لقد ابتدع علم النفس الإيجابي تدريباً، أثبت مرة تلو المرة قدرته الفورية على تحفيز ورفع مستويات السعادة لكل من يشترك في القيام به، ألا وهو تدريب زيارة الاحتفال والامتنان"، والذي يعد في جوهره توكيداً إيجابياً؛ إنه فرصة تمكنك من التعبير للآخرين عن تقديرك وحبك لهم، وعن امتنانك لما قدموه لك وفعلوه من أجلك، والإعراب عن رغبتك في الاحتفال بذلك معهم بشكل ملموس. وأنصحك بالقيام بهذا التدريب لما له من عظيم الأثر على علاقاتك.

وكما هي الحال مع العديد من الاستراتيجيات والأفكار التي يقدمها لنا علم النفس الإيجابي، هناك العديد من الطرق والأساليب للقيام بمثل هذا التدريب. فكر في القيام بأحد الخيارات التالية أو القيام بها جميعاً عند تخطيطك للقيام بمثل هذه الزيارة الاحتفالية:

* ضع قائمة بأسماء الأشخاص في حياتك والذين تشعر نحوهم بامتنان حقيقي (والديك، زوجك، أبنائك، أفراد أسرتك، أصدقائك، معلميك، مرشديك).

* اتصل بهم وأخبرهم عن شعورك بكل أمانة وصدق.

* ابعث لهم بخطابات تعبر فيها عن مدى حبك وامتنانك.

* قدم لهم نسخة ورقية تشتمل على ما يختلج بداخلك من أفكار ومشاعر، وقم بوضعها في إطار أو حفظها بشكل ما حتى يتمكنوا من الاحتفاظ بها.

* زر أحد هؤلاء الاشخاص واقرا له خطابك بنفسك، او أخبره وجها لوجه كم يعني بالنسبة لك وكم أنك ممتن لما فعله من اجلك.

أحد الاشكال الاخرى لتنفيذ هذه الفكرة هو تنظيم ليلة احتفالية، حيث يجتمع مجموعة من الأشخاص، ويجلب كل واحد منهم معه شخصاً يرغب في الاحتفال به، ويقدم هذا الشخص إلى باقي المجموعة مؤكدا على البصمة التي تركها هذا الشخص في حياته.

تذكر أن الأفعال العظيمة لها تأثير عظيم، لذلك لا تخش الإفصاح عن كل ما في قلبك، فإن مثل هذه المناسبات نادرة الحدوث، ونادراً ما نقوم بتعزيز الروابط في أيامنا هذه.

الكلمات الطيبة لا تكلفنا الكثير، ولكنها تحقق الكثير.

بليز باسكال، 1623-1662، طبيب وعالم رياضيات فرنسي