العلاقات العامة والإدارات الأخرى

في المؤسسات المعاصرة زادت الأهمية لوضع هذه الوظيفة ضمن الوظائف الرئيسية وذلك لأسباب أهمها أنها أداة الترويج اليومية لخطط وسياسات وبرامج المؤسسات المعاصرة من جهة ولطبيعتها الحيوية والفعالة والناجحة في معظم الأحيان في تحقيق ذلك القدر من مساهمتها المخططة أو غير المخططة في الأهداف العامة للمؤسسات المعاصرة. وبناء على ما تقدم يبدو أن لهذه الوظيفة علاقات ارتباط قوية مع إدارات عديدة داخل المؤسسات وعلى رأسها الإدارة العليا بتوجيهاتها التخطيطية والتنفيذية - على مستوى المدراء - لما لهذه الإدارة من خبرات اتصالية وإنسانية يمكن تقدمها أحيانا على شكل استشارات وأحيانا أخرى على شكل برامج داخلية للعاملين الداخلين في المؤسسات نفسها وبرامج خارجية للجهات المتعاملة والمستفيدة من مخرجات هذه المؤسسة أو تلك.

إذن فإن هذه الإدارة لها علاقة يومية ومباشرة مع الإدارة العليا حيث أنها المروج أو الناطق الرسمي المعبر عن أنشطتها وأفعالها.

كما أن هذه الإدارة بحكم طبيعتها المعاصرة على اتصال مستمر مع الإدارة التسويقية - القلب المحرك لعمل المؤسسات المعاصرة - والتي تجري معها كافة أوجه التنسيق والتفاعل بهدف إظهار المؤسسة ومنتجاتها بأفضل صورة ممكنة، وذلك كله بهدف ترتيب مدركات حسية أو مواقف أو مشاعر إيجابية عن ما تنتجه من سلع أو خدمات تقدمة أو تطرحه من أفكار يجري أخذ رأي الجهات المستهدفة حولها.

وبالتالي، فإن الواجب يقتضي (ودونما أي تردد) أن تكون الأرضية التي تنطلق منها إدارة العلاقات العامة وإدارة التسويق أرضية واحدة من ناحية المنطلقات والأهداف والنتائج المرجو تحقيقها.

أما علاقتها بإدارة شؤون العاملين، فتتمثل بكون الأفراد هم أساس العمل بأي مؤسسة وبالتالي فإن للعلاقات العامة دور أساسي عند عمليات الاختيار والتدريب والتأهيل والحفز لمختلف أنشطة وطموحات العاملين داخل المؤسسات وخاصة المعاصرة منها، وبالتالي، فإن الواجب يقتضي ضرورة التنسيق المستمر بين أنشطة هاتين الإدارتين وذلك بهدف زيادة انتماء العاملين للمؤسسات التي يعملون بها من جهة وحفزهم للمزيد من الإنتاجية من جهة أخرى.

كما أن الإدارة العلاقات العامة علاقات أخرى مع الإدارة المالية - من ناحية تزويدها بالتقارير المالية المراد نشرها للجمهور - والإدارة القانونية من ناحية ضرورة تعاونها معها والعاملين بحقوقهم وواجباتهم وخاصة فيما يتعلق بالنزاعات حول الأجور والرواتب والإجازات والترقيات. وأخيرة للعلاقات العامة علاقة قوية مع إدارات الإنتاج السلعي أو الخدمي من خلال ضرورة تبادل المعلومات بينها، بينما يفيد في تعديل مواصفات السلعة أو الخدمة من جهة بالإضافة إلى نقل وجهة نظر المؤسسة المصنعة لهذه السلعة أو الخدمة بالشكل الذي ينمي مشاعر إيجابية نحوها وبشكل إنساني اجتماعي يزيد من ولاء المستهلكين وانتمائهم لهذه الماركة السلعية أو الخدمية تلك.