل دعائم التآلف الإجتماعي التي بناها، فيعرضه للفشل والحرمان .

فما أكثر الشباب الذين خسروا طيبتهم وطهارتهم نتيجة ترددهم على مراكز الفساد   لأصدقاء السوء ، لقد فرط هؤلاء بأخلاقهم الفاضلة وصفاتهم الحميدة ، وحطموا شخصيتهم وكيانهم بالانجرار وراء الخمرة والميسر والمخدرات، وغرقوا في مستنقعات الفساد والرذيلة وقد وصل الانحطاط بالبعض منهم إلى وضع حد لحياتهم المخزية من خلال الإقدام على الانتحار.

لقد أوصى أئمة الهدى (عليهم السلام) أتباعهم بالحذر من سوء الصحبة والمعاشرة لصون أنفسهم من مخاطر الانزلاق في الرذائل والآثام . 

في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل بن زياد : يا كميل جانب المنافقين ولا تصاحب الخائنين ، إياك وتطرق ابواب الظالمين والاختلاط بهم ، إياك أن تطيعهم أو تشهد مجالسهم بما سخط الله عليك(1).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً : إياك وصحبة من ألهاك وأغراك فإنه يخذلك ويوبقك(2) .

مجالسة شارب الخمر:

عن الإمام الرضا (عليه السلام): لا تجالس شارب الخمر ولا تسلم عليه(3).

وعن الإمام الجواد (عليه السلام): إياك ومصاحبة الشرير فإنه كالسيف يحسن منظره ويقبح أثره(4).

الأخلاق هل تتع الغرائز:

كانت مسألة تغير الأخلاق والصفات عند الإنسان وعدم تغيرها وكذلك قابلية الأخلاق الإنسانية للتغير والتطوير من المسائل النفسية والتربوية المهمة التي قامت عليها الكثير من النظريات وما زالت تطرح على بساط البحث والدراسة والتحليل.

البعض يعتقد أن القاعدة الأساس لأخلاق الإنسان هي غرائزه الطبيعية التي انتقلت إليه بالوراثة اللاإرادية من جيل لجيل. ونظراً إلى أن الغرائز القوية ممتزجة بفطرة الإنسان وتمتد جذورها إلى أعماقه ، فإن أخلاقه وطبائعه في مختلف سني حياته تكون مرهونة بوضع غرائزه الطبيعية ، لذا فمن المستحيل تغييرها تغييراً أساسياً.

«لقد حلل المحافظون حالة الغرائز الطبيعية لدى الإنسان تحليلاً علمياً ليبرهنوا على مبدأ عدم إمكانية تغيير طبائع الإنسان. فهم يعتقدون أنه بالرغم من تغير الظروف والمقتضيات تبقى طبائع الإنسان في مختلف مراحل عمره كما كانت عليه من قبل ، ولا يطرأ عليها أي تغيير جذري».

«إن عامل الوراثة له من الأهمية ما يفوق أهمية المحيط ودوره في تكوين طبائع الإنسان ، وهذا العامل خارج عن سلطة وإرادة الإنسان. ومن هنا فإن السعي إلى تغيير الطبائع والسنن والآداب والعادات والتقاليد الإجتماعية تغييراً كاملاً أشبه ما يكون بالصيد في الماء العكر، لأنها باقية على ما كانت عليه من قبل»(5).

هل المحيط أقوى من الغرائز ؟ :

ويعتقد البعض أن النشاطات الذاتية والميول الغريزية ليس لها دور مهم في تكوين طبائع الإنسان ، فصفات الفرد الأخلاقية تتشكل في محيطه التربوي ويقول أصحاب هذه العقيدة إن للإنسان استعداداً مطلقاً لا حدود له لتقبل أي شكل من أشكال التربية، فهو قادر على طرد كل عادة ذميمة من نفسه واستبدالها بعادة حسنة وصفة حميدة.

«لقد راح البعض من المصلحين إلى حيث راح «جان لوك» في استصغار النشاطات الذاتية والتقليل من أهميتها والتأكيد على أهمية الاستعداد لدى الإنسان لاكتساب خير العادات والصفات، بمعنى أن الإنسان قابل للتربية والإصلاح وليس هناك ما يحدّه بحدود».

«فروح الإنسان في الأزل ليست سوى صفحة بيضاء يمكن أن تستوعب ما تمليه عليها المشيئة الذاتية .

لذا ينبغي أن يقوم منهج التربية والتعليم على أساس بناء مجتمع مثالي والترويج للمبدأ القائل بأن الإنسان قادر على بلوغ الكمال»(6).

____________________________

(1) مستدرك الوسائل 2 ، ص 67.

(2) غرر الحكم ، ص 152.

(3) مستدرك الوسائل 2، ص67.

(4) بحار الأنوار17، ص214.

(5) الأخلاق والشخصية، ص 106.

(6) نفس المصدر، ص 105. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف