أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-11
896
التاريخ: 16-6-2022
2198
التاريخ: 2024-05-11
674
التاريخ: 2024-01-13
984
|
قطعة منقولة عن المغرب
1_ وقال عبيد الله بن جعفر الإشبيلي وقد زار صاحبا له مرات ولم يزره هو فكتب على بابه :
يا من يزار على بعد المحل ولا يزورنا مرة من بين مرات
زر من يزورك واحذر قول عاذلة تقول عنك : فتى يؤتى ولا ياتي
ومن مجونياته سامحه الله تعالى :
وأغيد ليس تعدوه الأماني ولو حكمت عليه باشتطاط
سقيت الراح حتى مال سكرا ونام على النمارق والبساط
وأسلم لي على طول التجني وأمكني على فرط التعاطي
فأولجت المقادر جيد بكر ولا كفران في سم الخياط
وغناني بصوت من حشاه فأطربني وبالغ في نشاطي
فما نقر المثالث والمثاني بأطرب من تلاحين ال...اط
ولو لا الريق لم أظفر بشيء على عدم اهتبا لي واحتياطي
فلا تسخر بريق بعد هذا فإن الريق مفتاح اللواط
2_ وقال أبو الحسن علي بن جحدر الزجال :
كيف أصبحت أيهذا الحبيب نحن مرضى الهوى وأنت الطبيب
كل قلب إليك يهفو غراما ويحها يا علي منك القلوب
إن تلح حومت عليك هياما أو تغب حنها عليك الوجيب
غير أني من بينهم مسريب حين تبدو وليس لي ما يريب
كل ما قد ألقاه منك ومني دون هذا له تشق الجيوب
3_ وقال أحمد المعروف بالكساد في موسى الذي كان يتغزل فيه شعراء إشبيلية :
ما لموسى قد خر لله لما فاض نورا غشاه ضوء سناه
وأنا قد صعقت من نور موسى لا أطيق الوقوف حين أراه
61
ولله دره في رثاء موسى المذكور إذ قال :
فر إلى الجنة حوريها وارتفع الحسن من الأرض
وأصبح العشاق في مأتم بعضهم يبكي إلى بعض
وقوله فيه : هتف الناعي بشجو الأبد إذ نعى موسى بن عبد الصمد
ما عليهم ويحهم لو دفنوا في فؤادي قطعة من كبدي
ولقب بالكساد لقوله :
وبيع الشعر في سوق الكساد
4_ وقال أبو القاسم ابن أبي طالب الحضرمي المنيثي :"
صاغت يمين الرياح محكمة في نهر واضح الأسارير
فكلما ضاعفت به حلقا قام لها القطر بالمسامير
5_ وقال أبو زيد عبد الرحمن العثماني وهو من بيت إمارة
لا تسلني عن حالي فهي هذي مثل حالي لا كنت يامن يراني
فاعتبر بي ولا يغرك دهر ليس منه ذو غبطة في أمان
6_ وقال أبو زكريا يحيى بن محمد الأركشي
62
لا حبذا المال والإفضال يتلفه والبخل يحميه والأقدار تعطيه
وقال :
لا تبكين لإخوان تفارقهم فإنني قبلك استخبرتُ إخواني فما حمدتهم في حال قربهم فكيف في حال إبعاد وهجران
7 - وقال أبو عمران موسى الطرياني لما دخل يوم نيروز إلى بعض الأكابر ، وعادتهم أن يصنعوا في مثل هذا اليوم مدائن من العجين لها صور مستحسنة ، فنظر إلى صورة مدينة ، فأعجبته ، فقال له صاحب المجلس : صفها وخذها
-8
مدينة مسورة تحار فيها السحرة لم تبنها إلا يدا عذراء أو مخدره بدت عروساً تجتلى من درمك مزعفره
وما لها مفاتح إلا البنان العشرة
وقال أبو عمرو ابن حكم " :
حاشا لمن أملكم أن يجيب وينثي نحو العدا مستريب هذا وكم أقرأني بشركم ونصر من الله وفتح قريبه
-9
وقال أبو الحسن علي بن الجعد القرموني " :
إياك من زلل اللسان فإنه قدر الفتى في لفظه المسموع
ا ترجمته وشعره في المغرب 1 : 294 والقدح : 202 .. 2 ترجمة ابن حكم وشعره في المغرب 1 : 292 والقدح : 200 ؛ وفي م : ابن حاكم ترجمته في المغرب 1 : 300 ، وقد جاءت هذه الفقرة في م بعد مقطعات ابن لبال .
63
لا حبذا المال والإفضال يتلفه والبخل يحميه والأقدار تعطيه
وقال :
لا تبكين لإخوان تفارقهم فإنني قبلك استخبرتُ إخواني فما حمدتهم في حال قربهم فكيف في حال إبعاد وهجران
7 - وقال أبو عمران موسى الطرياني لما دخل يوم نيروز إلى بعض الأكابر ، وعادتهم أن يصنعوا في مثل هذا اليوم مدائن من العجين لها صور مستحسنة ، فنظر إلى صورة مدينة ، فأعجبته ، فقال له صاحب المجلس : صفها وخذها :
-8
مدينة مسورة تحار فيها السحرة لم تبنها إلا يدا عذراء أو مخدره بدت عروساً تجتلى من درمك مزعفره
وما لها مفاتح إلا البنان العشرة
وقال أبو عمرو ابن حكم " :
حاشا لمن أملكم أن يجيب وينثي نحو العدا مستريب هذا وكم أقرأني بشركم ونصر من الله وفتح قريبه
-9
وقال أبو الحسن علي بن الجعد القرموني " :
إياك من زلل اللسان فإنه قدر الفتى في لفظه المسموع
ا ترجمته وشعره في المغرب 1 : 294 والقدح : 202 .. 2 ترجمة ابن حكم وشعره في المغرب 1 : 292 والقدح : 200 ؛ وفي م : ابن حاكم ترجمته في المغرب 1 : 300 ، وقد جاءت هذه الفقرة في م بعد مقطعات ابن لبال .
63
فالمرء يختبر الإناة بنقره ليرى الصحيح به من المصدوع
10_ وقال الفقيه أبو الحسن علي بن لبال في محبرة عناب محلاة بفضة
منعلة بالهلال ملجمة بالنسر مجدولة من الشوق من الشفق
كأنما حبرها تميع في فرضتها سائلا من الغسق
فأنت مهما ترد تشبهها في كل حال فانظر إلى الأفق
وقال في محبرة آبنوس :
وخديمة للعلم في أحشائها كلف بجمع حرامه وحلاله
لبست رداء الليل ثم توشحت بنوجمه وتتوجت بهلاله
11_ وقال أبو جعفر أحمد الشريشي
على حسن نور الباقلاء أدرهما على صب كأسي خمرة وجفون
يذكرني بلق الحمام وتارة يؤكد لأشجان شهل عيون
12_ وقال أبو العباس أحمد بن شكيل الشريشي :
تفاحة بت بها ليلي أبثها سري والشكوى
أضمها معتقا لائما إذا ذكرت خد من أهوى
وقال :
تفاحة حامضة عضها في ثمل من قطب الوجها
64
ولم أخل من قبلها محسنا يجزى عليه العض والنجها
13_ وقال أبو عمرو ابن غياث:
وقالوا مشيب قلت واعجابا لكم أينكر صبح قد تخلل غيهبا
وليس مشيبا ماترون وإنما كميت الصبا لما جرى عاد أشهبا
14_ وقال الوزير أبو بكر محمد بن ذي الوزارتين أبي مروان عبد الملك
ابن عبد العزيز يخاطب ابن عبدون
في ذمة الفضل والعلياء مرتحل فارقت صبري إذ فارقت موضعه
ضاءت به برهة أرجاء قرطبة ثم استقل فسد البين مطلعه
عذرا إلى المجد عني حين فارقني ذاك الجلال فأعيا أن أشيعه
قد كنت أصحبته قلبي وأقعدني ما كان أودعني عن أن أودعه
وفيهم يقول ابن عبدون :
بحور بلاغة ونجوم عز وأطواد رواس من جلال
15_ وقال الوزير الكاتب أبو القاسم ابن أبي بكر ابن عبد العزيز:
نديمي لا عدتك من نديم أدرها في دجى اليل البهيم
فخير الأنس أنس تحت ستر يصان عن السفيه أ’و الحليم
16_ وقال الثائر أبو عبد الله الجزيري :
في أم رأسي سر يبدو لكم بعد حين
65
لأبلغن سرادي إن كان سعدي معيني
أو لا فأكتب ممن سعى لإظهار دين
وسبب قوله هذا أن بني عبد المؤمن لما غيروا رسم مهديهم وصيروا الخلافة
ملكا وتوسعوا في الرفاهية وأهملوا حتى الرعية جعل يتسر وقال هذه
الأبيات وشاع سره في مدة ناصر بني عبد المؤمن فطلبه ففر ولم يزل
يتنقل مستخفيا مع أصحابه إلى أن حصل في حصن قولية من عمل مدينة بسطة
فبينما هو ذات يوم في جامعها مع أصحابه وهم يأكلون بطيخا ويرمون قشره
في صحن الجامع إذ أنكر ذلك رجل من العامة وقال لهم : ما تتقون الله
تعالى ؟ تتهاونون ببيت من بيوته فضحكوا منه واستهزأوا به وأهل تلك
الجهة لا تحتمل شيئا من ذلك فصاح بفتيه من العامة فاجتمع جمع وحملوا
إلى الوالي فكان عند الوالي من عرفه فقتلوا جميعا وأمر الناصر أن يرفع عن جميع أرض قولية جميع تكاليف السلطان ,
17_ ولما عتب المنصور بن أبي عامر على الكتاب عبد الملك الجزيري
وسجنه في الزاهرة ثم صفح عنه قال وكتب به إليه :
عجبت من عفو أبي عامر لا بد أن تتبعه منه
كذلك الله إذا ما عفا عن عبده أدخله الجنة
فاستحسن ذلك وأعاده إلى حاله
وقال على لسان بهار العامرية وهو النرجس:
حدق الحسان تقر لي وتغار وتضل في وصفي النهى وتحار
66
طلعت على عيون تمائمي مثل العيون تحفها الأشفار
وأخص شيء بي إذا شبهته در تمنطق سلكه دينار
أنا نرجس حقا بهرت عقولهم ببديع تركيبي فقيل بهار
وقال في بنفسجها:
شهدت لنوار البنفسج ألسن من لونه الأحرى ومن إيناعه
بمشابه الشعر الأحم أعاره القمر المنير نور شعاعه
ولربما جمد النجيع من الطلى في صارم المنصور يوم قراعه
فحكاه غير مخالف في لونه لا في روائحه وطيب طباعه
وقال في القمر حين جعل يختفي بالسحاب ويبدو أمام المنصور:
أرى بدر السماء يلوح حينا فيظهر ثم يلتحف السحابا
وذلك أنه لما تبدي وأبصر وجهك استحيا وغابا
18_ وقال الحجاري في المسهب سألت أبا الحسن علي بن حفص
الجزيري أن ينشدني شيئا من شعره فقال : يا أبا محمد إذا لم ينظم الإنسان مثل قول ابن شرف:
لم يبق للجور في أيامكم أثر إلا الذي في عيون الغيد من حور فالأولى له أن يترك تظم الشعر إلى أن خرجت معه يوما إلى سيف الجزيرة الخضراء فلقي غلاما قد كدر رونق حسنه السفر وأثر في وجهه كآثار
الكلف في القمر فصافحه ثم قال:
بأبي الذي صافحته فتوردت وجناته وأناء نحوي قده
67
قمر بدا كلف السرى في خده لما توالى في الرحل جهده
لكن معالم حسنه تمت كما قد تم صدإ الحسام فرنده
فحفظتها من سمعه ثم قلت له : قد أخذت عنك من نظمك بغير شكرك فضحك وقال : فاحفظ هذا وأنشد :
لا تقولن فلان صاحب قبل اختبار
وانظر ويحك نقد اليل فيه والنهار
أنا جربت فلم ألف صديقا باختياري
وأنشد:
كم بكرت إلى الرياض وقضبها قد ذكرني موقف العشاق
يا حسنها والريح يلحف بعضها بعضا كأعناق إلى أعناق
والورد خد والأقاحي مبسم وغدا البهار ينوب عن أحداق
لم أنفصل عنها بكأس مدامة حتى حملت محاسن الأخلاق
19_ ولما كتب أبو الحسن ابن سعيد إلى الأديب القائد أبي العباس أحمد
ابن بلال يستدعيه ليوم أنس بقوله:
أبا العباس لو صبرت حولي ندامى باد روا العيش الهنيا
يبيحون المدام ولا انتقاد وقارهم ويزدادون غيا
وهم مع ما بدا لك من عفاف يحبون الصبية والصبيا
ويهوون المثالث والمثاني وشرب الراح صبحا أو عشيا
على الروض الذي يهدي لطرف وأنف منظرا بهجا وريا
فلا تلم السري على ارتياح حكى طربا بجانبه سريا
68
وبادر نحو ناد ما خلا من نداك فقد عهدتك لوذ عيا
أجابه بقوله :
أبيت سوى المعالي يا عليا فما تنفك دهرك أريحيا
تميل إذا النسيم سرى كغصن وتسرى للمكارم مشرفيا
وترتاح ارتياحا للمثاني وتقتنص الصبية والصبيا
وتهوى الروض قلده نداه وألبسه مع الحلل والحليا
وإن غنى الحمام فلا اصطبار وإن خفق الخليج فنيت حيا
تذكرني الشباب فلست أدري أصبحا حين تذكر أم عشيا
فلو أدركتني والغصن غض لأدركت الذي تهوى لديا
ولم أترك وحقك قدر لحظ وقد ناديتني ذاك النديا
528_ وقال بعض أهل الأندلس:
وفرع كان يوعدني بأسر وكان القلب ليس له قرار
فنادى وجهه لا خوف فاسكن كلام اليل يمحوه النهار
ولست على يقين أن قائلهما أندلسي غير أني رأيت في كلام بعض
الأفاضل نسبتهما لأهل الأندلس والله تعالى أعلم .
20 _ وقال أبو الوليد القسطلي :
وفوق الدوحة الغشا غدير تلألأ صفحة وسجا قرار
إذا ما انصب أزرق مستقيما تدور في البحيرة فاستدارا
يجرده فم الأنوب صلتا حساما ثم يفلته سوارا
69
21 _ ولأبي كثير الطريفي يمدح الناصر بن المنصور :
فتوح لها يهتز شرق ومغرب كما اطردت في السمهرية أكعب
تجلت على الدنيا شموس منيرة فلم يبق في ليل الكآبة غيهب
أقام بها الإسلام شدو مغرد وظلت بأرض الشرك بالخطب تخطب
فلا سمع إلا وهو قد مال نحوها ولا قلب إلا في مناها يقلب
22_ وقال أبو ابن الجد :
لله ليلة مشتاق ظفرت بها قطعتها بوصال اللثم والقبل
نعمت فيها بأوتار تعللني أحلى من المن أو أمنية الغزل
أحبب إلي بها إذ كلها سحر أراحت الصب من عذر ومن عذل
23_ وقال الكاتب أبو عبدالله محمد الشلبي كاتب ملك إفريقية عبد الواحد بن أبي حفص :
مد إلي الكاس من لحظه لا يحوج الشرب إلى الكاس
ومنذ حياني بآس فلم أيأس ولكن كان لي آسي
وقال لو لا الناس قبلته ما أشام الناس على الناس
24 _ وقال أبو بكر محمد بن الملح وهو من رجال الذخيرة على لسان حال سوار مذهب :
أنا من الفضة البيضاء خالصة لكن دهتني خطوب غيرت جسدي
70
علقت غصنا على أحوى فأحسدني جري الوشاح وهذي صفرة الحسد
وما أحسن قوله من قصيدة في المعتضد والد المعتمد :
غرته الشمس والحيا يده بينهما للنجيع قوس قزح
25_ وأما ابنه القاسم فهو من رجال المسهب وكان اشتغل أول أمره بالزهد وكتب التصوف فقال له أبوه : يابني هذا الأمر ينبغي أن يكون آخر العمر وأما الآن فينبغي أن تعاشر الأباء والظرفاء وتأخذ نفسك بقول الشعر ومطالعة كتب الأدب فلما عاشرهم زينوا له الراح فتهتك في الخلاعة وفر إلى إشبيلة وتزوج بامرأة لا تليق بحاله وصار يضرب معها بالدف فكتب إليه أبوه :
يا سخنة العين يا بنيا ليتك ما كنت لي بنيا
أبكيت عيني أطلت حزني أمت ذكري وكان حيا
حططت قدري وكان أعلى في كل حال من الثريا
أما كفاك الزنا ارتكابا وشرب مشمولة الحميا
حتى ضربت الدفوف جهرا وقلت للشر جىء إليا
فاليوم أبكيك ملء عيني إن كان يغني البكاء شيا
فأجاب أباه بقوله :
يا لائم الصب في التصابي ما عنك يغني البكاء شيا
أوجفت خيل العتاب نحوي وقبل أوثيتها إليا
وقلت هذا قصير عمر فاربح من الدهر ما تهيا
قد كنت أرجو المتاب مما فتنت جهلا به وغيا
71
لو لا ثلاث شيوخ سوء أنت وإبليس والحميا
26_ وقال أبو بكر محمد بن عبد القادر الشلبي يستدعي:
فديتك باكر نحو قبة روضة تسيح بها الأمواه والطير هتف
وقد طلعت شمس الدنان بأفقا ونحن لديها في انتظارك وقف
فلا تتخلف ساعة عن محلة صدودك عمن حل فيها تخلف
27_ وقال أخو إمام نحاة الأندلس أبي محمد عبد الله بن السيد البطليوسي
وهو أبو الحسن علي بن السيد:
يارب ليل قد هتكت حجابه بزجاجة وقادة كالكوكب
يسعى بها ساق أغن كأنها من خده ورضاب فيه الأشنب
بدران بدر قد أمنت غروبه يسعى ببدر جانح للمغرب
فاذا نعمت برشف بدر طالع فانعم ببدر أخر لم يغرب
حتى ترى زهر النجوم كأنها حول المجرة ربرب في مشرب
واليل منحفز يطير غرابه والصبح يطرده بباز أشهب
28_ ولما مدح أبو بكر محمد بن الروح الشلبي الأمير إبراهيم الذي خطب به الفتح في القلائد وهو ابن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين وكان يدل عليه وينادمه بقصيدته التي أولها:
أنا شاعر الدنيا وأنت أميرها فما لي لا يسرى إلي سرورها
أشار الأمير إلى مضحك له كان حاضرا أن يحبق له لقوله أنا شاعر الدنيا
72
فقال له ابن الروح: على من حبقت؟ يعني أنه يحتمل أن يكون ذلك الفعل
لقوله أنا شاعر الدنيا أو لقوله وأنت أميرها ففطن لما قصده
وضحك وتغافل .
29_ وقال أبو بكر ابن المنخل الشلبي:
كم ليلة دارت علي كواكب للخمر تطلع ثم تغرب في فمي
قبلتها في كف من سعى بها وخلطت قبلتها بقبلة معصم
وكأن حسن بنانه مع كأسه غيم يشير لنا ببعض الأنجم
30_ وقال ذو الوزارتين أبو بكر ابن عمار :
قرأت كتابك مستشفعا بوجه أبي الحسن من رده
ومن قبل فض ختام الكتاب قرأت الشفاعة في خده
وقال :
غزا القلوب غزال حجت إليه العيون
قد خط في الخد نونا وآخر الحسن نون
قال الحجاري : وإكثار ابن عمار في المعذرين وإحسانه فيهم يدلك على
أنه كما قيل عنه كان مشغوفا بالكاس والاستلقاء من غير نعاس
31_ وكان أبو الفضل ابن الأعلم أجمل الناس وأذكرهم في علم
الأديب والنحو وأقرأ علم النحو قبل أن يلتحي ابن صارة فيه :
73
أكرم بجعفر اللبيب فإنه مازال يوضح مشكل الإيضاح
ماء الجمال بخده مرقرق فالعين منه تجول في ضحضاح
ما خده جرحته عيني إنما صبغت غلالته دماء جراحي
لله زاي زبرجد في عسجد في جوهر في كوثر في راخ
ذي طرة سبجية ذي غرة عاجية كاليل والإصباح
رشأ له خد البريء ولحظه أبدا شريك الموت في الأرواح
32_ وقال الرمادي:
نوء وغيث مسبل وقهوة تسلسل
تدور بين فتيه بمخلقهم تمثل
والأفق من سحابه طل ضعيف ينزل
كأنه من فضة برادة تغربل
وقال :
بدر بدا يحمل شمسا بدت وحدها في الحسن من حده
تغرب في فيه ولكنها من بعد ذا تطلع في خده
33_ ومن نظم أبي الفضل ابن الأعلم السابق الذكر :
وعيشة كالسيف إلا حده بسط الربيع بها لنعلي خده
عاطيت كأس الأنس فيها واحدا ما ضره أن كان جمعا وحده
وهو جعفر ابن الوزير أبي بكر محمد ابن الأستاذ الأعلم من رجال القلائد
74
والسهب وسمط الجمان وكان قاضي شنتمرية والأستاذ الأعلم
هو إمام نحاة زمانه أبو الحجاج يوسف بن عيسى من رجال الصلة والسهب
والسمط وهو شارح الأشعار الست ومن نظمه يخاطب المعتمد بن
عباد :
يامن تملكني بالقول والعمل ومبلغي في الذي أملته أملي
كيف الثناء وقد أعجزني نعما ما لي بشكري عليها الدهر من قبل
رفعت للجود أعلاما مشهرة فبابك الدهر منها عامر السبل
34_ وقال أبو علي إدريس بن اليماني العبدري:
قبلة كانت على دهش أذهبت ما بي من العطش
ولها في القلب منزلة لو عدتها النفس لم تعش
طرقتني والدجى لبست خلعا من جلدة الحبش
وكأن النجم حين بدا درهم في كف مرتعش
وسأله المعتضد أن يمدحه بقصيدة يعارض بها قصيدة السينية التي مدح بها
ابن حمود فقال له: أشعاري مشهورة وبنات صدري كريمة فمن أراد
أن ينكح بكرها فقد عرف مهرها وكانت جائزته مائة دينار .
ومن مشهور شعره بالمغرب والمشرق قوله:
ثقلت زجاجات أتتنا فزعا حتى إذا ملئت بصرف الراح
خفت فكادت أن تطير بما حوت وكذا الجسوم تخف بالأرواح
35_ وكانت بين الأديب الحسيب أبي عمرو ابن طيفور والحافظ الهيثم
75
مهاجاة فقال فيه الحافظ:
لابن طيفور قريض فيه شوك وغموض
عدمت فيه القوافي والمعاني والعروض
وقال فيه ابن طيفور :
إنما الهيثم سفر من كلام الناس ضخم
لاتطالبه بفهم ليس للديوان فهم
36_ وقال أبو عمران ابن سعيد : أخبرني والدي زار ابن حمدين
بقرطبة في مدة يحيى بن غانيه (قال) : فوجدته في هالة من العلماء والأدباء
فقام وتلقاني ثم قال : يا أبا عبدالله ما هذا الجفاء ؟ فاعتذرت بأني أخشى
الثقيل وأعلم أن سيدي مشغول بما هو مكب عليه فأطرق قليلا ثم قال :
لوكنت تهوانا طلبت لقاءنا ليس المحب عن الحبيب بصابر
فدع المعاذر إنما هي جنة لمخادع فيها ولست بعاذر
فقلت : تصديق سيدي عندي أحب إلي وإن تربت علي فيه الملامة من
منازعته منتصرا لحقي فاستحسن جوابي وقال لي : كرره فإنه والله ماح
لكل ذنب ثم سألته كتب البيتين عنه فقال لي : وما تكتب فيهما ؟ فقلت :
أليس في الإنعام ذلك لأجد ما أخبر به والدي إذا أبت إليه ؟ فأملاهما علي
فقلت: من قائلهما؟ قال: قائلهما فعلمت أنهما له وقنعت بذلك.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|