أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-08
2222
التاريخ: 2023-03-23
1960
التاريخ: 2023-04-06
1292
التاريخ: 2023-06-12
1497
|
اسمه ونسبه: «المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عوف إبن عقدة بن قسي بن منبه بن بكر بن هوازن» (1). قبيلته: «قسي» «ثقيف». وثقيف من القبائل العربية المشهورة في الطائف. كنيته: دَرَجَ عند العرب أن يكون للأفراد خاصة الشخصيات منهم بالإضافة إلى الاسم واللقب كنية؛ وكنية المختار «أبو إسحاق».
لقب المختار
لقبه: «گیسان» (2)، وتعني: (الفطنة والعقل) (۳) وتُنسب الفرقة الكيسانية (4) إليه. يقول الجوهري في الصحاح: لقب المختار كيسان (5) اشتق من «كيس» على وزن «قيس». وجاء كيس بمعنى؛) الفطنة العقل (والظرافة كما في المنجد.
أمير المؤمنين علي (علية السلام) يُلقب المختار: يقول الأصبغ إبن نباتة: (رأيتُ المختار على فخذ أمير المؤمنين) وهو يمسح رأسه ويقول: (ياكيس ياكيس) (6) وقرأها البعض بتشديد الياء «كيس». وكلمة «كيسان» جاءت إثر قول أمير المؤمنين لكلمة «كيس» مرتين والتي
أصبحت فيما بعد لقباً للمختار (7). وهناك احتمالين لاشتهار المختار بهذا اللقب؛ الأول: الحديث السابق؛ إذ إختار هذا القول فقهاء الشيعة الكبار أمثال العلامة إبن نما وآية الله الخوئي. (8)
الثاني: بسبب كون اسم «كيسان» لأحد المقربين والمشاورين للمختار وكنيته «أبو عمرة»، كان رئيس شُرط المختار وأذاق قتلة الإمام الحسين ان الويل وقيل: إنه هو الذي حث المختار على الثورة وكان يبدي له المشورة؛ فأصبح إسمه لقباً للمختار. (9)
أبوه: أبو عبيد (10) بن مسعود الثقفي: انتقل من الطائف (11) إلى المدينة المنورة وأقام فيها (12) إبان خلافة عمر التي بدأت يوم وفاة أبو بكر (13) في الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة 13 هجرية. وعلى الرغم من أن أفراد قبيلة ثقيف كانوا أُناساً متمردين ومتغطرسين، فقد خرج منهم أفراد صالحين، أمثال عروة بن مسعود، وأبو عبيد بن مسعود المستشهد بقس الناطف (14) على شاطئ الفرات وأنَّ الصالح في ثقيف الغريب (15).
المحارب المتطوع: لم يمض سوى أربعة أيام على خلافة عمر بن! الخطاب حتى أمر بإرسال القوات إلى منطقة سرحدات المتاخمة لحدود إيران والعراق بهدف الجهاد ودعوة أهل فارس إلى الإسلام... فقد نُقل: أنه لما أصبحَ عمر. خليفة من الليلة التي مات فيها أبو بكر، كان أوّل ما عَمِل أن نَدَبَ النّاس مع المثنى إبن حارثة الشيباني - إلى أهل فارس - ثم بايع الناس ثم ندب النّاس وهو يبايعهم ثلاثاً، ولا ينتدب أحد إلى فارس، فلما كان اليوم الرابع ندب النّاس إلى العراق، فكان أول منتدب أبو عبيد بن مسعود الثقفي، وهو والد المختار وسعد ابن عبيدة الأنصاري وسليط بن قيس، وهو ممن شهد بدراً، وتتابع الناس. (16)
قيادة «أبو عبيد»
لما تأهب الجيش للحركة باتجاه الحدود مع العراق وإيران استشار عمر أصحابه فيمن يأمره؛ فاجتمع النّاس فقيل لعمر: «أقر عليهم رجلاً من السابقين من المهاجرين أو الأنصار قال: لا والله لا أفعل، إنما رفعهم الله تعالى بسبقهم ومسارعتهم إلى العدو فإذا فعل فعلهم قوم وتناقلوا كان الذين ينفرون خفافاً وثقالاً ويسبقون إلى الدفع أولى بالرياسة منهم والله لا أؤمر عليهم إلا أولهم إنتدابا! ثم دعا أبا عبيد وسعداً وسليطاً وقال لسعد وسليط: لو سبقتماه لوليتكما وأدركتما بها إلى مالكما من السابقة. فأمر أبا عبيد وقال له: إسمع من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم وأشركهم) في الأمر، ولم يمنعني أن أؤمر سليطاً إلا سرعته الى الحرب وفي التسرع إلى الحرب ضياع الأعراب، فإنّه لا يصلحها إلا الرجل المكيث وأوصاه بجنده، فكان بَعثْ أبي عبيد أوّل. جيش سيره عمر (17) وبهذا يكون أول جيش جهزه عمر وأرسله للجهاد بقيادة أبي عبيد.
إستشهاد أبي عبيد وواقعة «يوم الجسر»
في هذه الجبهة أبدى أبو عبيد شجاعة فائقة وفروسية لا مثيل لها في قتاله مع الجيوش الفارسية والحق بالمجوس خسائر فادحة في الأنفس والعدد. وقتل في هذه المعركة أربعة آلاف من المسلمين وأستشهد أبو عبيد قرب جسر على دجلة. (18) وبما أنَّ القتال وقع عند هذا الجسر، لذا سميت تلك الواقعة ب (يوم الجسر).
أمه: اسمها: «دومة» (19) وهي من النساء المشهورات في تاريخ الإسلام. قيل عنها: (من ربات الفصاحة والبلاغة والرأي والعقل. (20) وكان أبو عبيد يتنوّق (21) في طلب النساء، فذكر له نساء قومه فأبى أن يتزوج منهن فأتاه آتٍ في منامه فقال: تزوّج دومة الحسناء، فما تسمع فيها لأئم لومة فأخبر قومه فقالوا: قد أمرت فتزوّج دومة بنت وهب بن عمر ابن معتب. فلما
حملت بالمختار قالت: رأيت في النوم قائلاً يقول:
أبشري بالولد أشبه شيء بالأسد
إذ الرجال في كبد تقاولوا على لبد
كَانَ لَهُ حَظِّ الأسد
وولدت لأبي عبيد المختار وجبراً وأبا جبر وأبا الحكم وأبـا أُمية (22) وآسيد. وصفية؛ حيث أصبحت الأخيرة زوجة عبد الله بن عمر.
كانت أم المختار على قيد الحياة وكانت امرأة عجوزاً حين إستشهاد ولدها على
يد مصعب بن الزبير. وقد تعرضت للمحاصرة كغيرها من أتباع المختار في (دار الإمارة) من جانب قوات مُصعب. قال «أبو عجين»: لما قُتِل حول المختار بن أبي عبيد الثقفي من أهل بيته خمسون رجلاً وانهزم الناس، فمرَّ أبو محجن بأم المختار واسمها دومة فقال: يا دومة ارتديه (23) خلفي قالت: والله لإن يأخذني هؤلاء أحب إلى من أن أرتدي خلفك. (24)
ولادته وصباه:
وكان مولده في عام الهجرة. (25) عن إبن الأثير: قيل إن المختار بن أبي عبيد كان من أول مواليد المسلمين في السنة الأولى للهجرة. نعم ولد المختار في المدينة لأن أبيه انتقل إليها بعد إسلامه؛ قالت أم المختار: «فلما وضعته أتاني ذلك الآتي، فقال لي: إنه قبل أن يترعرع وقبل
أن يتشعشع، قليل الهلع كثير التبع يُدان بما صنع». (26) قال صاحب تاريخ الفخري: «نشأ المختار، شريفاً في نفسه عال الهمة كريماً». (27) كانت قبيلة ثقيف من قبائل العرب الأصيلة ومضرب الأمثال في الشجاعة والفروسية والسخاء والنبل والضيافة على الرغم من ذلك فهم مشهورون وبأنهم فراعنة وجامحون. لكن نهض منهم شجعان وأدباء وشعراء وعلماء كبار من الصحابة والتابعين (28)؛ أشهرهم «إبراهيم الثقفي من بني أعـمام المختار وصاحب كتاب «الغارات» وهو من كبار علماء الشيعة. وجاءت روايات وأقوال في مدح وثناء «ثقيف» تجدها في كتب أهل السنة (29).
الشبل الشجاع: كان صبياً في مقتبل العمر عندما شارك في إحدى جبهات الحرب الكبرى. وذلك أثناء تحرك جيش الإسلام لمحاربة جيش كسرى من المدينة باتجاه منطقة سرحدات الواقعة على الحدود بين العراق وبلاد فارس، بقيادة والده أبي عبيد وبأمر من الخليفة الثاني. فقد جاء في الكامل: حضر المختار مع أبيه وقعة قس الناطف (30) وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وكان يتفلت للقتال فيمنعه عمه سعد بن مسعود، وكان عم المختار «سعد بن مسعود من الشخصيات الإسلامية المرموقة ومن الأصحاب المخلصين لأمير المؤمنين وأهل البيت الأطهار (عليهم السلام). هذه التجربة العملية لتربية صبي من قبيلة ثقيف الشجاعة - وهو المختار ـ كان لها الأثر المهم والإيجابي في تبلور صفات الشهامة والشجاعة لدى هذه الشخصية الفذة «فنشأ مقداماً شجاعاً لا يتقي شيئاً» (31).
........................................
1- تاريخ الطبري: ج 1، ص 7، والكامل في التاريخ لابن الأثير: ج 4، ص 211، مروج الذهب: ج 3، طبعة بيروت، بحار الأنوار: ج 45، ص 350.
2- رجال الكشي ص128. «إختيار معرفة الرجال».
3- قاموس الفيروز آبادي عن بحار الأنوار: ج 5 ص 214 وص 30، وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 4، ص 172.
4-أسهب الفصل الثالث في التعريف بالفرقة الكيسانية وقد برئت ساحته من الانتساب إلى هذه الفرقة.
5- معجم الصحاح للجوهري: ج 2، ص 970؛ في توضيح كلمة «كيس».
6- بحار الأنوار: ج 45، ص 433، رجال الكشي: ص 127.
7- معجم رجال الحديث ج 18، ص 102 طبعة بيروت رسالة (ذوب النضار) لابن نما. 8- رجال الكشي: ص 128، «إختيار معرفة الرجال» نقلاً عن بحار الأنوار: ج 45، ص 351.
9- بعضهم قرأها خطأ «أبو عبيدة» والصحيح هو «أبو عبيد».
10- الطائف: مدينة جميلة في الحجاز وكانت مصيفاً لقريش لمناخها الرائع وتقع على مسافة 120 كم جنوب شرق مكة وهي إلى الآن من أجمل مدن الحجاز عمارة ومناخاً.
11- الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج 2، ص 133، مروج الذهب للمسعودي: ج 2، ص 315، طبعة بيروت، أنساب الأشراف للبلاذري: ج 5 ص 131.
12- تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 131.
13- قال الفيروزآبادي: «قس الناطف موضع قرب الكوفة». وقال الزبيدي في شرح العبارة: «على شاطئ الفرات كانت عنده وقعة بين الفرس وبين المسلمين وذلك في خلافة عمر قتل فيه أبو عبيد بن مسعود الثقفي». أقول: كانت الواقعة في السنة الثالثة عشر من الهجرة وتفصيلها مذكور في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير وغيرهما.
14- الغارات للثقفي: ج 2، ص 517
15- الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج 2، ص 432 - 433، مروج الذهب للمسعودي: ج 2، ص 315، طبعة بيروت، أنساب الأشراف للبلاذري: ج 5، ص 214، طبعة بيروت.
16- الكامل لابن الأثير: ج 2 ص 433، مروج الذهب للمسعودي: ج 2، ص 315، طبعة بيروت، أنساب الأشراف للبلاذري: ج 5، ص 214، الغارات للتقني: ج 2، ص 517.
17- جاء الشرح المفصل لوقائع الحرب بين القوات الإسلامية بقيادة أبي عبيد مع القوات الفارسية في كتب التواريخ المعتبرة فراجعها، وفي مروج الذهب: ج 2، ص 317-315 نقلت الواقعة بشكل مختصر ومفيد وكذلك في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير: ج 2، ص 438.
18- نسبة إلى دومة الجندل: إسم حصن على بعد خمسة عشر ليلة من المدينة ومن الكوفة على بعد عشر مراحل وأصحاب اللغة يضمون الدال وأصحاب الحديث يفتحونها.
19-أعلام النساء لعمر رضا كحالة: ج 1، ص 421، طبعة بيروت.
20- أي يبالغ في إختيار الجيدة منهن.
21- رسالة «ذوب النضار» لابن نما الحلي: ص 59 - 61.
22- ارتدي خلفي أي اركبي على ظهري.
23- أعلام النساء لعمر رضا كحالة: ج 1، ص 421، طبعة بيروت.
24- أنساب الأشراف للبلاذري: ج 5، ص 214، طبعة بيروت، بحار الأنوار: ج 45، ص 350.
25- بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج 45، ص 350 وأنساب الأشراف للبلاذري: ج 5، ص 214، طبعة بيروت.
26- تاريخ الفخري: ص 89.
27- الغارات لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي: ج 2، ص 517
28- راجع كتاب الأنساب للسمعاني: ج 3، ص 4 و142.
29- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 8، ص 30، وج 20، ص 106.
30- قس الناطف: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي، وفيه كانت واقعة لهم مع الفرس قتل فيها والد المختار. أنظر - الكامل في التاريخ: ج 2، ص 438، ومراصد الإطلاع: ج 3، ص 1092 –
31- بحار الأنوار: ج 45، ص 350
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|