ذات يوم قال برايان الى زوجته شاكيا : (لا اعرف ماذا افعل، فإنني افقد كل شيء، عملي يتحول من سيء الى أسوأ والدائنون حولي في كل مكان يطالبونني بنقودهم).

(ماذا انا فاعل؟) اجابت زوجته قائلة : (لا تقلق بشأن الغد برايان، فالأمور سوف تتغير، اذهب الان وتريض قليلا). اخذ برايان بنصيحة زوجته، وذهب ليتريض، واذ به يصل الى غابة وقد اعياه التعب، فجلس ليتدبر في مشكلاته، فجأة ظهر له من بين الاشجار رجل عجوز اقترب منه وسأله : (لماذا اجدك حزيناً ايها الشاب؟) فحكى برايان للعجوز عن مشاكله، فما كان العجوز الا ان ابتسم ابتسامة دافئة، وقال له في صوت رقيق : (اعتقد ان باستطاعتي مساعدتك)، فأعطى برايان شيكاً وطلب منه ان يعود اليه في المكان نفسه بعد عام بالضبط حتى يرد اليه ماله.

شكر برايان الرجل، ثم عاد الى منزله ودهش عندما وجد ان الشيك يمنحه 500,000 دولار، وانه موقع باسم واحد من اثرى اثرياء العالم، جون د. روكفلر، كان برايان سعيدا، وقال لزوجته : (سوف ارد لكل الدائنين نقودهم، وابدا ثانية من جديد). ثم اخذ يفكر لدقيقة، ثم قال : (لا سوف احتفظ بهذا الشيك، واحاول ان استعيد عملي دون مساعدة احد)، فقام باستدعاء دائنيه، وقام بترتيبات معهم على ان يرد لهم اموالهم بإقساط شهرية. بدأ برايان في العمل بجد واجتهاد،

وباع الكثير واستطاع في فترة تقل عن عام ان يحقق نجاحا عظيما. مر العام، وحان الوقت للعودة الى الغابة ورد الشيك الى السيد / روكفلر، وعندما وصل برايان الى المكان نفسه في الزمان المحدد. وجد الرجل العجوز بين الاشجار، فلما هم ليقص عليه ما حدث، لاحظ سيدة ترتدي ملابساً بيضاء تأخذ بيد العجوز، وتنظر اليه قائلة : (ارجو الا يكون قد ازعجك... انني ممرضته في بيت المسنين، وهو كثيرا ما يهرب من البيت من حين الى اخر، ويخبر الناس بانه جون د. روكفلر).

أحب الان ان اسألك سؤال : (ما الذي جعل برايان يحقق النجاح هل كان ذلك الشيك الزائف؟ ام كان ايمانه وعقيدته؟)، ان برايان عمل بجد اكثر، وذكاء اكثر حتى وصل الى هدفه المنشود، ان ايمانه القوي قد جعله يستغل قوته مع كامل الالتزام والاصرار والصبر، فإيمانه هذا هو الذي خلق واقعه، تماما كما يمكنك انت الآخر.