لقد اختلف المؤرخون والمفسرون وأصحاب السير في السبب الذي من أجله.  سمي ذو القرنين بهذا الاسم، وإليك أقوالهم في ذلك: فالبيروني يرى أنّ ذا القرنين إنما لقب بهذا اللقب لأنه بلغ قرني الشمس أي مطلعها ومغربها كما لقب (اردشير بن بهمن) بطول اليدين لنفوذ أمره حيث أراد (1). وروى الزمخشري في الكشاف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «سمي ذو القرنين لأنه طاف قرني الدنيا (2). وروي إنما سمي. ذو القرنين بهذا الاسم لأنه له قرنان أجوفان في رأسه، وقد نبتا له بسبب ضرب قومه على موضعهما (3). وقيل: إنما سمي بذلك لأنه انقرض في زمانه قرنان من الناس وهو حي (4) وقيل: إنه رأى في المنام كأنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها شرقها وغربها فلما قص رؤياه على قومه سموه ذا القرنين (5). وقيل: إنّما سمي بهذا الاسم لأنه ملك المشرق والمغرب (6) وقيل: إنما سمي: بذلك لأنّ له ضفيرتين من شعر (7) وروي أن سبب تسميته بهذا الاسم لأن قومه ضربوه على قرنه الأيمن، فأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه إليهم بعد ذلك فملك المشارق والمغارب (8) وقيل: إنما سمي: بذلك لأنه بلغ قطري الأرض (9). وقيل: إنه كان كريم الطرفين من قبل أمه وأبيه فلذلك سمي بذي القرنين (10) وقيل: انه سمي بذلك لأنه دخل في النور والظلمة (11). وقيل: إنما سمي بهذا الاسم لأنه ملك بلاد فارس والروم (12). وقيل: سمي بذي القرنين لأنه كان يقاتل بيديه وركابيه جميعاً (13) وقيل: إنّ سبب تسميته بذي القرنين لأنه كان في مقدم شعره شبه القرنين من اللحم (14). وقيل: إنما سمي بذلك لأنه كان يلبس تاجاً له قرنان (15). وقيل: إنّما سمي بهذا الاسم لأنه أعطي علم الظاهر والباطن (16). وقيل: إن أول من سماه بهذا الاسم هو الخضر عليه السلام عندما التقى به في بيت المقدس (17) أقول: الصحيح في سبب تسميته بهذا الاسم هو ما صرحت به الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام. فقد روى الثقة علي بن إبراهيم في تفسيره عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال وهو على منبر الكوفة: (... وإنما سمي ذو القرنين لأنه دعا قومه إلى الله عزوجل فضربوه على قرنه فغاب حيناً، ثم عاد إليهم فضربوه بالسيف على قرنه الآخر، وفيكم مثله) (18). وروى الشيخ الصدوق عن أبي بصير عن أبي جعفر الا قال: إنّ ذا القرنين... أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه فغاب عنهم زماناً ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر وفـيكـم مـن هـو عـلـى: سنته (19). وروى الطبري في تفسيره عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام قال: «بعثه الله إلى قومه فضربوه ضربتين على رأسه، فسمي ذا القرنين، وفيكم اليوم مثله (20). أقول: لقد قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): «وفيكم اليوم مثله، وفي رواية أخرى أنه قال: وفيكم من هو على سنته» ويقصد بذلك نفسه عليه السلام ذلك لأنه بأبي هو وأمـي قـد ضـرب عـلـى رأسـه الشريف ضربتين الأولى في يوم الخندق، والثانية في مسجد الكوفة.

...................................................

1- الاثار الباقية: ص 37.

2- الكشاف: ج 2، ص 585.

3- بحر الانوار: ج12، ص 198.

4- زاد المسير: ج 5، ص 183، وفتح القدير: ج3، ص 296.

5- النهاية: ج4، ص 52، بحار الانوار: ج12 ،183.

6- النهاية: ج4، ص 52.

7- زاد المسير: ج 5، ص 183.

8- بحار الانوار: ج12، 187، اخبار الدول: ص 453.

9- فتح القدير: ج 3 ص 296.

10- زاد المسير: ج5، ص 183، فتح القدير: ج 3، ص 296.

11- زاد المسير: ج5، 183.

12- زاد المسير: ج5، ص 183، والاتقان: ج2 ص 144.

13- فتح القدير: ج3، ص 296.

14- اخبار الدول: ج1، ص 453.

15- فتح القدير: ج3، ص 296.

16- فتح القدير: ج3، ص 296.

17- التيجان: ص 85.

18- بحار الانوار ج 12، ص 178، ص 180.

19- بحار الانوار: ج12، 194.

20- تفسير الطبري: ج16، ص 9.