أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-28
1225
التاريخ: 25-1-2018
1848
التاريخ: 2023-04-24
1022
التاريخ: 1-6-2020
5804
|
بعد أن نجا السلطان جلال الدين من قبضة جنود جنكيز خان وعبر نهر السند، عاش مع خمسة أو ستة من رفاقه لمدة على الضفة اليسرى من ذلك النهر إلى أن جمع عدداً من الناس حوله وقويت شوكته عن طريق الإغارة على الهنود ونهب دوابهم وأسلحتهم وانضم إليه الفارون من جيش خوارزمشاه، إلى أن بلغت أنباء تعاظم قوته مرة أخرى إلى المغول، فجردوا جيشاً لقمعه. ولم تكن الجلال الدين طاقة لمقاومتهم؛ فتحاشاهم واتجه إلى دهلي. وبعد أن ذاع صيـت قـوة جلال الدين في السند وعبوره سالماً من نهر السند، قام ناصر الدين قباجة حاكم بعض ولايات السند بإرسال ابنة أمين الملك بكل إجلال إلى زوجها السلطان جلال الدين بعد أن أنقذها من النهر، وهو ما أسعد جلال الدين فاتصل الود بين الجانبين؛ ولكن سرعان ما تعكر صفو الود بينهما. وكان السبب في ذلك أن شمس الملك شهاب الدين إلب وزير جلال الدين ذهب إلى قباجة بعد فرار السلطان. وقد كان وزيراً كفؤاً، فعينه قباجة وزيراً له. وقد أفضى إليه الوزير بكل أسراره ظناً منه أن جلال الدين قد اختفى. وما إن تبين كذب ظنه حين طلب من قباجة أن يرسل إليه شمس الملك حتى سارع قباجة بقتل شمس الملك، كما قتل رعاياه ابن أمين الملك الذي كان قد لجأ أيضاً إلى بلاده. فخرج جلال الدين مع بعض أمراء أخيه غياث الدين الذي كان قد انضم إليه بغزو بعض المدن الخاضعة لحكم قباجة. ومع أنه أصيب بسهم في ذراعه فقد حقق بعض الفتوحات وكان من أقوى حكام الهند الغربية في ذلك العهد إلى جانب ناصر الدين قباجة، شمس الدين التتمش (607 - 633هـ) الذي كان من غلمان سلاطين الغور والذي أسس الأسرة الشمسية في دهلي، وأصبح من أشهر سلاطين الهند فيما بعد. وقبل شروعه في الكر والفر في الهند، أوفد السلطان جلال الدين رسولاً إلى شمس الدين في دهلي يطلب منه العون؛ إلا أن شمس الدين كان يخشى قوة السلطان جلال الدين فمنع رجاله من السلطان وكان من بين الممالك الإسلامية ثلاث مناطق لم تطأها سنابك خيل المغول حيث سد أمراؤها وسلاطينها الطريق على المغول إلى بلادهم بقبولهم دفع الخراج والخضوع لهم فلم يتركوا مدنهم للمصير الذي لقيته ما وراء النهر وخراسان. وكانت هذه المناطق الثلاث هي جنوب إيران وبلاد الروم والهند الغربية، وهي مناطق كانت تمثل المراكز الرئيسة لانتشار اللغة الفارسية وكان أمراؤها من كبار رعاة الأدب والشعر بهذه اللغة. لذا فقد صارت هذه المناطق الثلاث ملاذاً للفارين من مذابح التتار والساعين لقضاء بقية أعمارهم في أمان في رعاية أمراء محبين للأدب والعدل. ويمكن القول إن المغول لو كانوا قد خربوا هذه المناطق وقتلوا أهل العلم فيها وأحرقوا كتبهم لما بقيت الكتب التي وصلتنا من أعمال شعراء الفارسية وأدباءها. كان جنوب إيران في ذلك العهد تحت حكم الأمراء السلغوريين أي اتابكة فارس ممن يرعون الفضل والأدب. وقد حظي إقليم فارس في كنفهم بالأمن فبقيت ذكراهم العطرة في أشعار سعدي الشيرازي أحد كبار شعراء الفارسية جزاء لرعايتهم له. فبقبولهم لدفع الخراج وطاعة المغول أسدوا للغة الفارسية خدمة جليلة. ويقول سعدي في مدحه للأتابك أبي بكر بن سعد:
سد الاسكندر طريق يأجوج إلى الدنيا بحائط من النحاس والحجارة
وأقمت أنت سداً من الذهب أمام يأجوج لا من النحاس كالإسكندر
وسنأتي فيما بعد إلى ذكر أحوال بلاد الروم والهند .
ومع ذلك فقد كان لاجتياح المغول تأثيرات إيجابية نسبياً بعد ما أحدثوه من خراب ودمار وقتل وما نجم عن غزوهم من انحطاط للحضارة الإسلامية والأدب الفارسي. ونكتفي في هذا المقام بتعداد هذه الإيجابيات بصورة مختصرة إلى أن نفصل القول فيها في الفصول التالية: 1- توحيد كل ممالك آسيا ذات الحضارات من ساحل المحيط الهادي وحتى البحر المتوسط في ظل حكومة ونظام إداري واحد.
2- تأمين الطرق وإزالة الحواجز التي حالت من قبل دون اتساع العلاقات التجارية وذلك بسبب الشقاق والعداء بين دول المنطقة. وقد أدى ذلك إلى انتعاش التجارة والتبادل التجاري بين آسيا الشرقية والغربية من ناحية وآسيا وأوربا من ناحية أخرى. قتل رسوله، بالسم وحمله بالهدايا إلى السلطان ورسالة يقول له فيها إن المناخ في تلك المنطقة غير ملائم ومن الأفضل للسلطان أن ينتقل إلى مكان يليق به فاتجه جلال الدين إلى أطراف لاهور وتزوج ابنة أحد راجات الهند وشن هجوماً بعون منه على ناصر الدين قباجة وأنزل به هزيمة نكراء وغنم غنائم وفيرة. وفي ذلك الوقت كان السلطان شمس الدين قد جهز جيشاً قوامه ثلاثين ألف جندي وجرده لصد جلال الدين إلا أنه انهزم على يد أحد قواد جيش جلال الدين فاضطر شمس الدين للدخول إليه من باب الاعتذار والصداقة. وفي ذلك الوقت، بلغ جلال الدين نبأ استيلاء أخيه غياث الدين على العراق وغزو براق الحاجب لكرمان وميل قواد الجيش إليه، فغادر الهند وعاد إلى إيران.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|