المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حكم المبطون
27-8-2017
تاريخ دولة لجش
24-5-2019
Dichlorine, dibromine and diiodine
8-3-2017
حرث الأرض لزراعة المحاصيل (تجهيز الأرض لزراعة المحاصيل)
2024-09-16
عدم الغيرة والحمية
25-4-2022
المراد من النجاة من ال فرعون
2023-04-16


فوائد وجود الإمام في عصر الغيبة  
  
6418   03:07 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص636-641
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /

من أكثر الأسئلة شيوعاً حول المهدي ؛ هو انّه ما فائدة وجود الإمام في عصر الغيبة؟ وبتعبير آخر: انّ حياته في عصر الغيبة حياة شخصية خاصة وليست حياة اجتماعية يلعب فيها دور الإمام وعليه ماهي الفوائد التي يمنحها وجوده المقدس للناس جميعاً؟ وما هي نوع تلك الفائدة ؟ ويجب أن نعرف أنّ غيبة الإمام لا تعني انّه حول إلى روح وأمواج غير مرئية أو حلم وما يشابه ذلك بل له حياة اعتيادية وطبيعية في هذا العالم غير انّها مع عمر مديد ؛ إنّ الإمام يمارس حياته في قلب المجتمع ويعيش في عدّة أماكن ولكن على شكل إنسان مجهول وهناك فرق بين اللا مرئي والمجهول .

عن أبي عبد اللّه (عليه السَّلام) قال: للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم يرى الناس ولا يرونه ؛ وحضوره في موسم الحجّ خير شاهد على حياته ولعلّه إشارة إلى أنّ الناس لا يرونه ولكن لا يعرفونه ؛ وممّا يجب التأكيد عليه حول الإجابة على السؤال المذكور هو انّه ليس سؤالاً جديداً يطرح لأوّل مرّة في عصرنا بل يظهر من الروايات انّ هذا السؤال كان مطروحاً قبل ولادة الإمام المهدي أيضاً و كان النبي والأئمّة السابقون عندما يتحدّثون عن المهدي وغيبته الطويلة يواجهون نفس هذا السؤال ويجيبون عليه فمثلاً:

1- قال النبي رداً على سؤال انّ الشيعة هل تنتفع بالقائم في غيبته؟ قال : اي والذي بعثني بالنبوة انّهم لينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان جلّلها السحاب.

2- قال الإمام الصادق (عليه السَّلام) : لم تخلو الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجّة للّه فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة للّه فيها ولولا ذلك لم يعبد اللّه .

فسأل الراوي كيف ينتفع الناس بالحجّة الغائب المستور؟

قال الإمام: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب .

3- وقد أكد الإمام المهدي نفسه على هذا المعنى أيضاً ففي توقيع أصدره ردّاً على أسئلة إسحاق بن يعقوب وصل إليه على يد محمد بن عثمان كتب يقول: وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب .

وتوضيحاً لهذا التشبيه يجب أن نؤكد على أنّ للشمس إضاءتين:

1- إضاءة مباشرة .

2- اضاءة غير مباشرة .

ففي الأُولى تبدو أشعة الشمس مرئية واضحة ولكن في الثانية يصبح السحاب مثل زجاجة داكنة تحجب ضوء الشمس المباشر فينتشر فيه غير انّ آثار الشمس الحيوية في نمو الموجودات لا تختص بالوقت الذي يكون فيه ضوؤها يشع على عالم الطبيعة مباشرة فقط بل انّ كثيراً من هذه الآثار كحدوث الحرارة ونمو النباتات وتوليد الطاقة اللازمة للحركة والحياة وإثمار الأشجار وتفتح الأزهار  تظل موجودة والشمس محجوبة وراء السحاب ولأشعة وجود الإمام الروحية عندما تكون محجوبة بغيوم الغيبة آثار مختلفة تبيّن فلسفته الوجودية على الرغم من توقّف دروسه التربوية والتعليمية وقيادته المباشرة وإليك بعض هذه الآثار .

1- روح العالم : إنّ الإمام في الرؤية الإسلامية وطبقاً لأحاديث وأخبار كثيرة وأدلّة قدمها العلماء هو روح العالم وانّ العالم متوقف عليه انّ الإمام قلب عالم الوجود ونواة الوجود المركزية والواسطة في الفيض بين العالم وخالقه من هنا فانّ حضوره وغيبته سيان ولو لم يكن في هذا العالم ولو مجهولاً لتلاشى عالم الوجود ؛ كما قال الإمام الصادق (عليه السَّلام) : لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت ؛ وقال الإمام الرابع: ونحن الذين بنا يمسك اللّه السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه وبنا يمسك الأرض ان تميد بأهلها وبنا ينزل الغيث وبنا ينشر الرحمة ويخرج بركات الأرض ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها .

2- حماية دين اللّه وحفظه : قال أمير المؤمنين (عليه السَّلام) حول ضرورة وجود القادة الإلهيين في كل عصر وزمان في إحدى كلماته: اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً لئلاّ تبطل حجج اللّه وبيّناته , إنّ مرور الزمن وامتزاج الآراء والأفكار الشخصية بالقضايا الدينية وتدخّل يد المفسرين في التعاليم السماوية جعل بعض القوانين الربانية تفقد أصالتها ويكون الدين عرضة للتغيّرات المضرة ؛ فلأجل أن تصان أصالة الدين الإلهي وأن يسد الطريق بوجه الانحرافات والخرافات يجب أن يمسك الإمام المعصوم سكان هذه السفينة ؛ فانّه في كلّ مؤسسة هامة يوجد هناك صندوق للأمان يودع فيه الوثائق المهمة حفظاً لها من السرقة أو الحريق وما شابه وصدر الإمام وروحه العالية أيضاً هما صندوق الأمان لحفظ وثائق الدين الإلهي إبقاءً على جميع الأصالات الأوّلية والسمات السماوية لذلك الدين فيه ؛ كتب الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح صحيح البخاري وبعد ان روى الأحاديث التي تقول بأنّ عيسى سيهبط إلى الأرض عند ظهور الإمام المهدي ويأتم به في الصلاة : وما يقال في أنّ عيسى سيأتم في الصلاة برجل من هذه الأُمّة في آخر الزمان دليل على ما صحّ عند العلماء من أنّ الأرض لا تخلو من حجّة يخرج للّه بالبراهين الساطعة .

 3- بعث الأمل في النفوس : تتركز جميع جهود الجنود والمقاتلين الصناديد في ساحة المعركة على هذا الأمر وهو أن تظل راية الجيش ترفرف أمام هجمات الأعداء وفي المقابل يحاول جنود الأعداء أن يجعلوا رايتهم منكوسة دائماً لأنّ بقاء الراية مرفرفة يبعث القوة في الجنود ويزرع الأمل ويرفع من متصلة حية فالدين اليهودي ختم النبوة التي هي علاقة واقعية بين اللّه والعالم الإنساني في النبي موسى (عليه السَّلام) وأنكر نبوة المسيح ومحمد بعد ذلك كذلك المسيحيون توقّفوا عند المسيح أيضاً وتوقّف أهل السنّة عند النبي محمّد (صلى الله عليه واله) أيضاً واعتقدوا انّ علاقة الخالق بمخلوقه قد انتهت بخاتميته; وأمّا المذهب الشيعي فهو المذهب الوحيد الذي يؤمن بأنّ النبوة ختمت بنبوة النبي محمّد (صلى الله عليه واله) غير انّه يعتقد بأنّ الولاية التي هي علاقة الهداية المكملة مستمرة حية بعد النبي إلى الأبد والحمد للّه ربّ العالمين معنوياتهم كذلك وجود القائد في مقر القيادة وإن كان صامتاً يجعل الدماء تجري بسرعة في شرايينهم ويحثّهم على بذل قصارى جهدهم فيقولون: قائدنا حيٌّ ورايتنا ترفرف عالية .

فبمجرد أن ينتشر نبأ قتل القائد بين الجيش يصاب الجيش مهما كان عظيماً وكفوءاً بالإحباط ويتلاشى ومادام رئيس المجموعة أو الجيش حياً فانّه يبعث الحيوية والنشاط والاطمئنان والأمان في نفوسهم حتى لو كان مسافراً أو راقداً في الفراش غير انّ سماع نبأ موته ينثر غبار اليأس والخيبة والإحباط على رؤوس الجميع ؛ والشيعة ووفقاً لعقيدتهم في الإمام الحي الغائب لا يرون أنفسهم وحيدين بعيدين عن قائدهم بالرغم من أنّهم لا يشاهدونه بينهم والأثر النفسي لهذه العقيدة في إبقاء سراج الأمل وهاجاً في قلوبهم وحثّهم على تربية وإعداد أنفسهم لتلك الثورة العالمية الكبرى أمر ممكن دركه واستيعابه ؛ وقال البروفسور هنري كربن استاذ الفلسفة في جامعة السوربون والمستشرق الفرنسي الشهير: اعتقد انّ المذهب الشيعي هو المذهب الوحيد الذي حافظ على علاقة الهداية الإلهية بين الخالق والمخلوق إلى الأبد فقد جعل الولاية مستمرة حية بعد النبي (صلى الله عليه واله) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.