المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{مثنى‏ وثلاث ورباع}
2024-04-29
معنى حوب
2024-04-29
صلة الأرحام
2024-04-29
عادات الدجاج الرومي
2024-04-29
مباني الديك الرومي وتجهيزاتها
2024-04-29
تعريف بعدد من الكتب / المسائل الصاغانيّة.
2024-04-29

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الطفل والحاجة إلى المقررات والنظم والترتيب  
  
788   08:54 صباحاً   التاريخ: 24-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص425ــ436
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-1-2023 790
التاريخ: 12/10/2022 1990
التاريخ: 17-1-2016 1777
التاريخ: 16-5-2022 1106

ان الطفل لم يضع اقدامه على اعتاب الحياة الدنيا وهو عارف بكل العادات والتقاليد وليس مطلع على كل الامور. اذ من الممكن ان يحمل بداخله بعض الصور على شكل أبعاد فطرية أو مؤيدات وهو ما موجود فعلاً الا انه يجهل المصاديق تماماً بل هو غافل عنها. والتربية مكلّفه بتعليمه المصاديق والانماط العملية للحياة الاجتماعية وطريقة التعامل مع الاشياء والظواهر وتمكنه من الغلبة على المشاكل والمعضلات. انه لا يدرك عواقب عدم مراعاته المسألة الفلانية أو ما هي المصاعب التي ستواجهه ان لم يعمل وفق الضابطة الفلانية. أما الآباء والمربون الذين عاشوا ردحاً من الزمن ويمتلكون تجارب معينة في الحياة عليهم ان يكونوا حذرين وواعين في هذا المجال وان يعطوا حصيلة تجاربهم لابنائهم ويهيئونهم لكي يعيشوا حياةً اجتماعية سليمة ومفيدة.

مسألة النظم والترتيب :

من المسائل التي يحتاجها الانسان في حياته العادية اليومية هي مسألة النظم والترتيب ومراعاة المقررات والضوابط . ومرادنا من النظم نوع من السيطرة والتفتيش في دائرة العمل والسلوك الشخصي بشأن المواقف المتخذة ونمط التعامل مع الاشياء والاشخاص مع ملاحظة مسألة التقديم والتأخير.

والغرض من ذلك هو أولاً ان يجعل الانسان كل شيء في مكانه المناسب، وثانياً ان يأخذ بنظر الاعتبار مراعاة مسألة النظم والاولويات. وهذا الأمر محل حاجة الانسان طيلة حياته. ولكي تنتظم الأمور بشكل طبيعي يجب ان يأخذ هذا البعد بنظر الاعتبار.

ان مراعاة النظم والترتيب في الامور والمحافظة على الضوابط والمقررات في هذا المجال تصيح السبب في تقليل نسبة الجهود والمحاولات المبذولة وان تكون حصيلة الاعمال بنسبة مرضية وكافية، وان لا تظهر الخسائر في الأمور. ويتمكن الانسان من الاستفادة من حياته بشكل كاف بنحو افضل. وهذا الامر يحظى كذلك بموافقة وتأكيد الاسلام عليه، إذ يريد الاسلام في نظامه للحياة ان يسود هذا الوضع في المجتمع والجميع يراعون ذلك (ونظم امركم...).

حاجة الاطفال الى النظم والترتيب:

ان الحاجة الى النظم والترتيب ومراعاة الضوابط والمقررات تعد من الاحتياجات الاساسية والنفسية للأطفال، ولا تقتصر الحاجة لذلك على المسنين والبالغين فقط. فالأطفال يمرون بمرحلة ووضع خاصين يشعرون معه بلذة التمتع من هذا الوضع، ويحاولون برغبة شديدة الحصول على ذلك.

فاجعلوا تحت تصرفهم وفى متناول ايديهم بعض الادوات والوسائل كالمأكولات، واللعب ولاحظوا كيف يقومون بتنظيمها وترتيبها بكل شوق ورغبة وكيف انهم يستهلكون جانباً مهماً من اوقاتهم لكي يجعلوا الاشياء منظمة.

وقال العلماء ان الرغبة في النظم ذو اساس فطري لدى الاطفال والاساس في ذلك ان الطفل يريد ان تتسم جميع الاشياء المحيطة به بالدوام والهدوء. إذ ان التغييرات الكثيرة في الحياة تجعل الطفل يشعر بالقلق وينظر لها على انها تشكل خطراً على أمنه. ومن هذا المنطلق فان اشاعة النظم في جميع أمور حياته واضحة للعيان، ولكن مع ملاحظة هذه المسألة فهو لا يفهم المصاديق بشكل جيد ولا يدرك الشروط والمقررات المرتبطة بالنظم.

ومن اجل اشباع احتياجات الطفل من الضروري الالتفات الى هذه المسألة أيضاً ونجعل الطفل منسجماً مع الشروط والضوابط ونحمله وهو في مرحلة الطفولة، على اداء فعالياته وفق النظم والضوابط حسب مقتضى احتياجه واستعداده ورغبته وتعلقه بذلك.

ضرورته وأهميته :

وبشأن ضرورته للطفل لابد من القول بأنه يشمل جزء من أصول وضوابط التربية التي لا بد من تطبيقها بشأن الطفل وان تطبيقها ومراعاتها يعد امراً مهماً ذلك ان الحياة السليمة ومقتضى مستقبل الطفل والاستفادة الصحيحة من العمر تتعلق بهذا الامر.

اننا مضطرون الى حمله على مراعاة النظم والترتيب وذلك لأنه في المستقبل القريب يجب ان يهيئ نفسه لتحمل المسؤوليات وينظم نشاطه وفعالياته. ولابد لعلاقاته واسلوبه ان يخضعان للنظم والسيطرة وتنجو نفسه وذاته من الهرج والمرج.

ان النظم والترتيب في الامور امر مهم للطفل ومراعاة الضوابط بشأنه امر ضروري لكون ان هذا الأمر يشمل في نظام الحياة الانسانية جزء من الادب الظاهر والباطن ووسيلة بشأن بناء الذات وتمريناً لإدارة النفس والسيطرة عليها. وعندما يتعود الطفل على النظم فانه لن يكون في الواقع مندفعاً على اساس اهوائه وميوله دائماً وان يعيش بذكاء بل سيخضع نفسه مضطراً الى القواعد والآداب ويجعل نفسه تابعاً لها وتتهيىء بالتالي موجبات انسجامه وتطابقه مع الضوابط والمقررات الاجتماعية.

فوائد النظم والترتيب للأطفال :

حيث يتمكن الطفل في حياته اللاحقة ان يستفيد من حياته وعمره بنحو أفضل واكبر ويبقى بعيداً عن الاضطراب والتأرجح والهرج والمرج ويلجأ الى استخدام النظام والترتيب. إذ تتحقق له موجبات الثقة بالنفس والاستقلال في المأكل والملبس واداء الأمور العادية وتشكل هذه المسألة نقطة ايجابية له بشأن استغنائه عن الوالدين والتقليل من متاعبهم.

ان وجود النظم والترتيب يحول دون بروز الاضطراب الفكري وهذا الأمر بحد ذاته له تأثير واضح على سلامة الطفل النفسية، إذ يتحقق خير الطفل وصلاحه وحريته وأمنه في ظل هذا الوضع، ويبقى الطفل في منىءً عن الاعراض العصبية كالقلق، وتشويش الخاطر لأن ذلك له بالغ الاثر في نموهم ونضوجهم.

ويتسبب النظم والترتيب في الحياة العملية بإيجاد موجبات النظم في الهدف والسبب في اتخاذ المواقف المناسبة والدقة وتقوية الارادة. وتحظى حياته بلون وبريق أخّاذ وتتسبب في إسعاده. وفي هذه الحالة يتمكن من الانطلاق بثقة أكبر.

أبعاد النظم :

النظم والترتيب اللذان نوصي بهما بشأن تربية الطفل والحاجة التي يشعر بها الطفل لهذا الامر تمتلك ابعاداً واسعة ومتعددة. فهذا النظم يشمل كافة الامور من قبيل مراعاة الترتيب في الاعمال. وتنظيم اللعب، وضع الدفاتر والاقلام والكتب في اماكنها، خلع وارتداء الملابس في مكان معين، مراعاة وتنظيم اوقات اللعب والاستراحة والنوم والمطالعة والدراسة والواجب، واداء الاعمال العبادية كالصلاة وغيرها.

ويجب عليه ان يؤدي جميع اموره ومسائله عن طريق النظم والبرمجة. وان تكون اوقات غذائه وتسليته وفق ضابطة معينة ويتسم هذا الامر فيه على شكل عادة. كما يجب ان يكون هذا النظم بصورة تصبح معها الاعمال والسلوكيات قابلة للتصوير والتخمين بحيث يتمكن في الظلام ان يجد شيئاً معيناً في محله. ومثل هذا النظم والترتيب في الامور يبلور الارضية المناسبة لظروف الحياة حتى ان الطفل يبدو عليه الرضا عن حياته ومتفائلا تجاهها. كما ان الآباء والأمهات ومربوا الطفل فرحون جداً لهذا الوضع وسُعداء لأن اتعابهم وجهودهم في التربية قليلة جداً.

التعاليم اللازمة في هذا المجال:

ان مراعاة النظم يعد امراً اكتسابياً ويتمكن الطفل ان يحصل على أصول المسألة وضوابطها عن طريق التدريب والتعلم ويطلّع على فنونها وكيفيتها. وعلى الآباء والمربين ان يبادروا الى تعليم الطفل اصول هذه المسألة ويهيئوا الارضية المناسبة امامه لاطلاعه على قواعد ومقررات هذا الامر بكل ابعاده.

واما في كيفيه هذا التعلم يمكن سلوك الطرق التالية :

ـ التعلم عن طريق ارائة النموذج والقدوة بحيث يرى الطفل ويدرك ماذا عليه ان يفعل.

ـ التعلم عن طريق سرد القصص التي يمكن من خلالها تعلم طريقةً واسلوباً عملياً لأمر ما.

ـ حمل الطفل على اداء الاعمال وتوجيهه بشكل عملي اثناء بذله الجهود واصلاح اخطائه اثناء العمل.

ـ الايحاء للطفل مباشرة والافصاح عن مثل هذه العبارات بأني لو كنت محلّك لفعلت كذا وكذا.

ـ حمل الطفل على التفكير والتدبر لكي يدرك بنفسه ويكتشف الطريق والاسلوب الذي ينبغي له سلوكه في اداء الاعمال.

العوامل المؤثرة في التعلم والاعتياد على النظم:

لكي يتعلم الطفل النظم والترتيب ويراعي قواعده بوجه اكمل هناك عوامل مؤثرة في ذلك لابد له من اخذها بنظر الاعتبار ويعمل بها :

ـ شرائط ومقتضيات الاسرة من قبيل النظم والترتيب، والاضطراب، أو تهدئة الامور وترتيبها.

ـ اسلوب الابوين في مراعاة النظم والترتيب وتمسكهم بالأصول والقواعد التي يتحدثون عنها لان الطفل يعد مراقباً جيداً على اعمال وسلوك الأبوين.

ـ نمط التعامل مع الطفل من حيث المحبة والاخلاق ومقدار القبول ومراعاة النقاء والصدق والاخلاص معه.

ـ وجود الطفل الآخر في العائلة وسلوكه ازاء المسائل والامور ومقدار قبوله ومكانته في العائلة.

ـ يجب ان يدور الحديث وابداء وجهات النظر في البيت بشأن الطفل حول النظم والترتيب وتعظيم هذا الامر واظهاره على انه امرٌ مهم.

ـ ابداء الملاحظات والتوصيات اللازمة بشأن المشاكسات ومقدار الجهود المبذولة بشأن اصلاح الاشتباهات وازالتها.

ـ واخيراً حالات الاطلاع ، والسماع ، والاستفادة المباشرة وغير المباشرة في هذا المجال .

الاستفادة من الاخلاص والمحبة :

لو أردنا ان نربي اطفالنا لغرض مراعاة النظم والترتيب وان نخلق فيهم هذه الطباع والعادات فان احدى الطرق المفيدة والمؤثرة في هذا المجال تتمثل بأننا ومن خلال تنصيب انفسنا كقدوة علينا ان نتحلى بالصدق والاخلاص مع الطفل في هذا المجال. وان نخلق معه حالة من الانس والتآلف لكي ينظر الينا كأحباء له ويحرز فينا نوايانا الحسنة تجاهه.

ان اللجوء الى العنف. واستخدام التوبيخ في هذا الامر له تأثير قليل. إذ ان النظم والترتيب المتولدان في ظل اللجوء الى استخدام القوة والتهديد سيزولان بمجرد ادنى تساهل في هذا الامر. وعندما يرفع الضغط والقوة عن الطفل فانه ليس فقط لن يعود الى وضعه السابق بل ان وضعه سيتردى اكثر من ذي قبل. حتى انه لو كان يتمتع بأدنى رغبة في النظم والترتيب فانه سيعرض عن ذلك أيضاً أو يتركه بسبب رغبته في الانتقام.

فالأساس في مسألة التربية ان الطفل لو عمد الى مراعاة النظم والترتيب في تناول الطعام، والنظم في ادوات لعبه وفي بقية أموره الأخرى يجب ان ينعم ويلمس مسألة التأييد والمحبة بعنوان هدية له على عمله هذا. ان اسلوب المحبة والثناء هو الاسلوب الذي يرغبه الاطفال حتى ان التجارب اثبتت في أصعب الظروف والاحوال ان التشجيع والثناء أفضل كثيراً من التوبيخ واللوم والمؤاخذة.

واجعلوا الاساس في عملكم مستنداً الى ان يتذوق الطفل طعم النظم والترتيب ويدرك فوائده بشكل عملي. كأن يدخل في الظلام ويعثر على ملابسه ويشعر بالشغف جراء ذلك. ان الرضا النفسي الناجم عن ترسيخ الاصول الاخلاقية لدى الطفل يلعب دوراً مؤثراً جداً فلا تغفلوا عنه في تربية الابناء.

اعداد البرنامج للحياة :

من المسائل المؤثرة في التمرن على النظم والترتيب للطفل وترسيخها لديه هي مسألة اعداد البرنامج اللازم لممارسة الحياة اليومية للطفل وتعويد الطفل على الاستمرار في هذا البرنامج. وعندما يريد الآباء مساعدة الطفل ويرغبون في خلق الرغبة لديه على النظم والترتيب يجب ان يعدوا البرنامج اللازم لذلك ويوفروا له الدعم والمراقبة.

ان الطفل بحاجة الى برنامج بسيط ومحدود بشأن النوم والاستيقاظ، وتناول الطعام، السيطرة على الدفع، واللعب مع الاصدقاء، والالعاب الفردية، التسلية مع الآخرين، ومطالعة الدروس والواجبات البيتية خلال سني المدرسة وغيرها، وبإمكان الآباء أن يعدوا له بشكل مباشر أو غير مباشر برنامجاً معيناً في نفس الوقت الذي يعاملونه بكل صفاء ومحبة، حيث يتضمن هذا البرنامج تحديد الساعات التي يمكنهم تخصيصها خلال الليل والنهار لممارسة هذه الامور، واي الاعمال يؤدونها وفي اي وقت من هذه الاوقات. فلو جاء مثلاً من المدرسة، يلهو ويلعب لساعة من الزمن ومن ثم يهتم حتماً بدروسه واداء واجباته. ولو كان طفلاً صغيراً يقضي الساعات الأولى من الصبح عندما تكون الأم مشغولة جداً بتنظيم وترتيب امور البيت بممارسة اللعب الفردية أو بمعاشرة اقرانه واصدقائه لكي تتوفر للأم الفرصة المناسبة لأداء اعمالها المنزلية.

التعويد :

ان مراعاة النظم والترتيب في الأمور يجب ان تأخذ طابع التعود والتطبع لدى الطفل تدريجياً، لكي يعتاد على اعداد برنامج معين لحياته بنفسه وعلى الابوين في هذا المجال طبعاً ان يلعبوا دور الهادي والمرشد واحياناً التدخل لغرض المحافظة على مصالحه.

ان الاعتياد والتطبع في اداء الامور وخاصة مراعاة النظم والترتيب سيصبح السبب في ان لا يشعر الطفل بالتثاقل في تطبيقها أو ان تكتسب رغبته في مراعاة الاصول والضوابط صورة واقعية. ان خلق وايجاد هذه العادات يجب ان تكون مقرونة بمراعاة الجوانب الاخلاقية والجوانب الصحية حتماً لكي لا تتسبب فيما بعد بالحاق الضرر.

تجدر الاشارة الى ان هناك الكثير من الاصول والضوابط التي ينبغي للطفل ان يتعلمها اثناء تربيته، وخلق حالة التطبع والتعود لديه مثل التمسك بالأصول والتقاليد والضوابط والمقررات التي تمثل حصيلة تجارب الآخرين وافكارهم، إذ ان اكثر افراد المجتمع يرون انفسهم ملزمون بمراعاتها. ومراعاة هذه الامور تصبح السبب في اقتران مسألة التأقلم الاجتماعي ببعض التسهيلات ويتحقق النجاح بسهولة ويسر.

بداية ذلك لدى الطفل:

متى وفي أي سن نعمد الى تعويد الطفل على النظم والترتيب؟ الجواب هو مع ابتداء الايام الأولى من العمر وعندما نشرع بتحمل مسؤولية المراقبة وهداية الطفل بعد ولادته. ومن الوقت الذي تأخذ فيه الأم على عاتقها أمر الرضاعة وتغذية الطفل وتبدأ بملاحظة صحته ونظافته.

ان وضع هذه اللبنات الأولى مسألة مهمة في ذلك الوقت، لكي يصبح بإمكان الطفل عندما يبلغ مرحلة التمييز ان يتحمل ذلك، ولا يحتاج الى المزيد من بذل الجهد لغرض ذلك على نفسه. لأنه كلما اضيفت سنة أخرى على عمر الطفل فان مسألة تعوده على الأمور والمسائل الجديدة تصبح اكثر صعوبة وبالغة المشقة.

ان ارشاد وتوجيه الابوين لأبنائهم يجب ان تتواصل بشكل دائم وعلى وتيرة واحدة لكي يدرك الطفل ماذا يصنع وكيف يتخذ موقفه ويجب تفهيمه وبما يتناسب مع تقدمه في السن ونموه العقلي بالفوائد الناجمة عن مراعاة هذه الاصول والضوابط، إذ أن تأصل هذا النظم والترتيب لدى الطفل انما يحصل في ظل هذه المراعاة. وهو الامر الذي يمثل غاية آمال المربين.

ان ملاحظاتكم الاخلاقية، ومراقباتكم وتحذيراتكم تساعد على فسح المجال امام مراقبة النفس، وتجعل الطفل يسيطر على نفسه تدريجياً وتحمله على المحافظة على المنجزات الشخصية في هذا المجال. ويبدي انزعاجه من الهرج والمرج والاضطراب ويرى نفسه فرداً ذا أهمية خاصة من خلال امتلاكه لأسلوب منظم.

العمل باتجاه تحقيق النظم الاجتماعي :

التعود على النظم والترتيب ومراعاة ضوابطهما ومقرراتهما انما تبدأ من البيت وتمتد الى المجتمع. ومن المعلوم لدينا انه في كل مجتمع ومهما كان متخلفاً ومنزوياً لا بد من وجود نظام معين وضابطة معينة بشأن كل أمرٍ من الامور والتي تؤدي بالتالي الى ايجاد نظام قابل للاتباع والتمسك به في المجتمع بأسره. وبدون معرفة هذه الضوابط والانظمة ومراعاتها لن تسنح امام اعضاء ذلك المجتمع فرصة تحقيق الحياة الاجتماعية.

ولا بد للطفل ان يتعود على هذه الضوابط والانظمة ويتقبلها برحابة الصدر. ويتحقق هذا التقبل بشكل تدريجي أولاً ، وبحسب النمو ثانياً، وبما يتناسب مع الاحتياجات ثالثاً، وعلى اساس المحافظة على المنافع والمصالح رابعاً ولكن يبقى دور الابوين في التمرن وخلق حالة التعويد لديهم اساسياً ومصيرياً بالنسبة لهم في جميع الظروف والاحوال. إذ ينبغي عليهم العمل على تعريف الاطفال بهذه الاصول والضوابط على اساس من التفاهم ووجهات النظر المشتركة. ولا شك في ان ملاحظات الاطفال ومشاهداتهم تعد فعالة وبناءة في هذا المجال.

المحاذير في هذا المجال :

١- طالما لم تصبحوا انموذجاً مناسباً للبذل والعطاء في هذا المجال لا تحاولوا عبثاً ان تجبروا الطفل على مراعاة ذلك.

٢- اوحوا للطفل بمراعاة النظم والترتيب واجتنبوا الافراط في ذلك لأنه يحمل احياناً نتائج وآثاراً سلبية بل وحتى انه يؤدي الى اضعاف ارادته.

٣- لا تخلطوا بين النظام في البيت والنظام في المعسكرات ذلك ان بين الاثنين بون شاسع.

4- ان يكون ظنكم بالطفل بمقدار مستوى ادراكه وقدرته وقابليته ولا تطالبوه بالأمور التي تفوق طاقته.

٥- النظم والترتيب أمر حسن بشرط ان لا يكون مجتهداً.

٦- ترجموا آثار وفوائد النظم بشكل علني وقابل للفهم والادراك لكي يقف عليها الطفل بشكل عملي.

٧- خذوا على عاتقكم دور الهادي والمرشد في الامور المتعلقة بحياة الطفل وتنظيم ادوات لعبه ولهوه وليس دور المتدخل في شؤونه.

٨- لا تنظروا الى عدم مراعاة الطفل للضوابط والانظمة على انها اهانة لكم، لأنه طفل وعبارة عن مجموعة من الاخطاء. فلا تؤاخذوه بشدة على ذلك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






بالفيديوغراف: ممثل المرجعية الدينية العليا والامين العام للعتبة الحسينية يتفقدان مشروع مطار كربلاء الدولي
بالصور: سنابل تفيض بالخير في مزارع العتبة الحسينية (عمليات حصاد الحنطة)
تضمنت الجولة توجيهات متعلقة براحة المسافرين.. ممثل المرجعية العليا والامين العام للعتبة الحسينية يطلعان ميدانيا على سير العمل في مطار كربلاء الدولي
بالفيديو: مركز لعلاج العقم تابع للعتبة الحسينية يعلن عن أجراء (117) عملية تلقيح اصطناعي خلال الربع الاول من العام الحالي