المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الزوجة
2024-05-02
تفريخ بيض الاوز
2024-05-02
كيف يتعامل المدير مع غضبه؟
2024-05-02
الرؤيا وكشفها للواقع
2024-05-02
عود إلى أخبار المعتمد
2024-05-02
قال أبو بكر ابن قزمان
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الاحتياجات المهمة للأطفال / الحاجة الى السعادة والنشاط  
  
1035   10:29 صباحاً   التاريخ: 1-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص251ــ262
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الاندفاع نحو السعادة والنشاط، السرور والفرح جزءٌ لا ينفك عن طبيعة الانسان، ومن أجل تأمين هذه الحاجة، يمهد السبيل امام ثبات السلوك. فالطفل يريد ان يكون مسروراً وان يحصل على العوامل التي تساعد على خلق هذه الحالة. ولكن للأسف فان الكثير من الآباء والمربين يركزون جل اهتمامهم على تأمين الاحتياجات البدنية للطفل، ولا يهتمون باحتياجاته النفسية، والتي من ضمنها الطراوة والحيوية، وهذا الأمر يمكن أن يؤدي الى الحاق المزيد من الخسائر.

لا ضير في ان نقول بأن مرادنا من السرور والنشاط لا يعني ان الطفل دائماً أو أن يكون في منأى عن الهم والغم مطلقاً. بل مرادنا هو ان طراوة روحية وينظر الى الحياة والوجوه من زاوية الفرح والأمل، ويحظى بالهدوء الفكري والنفسي، ويتصف بالثقة بالنفس والرضا والمحبة والغنى الروحي، ونعلم بان هذه الحالة تختلف عن حالة الضحك المفرط والحياة الممزوجة بطلب المتعة والمعاشرة التي تبعث على الاستهزاء .

أهمية السعادة والنشاط :

السعادة والنشاط هما أساس سلامة الجسم والروح. ويرى علماء النفس بأنها رأس مال الحياة بالنسبة الى الطفل، ويقولون بأن الحياة بدونهما لا طعم لها للإنسان ولا تتمتع بأي جاذبية لكي يبذل الانسان جهده لها.

بعض الافراد في المجتمعات البشرية يتصفون بحالة معينة يمكن ان نقول عنهم بانهم غارقون في انفسهم، ومنكّسون رؤوسهم ويعيشون في وضع روحي سيء. ومتشائمون في نظرتهم الى الحياة وما فيها، ويرون كل شيء بمنظار أسود حالك. ولو تساءلنا عن السبب الداعي لظهور هذه الحالة، لابد أن نقول انه فقدان حالة الطراوة والسرور والنشاط. ان هؤلاء الافراد في الواقع من الذين فقدوا حالة الفرح والطراوة الداخلية ولم يعودوا يشعروا بها.

فوائد ذلك للطفل:

السعادة هي سبب النمو والنجاح، وتبعث على ان يندفع الطفل بحرارة وفرح. وان ينجز أعماله بهدوء واطمئنان، وينام بشكل مريح ويفكر بشكل مريح ويستقر ويهدأ على اكمل وجه.

السعادة عامل محرك للعمل والنشاط الاكثر، وسبب لمضاعفة القدرة والنشاط السليم، وتصبح السبب في ان ينظر الانسان الى الحياة بنظرة ايجابية ويتجه نحو حل المعضلات الحياتية بأحسن وجه.

ان الرغبة في اتخاذ القرار بالنسبة لهؤلاء الاطفال يصبح امرا اكثر سهولة ويُسر، وبامكان أمثال هؤلاء الافراد ان يفكروا بنحو أفضل.

ولعلكم تلاحظون وجوه الاطفال الفرحين وكيف انها تتلألأ من الفرح والسرور، انهم لا يعانون من الاضطراب والتشويش في امورهم الحياتية، وان واجهته مسألة ما لا يهرب منها ولا ينظر لها نظرة سلبية، وخلال احتكاكه وتعامله سواء مع الوالدين أو مع الآخرين يتسم بالمزيد من الرضا والهدوء عما لوكان حزينا. وفي البيت يتعاون مع والديه ويواصل حياته في المجتمع بتفاؤل وسرور.

مخاطر الحرمان من ذلك :

الاطفال المحرومون من السعادة والنشاط لهم وجوه مخطوفة لا نضارة فيها، وحركاتهم ثقيلة، ويبدو عليهم التعب والارهاق دائماً، ويفتقدون الى المقدرة والنشاط المتميز. ويظهر عليهم البرود واللامبالاة في تعاملهم مع الآخرين، وغير ملتزمون ازاء المسؤوليات الملقاة على عاتقهم ولا يتقيدون بها، ومن اجل الهروب من الأمور المكدرة، فانهم يلجأون أحياناً الى شتى الاساليب والطرق.

ويشعر هؤلاء الاطفال بأنهم في فقر وحرمان شديدين، ويظنون بان آباءهم ومربيهم لم يؤدوا لهم حقوقهم بالشكل المطلوب أو انهم يعمدون الى سلب شيء من نصيبهم. ان طبيعة حركتهم ومواقفهم تصدر بشكل يمكن القول عنها بأنهم يختلقون الاعذار لأصرارهم ولجاجتهم وكسلهم ولا يستبعد منهم ان يستسلموا للأمور المنحرفة ثانية.

ان الحرمان من السعادة والنشاط يولد الارهاق العصبي للأفراد، وكلنا يعلم بأن هذه الحالة مضرة وقد تؤدي أحياناً الى ان يفقد الفرد حياته أو على الأقل الى عدم الاهتمام بأساسيات الحياة. ان الذين تسرب الحرمان الى اعماقهم يعيشون في وضع سيء للغاية وكأنهم في واقع الامر أموات يمشون على وجه الارض لا يملكون حولاً ولا قوة. وهناك عدوٌ كبير بالإضافة الى كل هذه المخاطر يكمن في هذه المسألة يصرف الفرد عن اداء تكاليفه الحياتية ويسلبه القدرة على الحركة، كما ان هناك خطراً آخر يواجه بعض الافراد إذ أنهم ينتقلون الى انفسهم على اثر الحرمان من هذا الامر ويتوجهون نحو الشذوذ الجنسي لإرضاء انفسهم .

المحاولات المبذولة للحصول على ذلك:

ان الطفل يلجأ الى إستخدام شتى الاساليب والطرق من اجل الحصول على حالة السعادة والنشاط. وابتداءً من الشهر الثالث تقريباً يحاول من خلال ابتسامته ان يعبر عن شيء من الفرح والحيوية ويأخذ هذا الأمر طابعاً اكثر جدية ابتداءً من الشهر الرابع من العمر. وبعد هذه المرحلة من العمر يخصص الاطفال جزءً مهماً من محاولاتهم ومساعيهم حول هذا الموضوع كي ينالوا سعادتهم وما يصبون إليه من الفرح والسرور حتى وان فشلوا في تحقيق هذا الأمر. كما ان أغلب حالات الركض، والحركات، والترنيمات يمكن تفسيرها من هذه الزاوية.

أحياناً يلجأ الطفل الى التنويع كي يُفرح نفسه، وكأنه ينزعج من الرقابة والتكرار والذي يعد اساس الملل والارهاق العصبي. وأحياناً يعمد الى التشاجر والنزاع مع من هو أضعف منه لكي يحصل على بعض النجاح من خلال ذلك ، وتفسر هذه الرغبة بأنها ناجمة عن الاحساس بالضعف والانزعاج، إذ يريد ان يتغلب على هذه الحالة او ان يودعها في طي النسيان. ويعتقد بأن هذه الرغبة فطرية وبالنتيجة ستبقى ملازمة له مدى الحياة.

امكانية إسعاد الاطفال:

لغرض اسعاد الطفل ليس من الضروري ان يمتلك الآباء ثروة طائلة أو امكانيات متميزة؛ إذ يمكن أحياناً إسعاد الطفل في عين المعاناة من الفقر والشحة وجعله يشعر بالفرح والسرور. ولو أقدمنا في هذا المجال على شيء ولو محدود فسوف يتحقق هذا الأمر بشكل تلقائي، ذلك ان حالة الرضا والاطمئنان الموجودة في اعماق الفرد ستمهد الارضية اللازمة للشعور بالسعادة والفرح.

وبشكل عام هناك اشياء كثيرة في الحياة يمكن للإنسان ان يتمتع بها ويحصل على السعادة بواسطتها. ويصدق ذلك اكثر على الاطفال، إذ يمكن أحياناً ان ندخل السرور على قلب الطفل من خلال وضع قطعة من القماش أو الورق على رأس الطفل أو يمكن إسعاده من خلال الدفيء في المحبة والملاطفة، أو التمهيد لحصوله على قليل من النجاح.

ان المشاركة والمساهمة في أمور الاسرة والمجتمع والتحريك في المحيط الطبيعي، والذهاب للتنزه والى الاماكن العامة لمشاهدة التجمعات، والتحركات، والمسابقات، والخضرة والماء الجاري و...الخ، كلها من عوامل السعادة والحيوية.

كما تجدر الاشارة الى هذه الملاحظة ؛ وهي ان السعادة مسألة قابلة للتعلم، وبوسع الانسان ان يتعلم كيف يتعم بالحيوية والنشاط.

ضرورة منح ذلك :

لابد من منح السعادة والحيوية الى الطفل بعنوان هدية كما يجب ان نلاحظ أيضاً عدم بروز أي تخريب أو تدمير في نفس الطفل على اثر هذا الحرمان وان لا يؤدي الى تخريب رياض قلبه. وهذا الأمر في الواقع يعد حاجة من حاجيات الطفل، والآباء مكلفون بتأمين هذه الحاجة بحدودها المشروعة.

ان سلامة الطفل الروحية وحتى البدنية مرهونتان والى حد بعيد بهذا الأمر وتمثل قدرة الآباء على منح هذا الأمر سبباً لتأمين هذه السلامة. ولابد من انزال الهدوء والسكينة على قلوب المؤمنين والصالحين وهذا عمل رباني. ومن الضروري في هذا المجال ان نعمل دائماً على إبعاد الافكار السيئة والمزعجة عن ذهن الاطفال، والسماح لهم بمواصلة اعمالهم على اساس التفاؤل. كما يلزم في هذا الصدد ان نبدل كدرهم صفواً وصلحاً، ونمهد موجبات شعورهم بالسعادة من خلال قبول توبتهم، وكل ذلك يختلف عن تأمين الكماليات والأمور التي تخص المظهر، إذ لا تحتاج الى ميزانية ومصاريف معينة.

حدود ومقدار ذلك :

ان الحد المتعارف والمعتدل مطلوب في كل الأمور، وحالات الافراط والتفريط تفسح المجال امام الكثير من المخاطر والاضرار. ان الطفل خلال حياته بحاجة الى ان يكون معتدلاً، وان يحافظ أيضاً على اعتداله في الأمور، وهذا قانون قرآني ومسيطر على كافة الأصول الأخرى.

طبعاً لا يمكن الوصول الى حالة السعادة الدائمة والمطلقة في الحياة، ولكن لا ينبغي ان تكون الحياة مليئة بالهم والغم والشقاء أيضا. وكلما سعينا نحو المتعة اكثر ازداد شعورنا بعدم الرضا والسعادة في الحياة. وكلما عشنا اكثر في الهم والغم ازدادت تعاستنا وشقاؤنا في الحياة. ولابد اذن ان ننتخب طريقاً وسطاً بين هذين الأمرين يعود بالنفع على الطفل وبالخير وفي صالح المجتمع.

اننا نعتقد أحياناً بانه من الضروري ان يعاني الطفل شيئاً من الألم والعذاب كي لا يتبادر الى ذهنه ان الحياة كلها عبارة عن سعادة وسرور، وان يعلم بوجود الهم والغم والألم أحياناً ولابد من التأقلم مع هذه الحالة، وان يتخذ ازاء ذلك موقفاً بنّاءً يعمل فيه على ازالة ذلك. ولابد له أحياناً ان يتذوق طعم الغم والحزن لكي يفهم ذلك ويعرف ما يقاسيه ابناء المجتمع.

عوامل إسعاد الطفل:

قلنا ان الطفل يريد ان يكون سعيداً ومسروراً، واما عن طبيعة العوامل التي يمكن ان تلعب دوراً مؤثراً في سعادته، بوسعنا ان نتطرق الى ذكر بعضها وهي كما يلي:

الف - من حيث الايجاب والاعطاء :

وفي هذا المجال هناك عوامل كثيرة يمكن الاشارة لها وكما يلي :

* الحياة الاجتماعية والعيش وسط الأهل والاحبة وملاعبتهم ومحاورتهم.

* ملأ اوقات الفراغ الفعاليات التربوية المتنوعة.

* الحصول على الجواب المناسب لأسئلته مقرونة الابتسامة طبعاً.

* سلوك الآباء الودّي والصادق مع الطفل ومعاملته بسعة الصدر.

* عرض وتقديم السبل الجديدة للحصول على المتعة والسرور .

* التجوال والتنزه والتفرج واطلاق النظر الى افاق الحياة الجميلة.

* التحلي بالسلامة الكاملة، والتمتع بالعمل، والحب وطهارة الوجدان .

* السعي لتأمين متطلبات الاطفال بأسلوب معتدل ومتعارف عليه، والاهتمام بجوانبه النفسية والروحية.

* خلق الامن الروحي للطفل، وقبوله وحمايته بحيث يتلمس ذلك ويشعر به.

* اطمئنانه الى ان أبويه يبذلون قصارى جهدهم وملاحظتهم للطفل.

* ملاعبة الطفل بما يتلائم مع رغباته وطلباته، وان يكون موفقاً في ذلك النوع من اللعب.

* دفئ المحيط والوسط العائلي والذي يبعث بحد ذاته على إسعاد الطفل؛ إذ يفرح الطفل كثيراً عندما يرى العلاقات الودية بين أبويه .

* الصفح عن الطفل عندما يرتكب هفوةً أو خطأ ما.

ب - من حيث النفي والسلب :

ولابد في هذا المجال ان تُنفّذ يعض حالات المراقبة أيضاً ومنها :

* الابتعاد عن التوقعات الزائدة، خاصة فيما يعجز الطفل عن القيام به.

* الابتعاد عن الاضطراب والتشويش والتهديد والتي تتسبب في مشاعر الألم والشقاء.

* ابعاد البيت عن أسباب النزاع والاضطراب والقيل والقال والمشاجرات .

* المحافظة على خلو قلبه من الأحقاد، والرغبة في الانتقام، وعوامل الزجر والانقياد، والحسد و...

* تجنب الشك والترديد والوسوسة وكل أمرٍ يعرض عزمه وارادته الى الخطر.

* الابتعاد على الافراط في اللوم والتوبيخ والتجريح بالكلام.

* الابتعاد عن الوحدة والانزواء والعوامل التي تتسبب في ان لا يرى الطفل نفسه وسط المجتمع.

* ابعاد الطفل عن الفقر والحرمان أو المحافظة عليه بحيث لا يشعر بهذه الامور.

العوامل التي تقضي على السعادة :

هناك بعض العوامل التي تعمل على القضاء على سعادة الطفل وحيويته وتزيل سروره الباطني. وهذه العوامل كثيرة نشير إلى بعض منها :

* حالات الخوف، والتحذيرات، والتوبيخ ، والاضطراب، والغم والحزن.

* مسألة الطلاق، والافتراق، والاختلافات العائلية وحالات النزاع ومشاجرات الوالدين.

* الارهاق المفرط، والأرق، وعدم النوم، والقلق والمرض، وتحمل الألم المزمن.

* الشعور بالضغط والاجبار في الحياة ، وبخاصة الجبر والاكراه الذي يعرض أمنه إلى الخطر ويفتت استقراره النفسي.

* الرتابة وعدم التنوع في الحياة والذي يزيد من حالة الملل فضلاً عن القضاء على السعادة والفرح.

* الفشل المستمر بحيث انه كلما يُقدم على مسألة معينة يخرج منها محروما.

* مواجهة الفقر والحرمان الغير قابلان للعلاج وبالشكل الذي يتلمس معه معنى ومفهوم الفقر.

* الشعور بفقدان الملاذ الآمن اثناء الألم والمرض وعندما يحتاج إلى الحماية والرعاية.

أساليب خلق السعادة :

هناك عدة حلول للكيفية التي يتمكن بواسطتها الآباء والمربون من خلق حالة السعادة والنشاط للطفل، أهمها ما يلي :

* تأمين الغذاء الكافي والمناسب للطفل بحيث يتذوق كل نوع من اللذة والطعم في ذلك.

* تأمين النوم والاستراحة الكافيين للطفل بحيث ينعم بنوم هادىء ومريح.

* ايجاد الفضاء المناسب للطفل لممارسة النشاطات والأعمال المختلفة التي تساعد على تحركه بدنياً.

* منحه الفرصة لممارسة اللعب والترفيه والمعاشرة، والحركة، وتوفير الدمى واللعب المناسبة.

* خلق امكانية النجاح في الأمور الملقاة على عاتقه، واثبات جدارته، والثناء على اعماله الصحيحة.

* فسح المجال أمامه لاثبات نفسه واشباع غروره واعتداده بنفسه .

* معاملة الطفل معاملة طيبة متزامنة مع المزاح والابتسامة والوجه البشوش والفرح.

* قراءة القصص المناسبة للأطفال، وكذلك القصص المتضمنة لأخبار نجاح الابطال، والاساطير الفكاهية.

* ملاعبته أحياناً بالكلمات، والاستماع الى كلامه وحديثه وسرده للقصص وعرض شكواه.

* دغدغة الطفل لإضحاكه في حالة انزعاجه واضفاء السرور عليه.

* توفير الملابس التي تحرك ذوقه، وتؤدي الى ادخال السرور على قلبه.

* ارضاعه من الثدي، وملاطفته، وضمه بحرارة إلى الصدر عند معاناته من أي ألم.

* دفعه الى المشاركة في الاعمال المنزلية واحترام رأيه ووجهة نظره .

ايجاد مواطن للسعادة والحيوية :

لا شك في ان الاطفال يتلمّسون الوان المتعة من السعادة والحيوية في مرحلة الطفولة، وذلك في اطار الغذاء والملاطفة والرعاية. وهذا الامر موجود في الحقيقة ويجب ان يؤخذ يعين الاعتبار، ولكن يجب أيضاً توجيه الطفل تدريجياً وبما يتناسب مع نموه وعمره ومستواه العقلي للتقليل من شأن هذا اللذات، وان يتجه نحو اللذات الأسمى والأرفع منها.

ومن مظاهر هذا المقترح يمكننا الاشارة الى السعادة الحاصلة من اداء عملٍ ما في طريق خدمة الناس، أو الحيوية الناجحة عن حلالة من الايثار والتضحية؛ إذ يجب ان يبلغ الطفل مرحلة معينة من النمو يرى معها خدمة المجتمع بمثابة هدفٍ ومقصدٍ له ويبذل قصارى جهده في هذا المسعى.

كما يجب ان يشعر الطفل بالسعادة الحقيقية عندما لا يخدع نفسه وهو يواجه أقسى الظروف واشدها بل يبادر الى حلها بقلب طافح بالسرور والفرح. ولو أوكلت له مسؤولية أو مهمة معينة يجب ان لا يشعر بثقل وطأتها فيبدو عليه التثاقل بل على العكس من ذلك يجب ان يبدي التزامه تجاه ذلك.

علامات السعادة :

ان الجواب على طبيعة الامارات التي يمتلكها الاطفال السعداء واضح الى حد بعيد. ومنها انه يلاحظ على هؤلاء الافراد الفرح والضحك، وذوي وجوه نضرة وبراقة، ونظرات ثاقبة، وحركات رشيقة، وشهية مناسبة، ونشاط وفاعلية، متفائلون ولهم آمال، طبعهم المزاح في السنين التالية، كرماء، طيبون وغيرها.

وبإمكان هؤلاء الافراد من الانسجام مع الآخرين، ويتمنون الخير لغيرهم، ويستمتعون بالعمل والحياة، وذوي ضمائر طاهرة ووجدان طاهر، وتتأجج فيهم اللهفة والشوق، ويشعرون بالموفقية والسرور بعد عدة ساعات من العمل الشاق.

ولا تقتصر لذاتهم على البطن فقط، بل انهم يشعرون بلذة اخلاقية راسخة. ولا يلاحظ في سلوكهم العبث، والتشاؤم، والتملق. وينظرون الى الامور بنظرة متفائلة ، ومن هذه الزاوية ينظرون الى الحياة نظرة ايجابية. لا يقرأون آية اليأس. ويرون في كل اعمالهم هذه القاعدة منك الحركة وعلى الله البركة حتى وان لم يذكروها بألسنتهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك
تكريم عددٍ من عوائل الشهداء ضمن فعّاليات الحفل السنوي الثامن لذكرى تحرير قصبة البشير
فرقة العباس (عليه السلام): تحرير قرية البشير كان بتوصيةٍ من السيد السيستاني