المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علمهم كيف يسوون خلافاتهم بأنفسهم  
  
1869   01:32 مساءاً   التاريخ: 2-9-2016
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص155-156
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

لن تفعل شيئا حين يتشاجر اطفالك سوى الاسترخاء وتقبل الامر.

بعد تقبلك لحقيقة ان الشجار شر لابد منه – حيث انه جزء من عملية تعلم الوصول الى التسويات والتعاون – من المهم ان تعلم انه لن يؤتى ثماره الا اذا علمت اطفالك كيف يتعاملون معه بأنفسهم ودون تدخل منك، والا فلن يتعلموا شيئا، اللهم الا انهم اذا ما صرخوا بصوت عال او ضرب احدهم الاخر بقوة، فسوف يأتي احد الكبار ويحل هو الموقف نيابة عنهم. وهكذا سوف يصابون بالإحباط البالغ حين يكبرون ويغادرون منزلك؛ حيث لن يعينهم احد وقتها على حل خلافاتهم مع الاخرين.

من المحزن ان الكثير من الصغار يتربون بهذا الشكل. لقد حضرت دورة تدريبية منذ بضع سنين حيث طلب من مجموعة من المدراء ان يقوموا ببناء برج من مجموعة من الطوابق ذات الاشكال غير المنتظمة وسرعان ما تحول الامر الى مباراة في الصراخ، والمثير للسخرية في الامر ان هذا التدريب كان يهدف لمعرفة الى أي مدى يمكن ان نتعاون فيما بيننا. ولم يكن من المهم اقامة البرج في حد ذاته.

كلا، لا مهرب من الامر : اذا اردت ان يكون اطفالك قادرين على النجاح في تدريباتهم – ناهيك عن حياتهم باسرها، حين يكبرون – فلابد ان تتحمل شجارهم وضجيجهم. والغريب في الامر انه بمجرد فعلك لهذا الامر فسرعان ما سوف تجد ان معظم خلافاتهم قد حلت دون تدخل منك.

بالطبع، كلنا نمر بأيام يكون من الصعب فيها ان نتحلى بالصبر او ننتظر حتى يحل الاطفال خلافاتهم بأنفسهم. في هذه الحالة عليك التفكير في وسائل للتدخل وانهاء الامر موضوع الخلاف دون ان تجردهم من امكانية حل الموقف بأنفسهم ،فمثلا يمكنك اخذ اللعبة التي يتشاجرون بشأنها او اطفاء جهاز الكمبيوتر او التلفاز ثم تقول لهم : "يمكنكم استرجاع اللعبة او اعادة تشغيل الجهاز حين تتمكنان (او تتمكنون) من التوصل لحل".

لدي صديقان يستخدمان حيلة رائعة مع اطفالهما وهي ناجحة للغاية خصوصا لان اطفالهم ذكور (فالذكور اكثر ميلا للمناقشة). حيث يقيم هذان الوالدان ما يسمى بـ"مسابقة الامانة"، وهذا الاسلوب مناسب لحل تلك الخلافات التي لا تستطيع التوصل لأسبابها او معرفة من بداها. وهكذا يقولان: "سوف نقيم مسابقة لمعرفة ايكم اكثر امانة" (هذا هو ما يخدع الاطفال في كل مرة، ثم يبدآن في سؤالهم بالتتابع: "ما هو السلوك الذي فعلته ولم يكن يجدر بك فعله؟"، وهناك قاعدة مفادها ان الطفل لا يستطيع الاشارة الى شيء قام به طفل اخر (حسب زعمه). ولقد رأيت ابناء هذين الزوجين وهم يعترفون بكل شيء يخص موقف الخلاف، اضافة لعشرات الاشياء الخاطئة الاخرى التي ارتكبوها، وكل ذلك املا في الفوز بمسابقة الامانة. وفي نهاية المسابقة يطلب منهم الاعتذار عن الاشياء الخاطئة التي اعترفوا بارتكابها ثم يتركون لحالهم. هذا سيجعلهم يعرفون ان مسئولية الشجار تقع على الطرفين، كما ان حل الخلاف يشملك انت كذلك.

بعد تقبلك لحقيقة ان الشجار شر لابد منه، من المهم ان تعلم انه لن يؤتى ثماره الا اذا علمت اطفالك كيف يتعاملون معه بأنفسهم ودون تدخل منك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.