أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016
2772
التاريخ: 22-7-2016
2165
التاريخ: 10-04-2015
2267
التاريخ: 30-12-2015
7786
|
أبو عبد الله كان مولى لبني هاشم لأنه من موالي العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وكان أبوه زياد عبدا سنديا وكان من أكابر أئمة اللغة المشار إليهم في معرفتها نحويا لم يكن للكوفيين أشبه برواية البصريين منه رواية لأشعار القبائل ناسبا وكان ربيبا للمفضل الضبي سمع منه الدواوين وصححها وأخذ عن الكسائي كتاب النوادر وأخذ عن أبي معاوية الضرير والقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود القاضي وأخذ عنه إبراهيم الحربي وأبو عكرمة الضبي وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب وابن السكيت وكانت طريقته طريقة الفقهاء والعلماء وكان أحفظ الناس للغات والأيام والأنساب.
وقال
أبو العباس ثعلب قال لي ابن الأعرابي أمليت قبل أن تجيئني يا أحمد حمل جمل وقال
ثعلب انتهى علم اللغة والحفظ إلى ابن الأعرابي وكان يزعم أن الأصمعي وأبا عبيدة لا
يحسنان قليلا ولا كثيرا.
وقال ثعلب سمعت ابن الأعرابي يقول في كلمة رواها
الأصمعي سمعت من ألف أعرابي خلاف ما قاله الأصمعي وقال شاهدت ابن الأعرابي وكان
يحضر مجلسه زهاء مائة إنسان كل يسأله أو يقرأ عليه ويجيب من غير كتاب قال ولزمته
بضع عشرة سنة ما رأيت بيده كتابا قط وما أشك في أنه أملى على الناس ما يحمل على
أجمال ولم ير أحد في علم الشعر واللغة أغزر منه.
وقال محمد بن الفضل الشعراني: كان للناس رؤساء
كان سفيان الثوري رأسا في الحديث وأبو حنيفة رأسا في القياس والكسائي رأسا في
القرآن فلم يبن الآن رأس في فن فإن من الفنون أكبر من ابن الأعرابي فإنه رأس في
كلام العرب وكان ممن وسم بالتعليم فكان يأخذ كل شهر ألف درهم فينفقها على أهله
وإخوانه وتماسك في آخر أيامه بعد سوء حاله ويحكى أنه اجتمع أبو عبد الله بن
الأعرابي وأبو زياد الكلابي على الجسر ببغداد فسأل أبو زياد ابن الأعرابي عن قول
النابغة:
(على ظهر منباة)
فقال: النطع بفتح النون وسكون الطاء فقال أبو
زياد النطع بكسر النون وفتح الطاء فقال أبو عبد الله نعم وإنما أنكر أبو زياد
النطع بفتح النون وسكون الطاء لأنها لم تكن لغته
ورأى ابن الأعرابي في مجلسه يوما رجلين يتحدثان فقال لأحدهما من أين أنت فقال من
الأندلس فعجب من ذلك وأنشد: [الطويل]
(رفيقان شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقي
الشتى فيأتلفان)
ثم أملى على من محضر مجلسه بقية الأبيات الآتية:
[الطويل]
(نزلنا على قيسية يمنية ... لها نسب في الصالحين
هجان)
(فقالت وأرخت جانب الستر بيننا ... لأية أرض أم
من الرجلان)
(فقلت لها أما رفيقي فقومه ... تميم وأما أسرتي فيماني)
(رفيقان شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقي
الشتى فيأتلفان)
وحكى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال اجتمع
عندنا أبو نصر أحمد بن حاتم وابن الأعرابي فتجاذبا الحديث إلى أن حكى أبو نصر أن
أبا الأسود دخل على عبيد الله بن زياد وعليه ثياب رثة فكساه ثيابا جددا من غير أن
يعرض له بسؤال فخرج وهو يقول: [الطويل]
(كساك ولم تستكسه فاحمدنه ... أخ لك يعطيك
الجزيل وناصر)
(فإن أحق الناس إن كنت مادحا ... بمدحك من أعطاك
والعرض وافر)
فأنشد أبو نصر قافية البيت الأول ويا صر بالياء
يريد ويعطف فقال له ابن الأعرابي وناصر بالنون فقال دعني يا هذا ويا صري وعليك
بناصرك وحدث الصولي قال غني في مجلس الواثق بشعر الأخطل: [البسيط]
(وشارب مربح بالكأس نادمني ... لا بالحصور ولا
فيها بسوار)
فقيل
بسوار وبسئار فوجه إلى ابن الأعرابي وهو يومئذ بسر من رأى فسأل عن ذلك فقال بسوار
يريد بوثاب أي لا يثب على ندمائه وبسئار أي لا يفضل في القدح سؤرة وقد رويا جميعا
فأمر له الواثق بعشرة آلاف درهم وحكي عن ابن الأعرابي أنه روى قول الشاعر: [الطويل]
(ولا عيب فينا غير عرق لمعشر ... كرام وأنا لا
نحط على النمل)
نحط بحاء مهملة وقال معناه إنا لا نحط على بيوت
النمل لنصيب ما جمعوه وهذا تصحيف وإنما الرواية لا نخط على النمل واحدتها نملة وهي
قرحة تخرج بالجنب تزعم المجوس أن ولد الرجل إذا كان من أخته ثم خط على النملة شفي
صاحبها ومعنى البيت إنا لسنا بمجوس ننكح الأخوات.
وعن أبي عمران قال كنت عند أبي أيوب أحمد بن
محمد بن شجاع فبعث غلامه إلى أبي عبد الله ابن الأعرابي يسأله المجيء إليه فعاد
إليه الغلام فقال قد سألته ذلك فقال لي عندي قوم من الأعراب فإذا قضيت أربي معهم
أتيت قال الغلام وما رأيت عنده أحدا إلا أني رأيت بين يديه كتبا ينظر فيها فينظر
في هذا مرة وفي هذا مرة ثم ما شعرنا حتى جاء فقال له أيوب إنه ما رأى عندك أحدا
وقد قلت له أنا مع قوم من الأعراب فإذا قضيت أربي معهم أتيت فأنشد: [الطويل]
(لنا جلساء ما نمل حديثهم ... ألباء مأمونون
غيبا ومشهدا)
(يفيدوننا من علمهم علم ما مضى ... وعقلا
وتأديبا ورأيا مسددا)
(فلا فتنة نخشى ولا سوء عشرة ... ولا نتقي منهم
لسانا ولا يدا)
(فإن
قلت أموات فما أنت كاذب ... وإن قلت أحياء فلست مفندا)
وقال محمد ابن حبيب: سألت أبا عبد الله بن
الأعرابي في مجلس واحد عن بضع عشرة مسألة من شعر الطرماح يقول في كلها لا أدري ولم
أسمع أفأحدث لك برأيي وقال أبو العباس ثعلب سمعت ابن الأعرابي يقول من لا قبول
عليه فلا حياة لأدبه وقال ما رأيت قوما أكذب على اللغة من قوم يزعمون أن القرآن مخلوق
واغتاب رجل عنده بعض العلماء فقال له لو لم تقل فينا ما قلت عندنا فلا تجلسن إلينا
وله من التصانيف كتاب النوادر وهو كبير كتاب الأنواء كتاب صفة النخل كتاب صفة
الزرع كتاب الخيل كتاب النبت والبقل كتاب نسب الخيل كتاب تاريخ القبائل كتاب تفسير
الأمثال كتاب النبات كتاب معاني الشعر كتاب صفة الدرع كتاب الألفاظ كتاب نوادر
الزبيريين كتاب نوادر بني فقعس كتاب الذباب وغير ذلك.
قال أبو العباس ثعلب سمعت ابن الأعرابي يقول
ولدت في الليلة التي مات فيها أبو حنيفة وقال أبو غالب علي بن النضر توفي ابن
الأعرابي سنة ثلاثين ومائتين وقيل سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة اثنتين وثلاثين
ومائتين وقد بلغ من العمر إحدى وثمانين سنة وأربعة أشهر وثلاثة أيام وكانت وفاته
في خلافة الواثق ابن المعتصم وصلى عليه قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد الإيادي.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|