المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ربنا وآتنا ما وعدتنا على‏ رسلك}
2024-04-28
ان الذي يؤمن بالله يغفر له ويكفر عنه
2024-04-28
معنى الخزي
2024-04-28
شروط المعجزة
2024-04-28
أنواع المعجزة
2024-04-28
شطب العلامة التجارية لعدم الاستعمال
2024-04-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أضرار الكسل  
  
1769   02:53 صباحاً   التاريخ: 26/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص292 ــ 306
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016 1677
التاريخ: 2023-04-27 752
التاريخ: 4/9/2022 1119
التاريخ: 2024-04-15 178

الكسل مضر لأي سبب كان وبأي نوع وحالة. عدم الممانعة عنها تسبب خسائراً وأضراراً كثيرة. الشرح والتحقيق لجميع هذه الخسائر والأضرار صعب جدا.

مطالعة العلل والأسباب فقط تستطيع أن توضح جزءاً يسيراً من هذه الخسائر والأضرار، ومع ذلك لأجل بيان جزء من هذه الأضرار نبحث عن هذه المسألة من ناحيتين:

1ـ من الناحية الفردية: الكسل من الناحية الفردية يسبب في صعوبة حركة الجسم وبطئ سرعته، وركود الذهن واستعداده. الكسول والعاطل يتمدّد دائماً في زاوية ولا يتوجه إلى عمل وجهد بنّاء ويتأخر ويبتعد عن العمل والحياة والتقدم.

قلة الحركة والرشد الجسمي يسبب الافراط في السمن والبطئ في اتخاذ القرارات والمواقف.

يصاب بالأمراض المتنوعة ويدركه الموت قبل الأوان وتسلب منه القدرة على التحرك والمقاومة. ان قلة العناية بالجسم واهمال تربية النفس ستؤدي إلى تعطيل الذهن عن حل المسائل والمشاكل.

أوضاعه الحياتية والجسمية تسوء أكثر من قبل، يبقي راكد الذهن وتتوقف استعداداته وطاقاته، وستزيد اختلالاته الشخصية وآماله الوهمية الكثيرة، وستستمر عواطفه في سيرها النزولي وركودها. وكذلك سيصاب بعوارض وأضرار اقتصادية.

2ـ من الناحية الاجتماعية: خسائر وأضرار الكسل تتوجه إلى الجميع ويصاب بها المجتمع أيضاً الأفراد الكسالى سيظلون مزاحمين وطفيليين على المجتمع. ينتفعون من الفوائد الاجتماعية ولكنهم لا يؤدون وظائفهم وواجباتهم من هذه الناحية. يشبهون الأشخاص الذين يستهلكون دائماً ولا ينتجون شيئاً إن لم يعط أفراد المجتمع من حاصل عملهم وجهدهم لهؤلاء شيئاً، فأنهم سيموتون من الفقر والجوع.

وعلى كل حال، الأفراد الكسالى يشبهون العضو الزائد في المجتمع. أفراد المجتمع مجبرين على تحمل ثقل وظائف هؤلاء على اكتافهم، اقتصاده مرتبط بالآخرين، فكره راكد، جسمه مريض ولا خاصية فيه، توقعاته وطلباته كثيرة، محفزاته الانتقامية قوية، عصيانه كثير وخارج عن الحدود، ومن الطبيعي أن مثل هؤلاء الأفراد عالة على المجتمع.

ضرورة الاصلاح

من الضروري أن يعالج الكسل بأنواعه من خلال تعود الأفراد على الطريقة السليمة والاسلوب العادي والمعقول في الحياة. الوالدان والمربون لهم مسؤولية ثقيلة في هذا المجال بسبب أن هذا الأمر يتعلق بمستقبل الطفل ومؤثر فيه.

من المؤكد أن الأشخاص البارزين الذين وجدوا في المجتمع والأعضاء المفيدين للمجتمع لم يكونوا من الأفراد الكسالى والعاطلين. كسالى المجتمع وعاطليهم لم يستطيعوا أبداً أن يحملوا ثقلاً عن أكتاف أفراد المجتمع ولم يحلوا مشكلة لهؤلاء، وبالعكس هم في جميع الأحوال عالة على كاهل المجتمع ويعيشون على عمل وجهود الآخرين ويتحمل المجتمع ثقل خلاص هؤلاء من هذه الورطة أو رعايتهم عن العوارض المستقبلية والآنية.

من حسن الحظ هناك امكانية لاصلاح وعلاج الكثير من أنواع الكسل، خصوصاً ان كان الكسل ليس لها جنبة وراثية، فالطفل لم يخلق كسولاً وان كان كسولاً فبسبب سوء تربيتنا أو المسامحة والغفلة في أمر تربيته.

الاجراءات المعقدة للإصلاح

توجد عدة أجوبة عن نوع الاجراءات التي يجب أن نتخذها قبل البدء بالعملية الاصلاحية لكي يتخلّص الطفل من هذا الوضع ويتخلص من الكسل والاهمال، اهم هذه الاجراءات عبارة عن:

1ـ الاختبارات الجسمية: قبل أن نعمل أي شيء للطفل الكسول يجب أن نؤدي عدة اختبارات، حتى نلاحظ أن كسالته هل لها سبب وجذور جسميه أم لا؟ هل هذا الطفل مصاب بفقر الدم، سوء التنفس، الاختلال في الغدد، قلة النوم و...أم لا؟ هل هو مصاب بنقص في الأعضاء أم لا؟ هل بصره وسمعه سليمان أم لا؟ ألم يصاب بصدمة في الدماغ؟ و... ومن الطبيعي أنه ما دامت هذه العلل والعوامل لم تعرف ولم تعالج. فأن أي عمل لأجل الطفل في غير محله.

2ـ الاختبارات الذهنية - النفسية: بعد أن حصل لنا الاطمئنان من الناحية الجسمية، مثلاً عرفنا أنه ليس لديه نقص، أو مصاب بالنقص الفلاني وعالجناه، يصل الدور إلى الاختبارات الذهنية - النفسية. نقيس ونقيم وضع ذهنه وذكائه، نقيس استعداده، ونرى نوع الضغوط النفسية التي يتعرض لها، ما هي الاختلالات الشخصية الموجودة فيه؟ ما هو وضعه الأمني؟ ما هو المرض النفسي الخاص الذي يتألم ويتأذى منه؟ من الطبيعي أن ما دامت هذه العلل لم تكشف لنا لا نستطيع أن نعمل شيئاً إلى الطفل. يجب أن نزيل الاختلال والنقص من جذوره دائماً.

3ـ التحقيقات الأخرى: كذلك من الضروري أن يختبر الطفل من الجوانب الأخرى. حيث يجب أن نتوقف أمام أي مشكلة تواجهنا في تلك الحالة ونحقق حولها وبعد ذلك نبدأ بالأقدام. يجب أن نسد الطرق أمام انتشار الزلة والخطأ ويجب أن تحل المشكلة وترفع الصعوبات. ما أكثر الأطفال الذين بسبب الضعف الذي يواجهونه في الحافظة يتّهمون بالكسل ويتحمّلون الضرب أو اللوم والتحقير، بل يوجد أطفال ليس لديهم الاستعداد والمهارة الكافية لأجل العمل وبذل الجهد ويضربون ويستحقرون بدون دليل.

الجهود العامة لأجل الاصلاح

يجب أن تنجز أعمالاً اساسية لأجل أصلاح الكسل بالنسبة إلى التلميذ والمعلم والوالدين أيضاً، وأهمها ما يلي

1ـ رفع النواقص: سواء كانت عارضة جسمية، ذهنية نفسية، عاطفية و...

2ـ تدوين نظام خاص للعمل: يجب أن نرتّب نظاماً خاصاً لمثل هؤلاء الأطفال: هكذا مثلا، يجب أن يستيقظ عند الصباح في الساعة الفلانية، والساعة الفلانية مختصة بالغسل والصلاة و.. الساعة الفلانية طعام الأفطار، الساعة الفلانية مختصة للمطالعة. ومثلاً في الساعة السابعة والنصف صبحاً الحركة إلى المدرسة. الساعة الرابعة عصر، العودة إلى البيت، إلى الساعة الخامسة وقت الاستراحة واللعب، من الساعة الخامسة الى السادسة عصراً مختصة بالمطالعة، استراحة نصف ساعة، ساعة أخرى للمطالعة والعمل و..

3ـ ايجاد الباعث والمحفز: أن نعين له محفز مادياً، أو معنوياً وفي بعض الأحيان الاثنين معاً، عندما لا يكون للطفل محفز وباعث إلى الدرس أو يحسب أن العمل والدرس شيئاً تافهاً، فلا يوجد أمل في عمله وجهده. يجب أن نعيّن محفزاً وباعثاً منسجماً مع ذوقه وعلى أساس ذلك المحفز نحرضه على العمل والجهد.

4ـ تقوية الارادة: في بعض الأحيان لا يستطيع الطفل أن يعمل ويجهد لأنه ليس لديه إرادة قوية أو هو يشك ويتردد في تصميماته ومواقفه نحن نستطيع أن نشجعه عن طريق التحريض والتشجيع. واعطاء الجرأة له، تقوية روحيته، حتى عن طريق مسك يده والذهاب به إلى العمل، ومراقبته، المسايرة والموافقة معه، تكرار القول بأنك تستطيع أن تتقدم وتتوفق.

5ـ اعطاءه الثقة بالنفس: يجب أن نعطي الثقة بالنفس للطفل، يجب أن نحيي روح الأمل في وجوده، يجب أن نقوّي الجرأة فيه ونقول له في صورة العمل والجهد يستطيع أن يكسب الفخر لنفسه وأسرته. مثلاً اجعلوه يؤدي عملاً معيناً، وهذا العمل يجب أن يكون سهلاً ويسيراً وهو يستطيع أن ينجزه وعندما ينجح في انجاز ذلك العمل شجعوه حتى يتقبل المسؤولية الاخرى باطمئنان أكثر.

6ـ اختيار الأهداف التي تتحقق بسرعة: يجب أن تكون الأهداف التي نختارها لدرسه وعدله وتقدمه قصيرة وسريعة المنال بصورة يستطيع الطفل بأقل جهد ووقت انجازها والوصول لها. وبعد أن يؤديها يجب أن يشجع. بعد ذلك اختاروا له هدفاً آخراً حتى يجهد ويسعى في هذا الوادي الجديد وعلى هذا الترتيب... وأخيراً أوصلوه إلى الهدف الأكبر والأعلى.

7ـ تعليمه طريقة العمل: الحيرة والاضطراب تكون موثرة جداً في إيجاد الكسل. فبعض الأطفال يصبحوا كسالى لأنهم لا يعرفون ماذا يعملون أو من أين يبدأون عملهم. أن استطعنا أن نساعدهم ونعطيهم المعلومات والمعارف اللازمة ونكون الهادين والمرشدين لهم فأنا نستطيع أن نحل مشاكلهم ونهديهم إلى الطريق القويم.

8ـ التأكيد على نقاط القوة: ستكون له في مسيره نقاط ضعف ومشاكل كثيرة. وهذا ليس هو الوقت المناسب لنؤكد على نقاط ضعفه. بل يجب أن يكون سعينا التأكيد على نقاط قوته. يجب أن نرى تقدمه لا تأخره يجب أن ننتبه إلى مقدار تقدمه بالنسبة الى نفسه لا بالنسبة إلى الآخرين، فمثلاً إن كسب في اليوم الماضي (5/4 درجة) واليوم (75/4 درجة) يجب ان يشجع، وهذه هي الطريقة التي يستطيع أن يتقدم بها.

9ـ القواعد الأساسية: في نفس الوقت الذي نشجع الطفل لأداء واجباته نسعى لأجل أن نطابق بين مستوى عمله وأقرانه من التلاميذ، يجب أن نسعى لأجل تقوية بقية مجالاته الأخرى مثلاً ندرسه دروس الصف الرابع من جهة ومن جهة اخرى ندرسه ونخصص له ساعة من اليوم لأجل تدريس دروس الصف الثالث حتى تزال التخلفات والسلبيات التي كانت له في هذا المجال.

10ـ حل مشاكله: في نفس الوقت الذي نؤدي فيه الأعمال السابقة، يجب أن ننتبه إلى بقية المجالات ويجب أن نعمل ونجهد لأجل نيلها، مثلاً يجب أن نهيأ له الأمان الفكري في محيط الحياة الأسروية يجب أن نزيل غبار الحرمان الاقتصادي عن وجهه الطاهر والبريء وفي الحد المتعارف. يجب أن نرمم عاطفته المحطمة والمجروحة. يجب أن نكسب قلبه، حتى يتقدم هو بثبات أكثر وعزم أقوى.

الجهود والمساعي الجانبية

توجد أعمال أخرى في مجال علاج الكسل، والذي يجب أن ننتبه إليه:

1ـ معرفة نوع الكسالة: المقصود هو أن نعرف أن كسله حقيقي أم مجازي، واسع أم محدود، مستمر أم منقطع و... لأننا في مقابل كل واحد من هذه الأمور يجب أن نتخذ موقفاً مختلفاً. فان كان الكسل بسبب العقد النفسية أو حب الانتقام فأن الموقف يختلف عما إذا كان الكسل بسبب المرض أو فقر الدم.

2ـ تحريك الرغبة وأحيائها يجب أن نجعل الرغبة والعلاقة التي أوجدناها فيه حية. يجب أن لا نجعل الباعث على العمل يزيل من نفسه. لأن في تلك الحالة سيكون امكان عودته إلى ما كان عليه كبير جداً. كذلك يجب أن نجهد ونسعى لأجل ايجاد بواعث ومحفزات جديدة وبالانتباه إلى مستقبله يتقدم ويتقرب إلى هدفه خطوة بعد خطوة.

3ـ الاستفادة من الملاحظات: لأجل المراقبة والعلاج يجب أن نستفيد من ملاحظات الأقرباء والأصدقاء وحالات التنافس. يجب أن نوجد علاقة وأنس بين الطرفين وننتفع من هذه الملاحظات لأجل رشد الطفل وتقدمه. ونعرفه بعنوان فرد فعّال وتلميذ مجد وجيد بين الأقرباء وبعد ذلك اطلبوا منه ان يعمل مثل ما قلتم حتى يحفظ ماء وجهه واعتباره واعتباركم.

4ـ تعيين الصف والمدرسة المناسبة: في الموارد التي يكون الكسل بسبب المدرسة أو المعلم أو أسلوبه لابد لنا من تغيير هذه الأوضاع والشرائط. يجب أن نطلب من المعلم أن يغير من مواقفه وأسلوبه. يجب أن يتقبل الطفل بصدر رحب ويجعله مورداً للمحبة والعناية أو يخصص زمان لرعاية أعمال وفعاليات التلاميذ والمراقبة عن أعمالهم. يجب أن نجد نقاط القوة في أعمال الطفل وجهوده وبالتقدير منها نوجد فيه الرغبة والجرأة على العمل.

5ـ المراقبة المستمرة: ولكن يجب أن لا تتصوروا أن الأمور ستجري على ما يرام. هو على أقل تقدير يجب أن يعمل معكم لمدة ٣ أشهر حتى يستأنس ويتعود على هذه الأوضاع والظروف الكديدة، فالوقاية والنظارة المستمرة لكم في هذا المجال مؤثرة جداً لا تجيزوا له أن يتخطى عن حدود نظامكم وبرامجكم، يجب أن يقرأ ساعة ويستريح نصف ساعة حتماً.

6ـ وضع الشروط إلى اللعب: يجب ان نقيد لعبه بقيود وشروط معينة بل ويجب وضع شروط معينة له في رؤية الافلام والبرامج التلفزيونية، أن يؤدي واجباته خصوصاً في البرامج التي يرغب بها رغبة شديدة. قولوا لم انه ما دام لم يكتب واجباته وتكاليفه فلا حق له في اللعب ورؤية التلفزيون، بل ليس له الحق في أن يشترك في جمعكم وان كان لا مفر له من ذلك فيجب أن يجبره في ساعة أخرى.

7ـ تأمين الظروف الحياتية: في هذه المجال يجب أن نذكر الشرائط التي لها دور مهم وضروري للطفل ومؤثرة في ازالة الكسل ورفعه. مثلا، التغذية المناسبة ضرورية للطفل، وكذلك التغذية المتعادلة واجتناب الشره في الأكل والركود، النوم والاستراحة الكافية التي تشمل النوم في الوقت المعين، الاستراحة بالمقدار اللازم، تنفس الهواء الطلق، أجواء الحدائق وأماكن النزهة و...

8ـ تحضير الوسائل والأدوات اللازمة: يحتاج الطفل لأجل الدراسة إلى وسائل وأدوات مثل الدفتر، القلم، وبقية الأدوات الدراسية. وكذلك يحتاج إلى مكان هادئ وسليم وبعيد عن الغش والفوضى وبقية العوامل المزاحمة. هو لا يستطيع الدراسة في غرفة يوجد فيها عدة أطفال آخرين يسببون الفوضى. في هذه الحالة لا أقل من أن نهيئ له موجبات المطالعة في المدرسة أو المكتبة العامة، لأنه لا يوجد في البيت شيئاً غير اللعب والاستراحة.

9ـ السعي إلى رشد العقل: في جنب هذه البرامج من الضروري أن نرفع قوة التمييز والتشخيص في الطفل. يجب أن نساعده على تصور مستقبله ونفهّمه أن كل خطوة يخطوها في العمل والسعي، هي مؤثرة في حياته ومستقبله وعلى هذا الأساس نزيد من استقامته وثباته.

10ـ أبعاد الموانع وأخيراً. ما أكثر الموانع التي أن لم ترفع فأن مشاكل الكسل لا تحل ولا ترفع مثل المعاشرات الخاطئة والسيئة، الاضطرابات النفسية، عدم الرغبة واليأس، العقد النفسية، الاحساس بعدم الأمن، الفشل، التغيرات الفكرية، الاضطرابات والمخاوف، والحساسية والخصومة و... يجب أن ترفع هذه الموانع عن طريق الطفل بسرعة حتى نغلق طريق العذر أمامه وتتضح عاقبة أموره.

الفنون اللازمة في هذا الطريق

ما هي الأعمال الفنية التي يجب أن يستفيد منها الآباء والمربون في هذا الطريق؟ هناك موارد ونكات كثيرة يجب أن تراعى في هذا الجانب أهمها ما يلي:

1ـ العطف والمحبة: المحبة عامل مهم نستطيع أن ننتفع منه لعلاج أنواع الآلام. نستطيع أن ننتفع منه لأخضاع وترويض الطفل وكذلك لإرشاده. على أساس التجارب فالعطف والمحبة تستطيع أن تكون مؤثرة في الرشد أكثر من الغضب والعصبية والضرب. المربي العطوف والمطلع يستطيع أن يؤدي دوراً بنّاء للطفل وبالمحبة والعطف يستطيع أن يرشد الطفل إلى الطريق الصحيح.

2ـ النصيحة والموعظة: الأطفال وحتى الكبار أن عرفوا أن الوالدين والمربين تكلموا لصلاحهم وخيرهم ولا قصد لهم في هذا الطريق إلا رشدهم وسعادتهم فأنهم يستقبلون بالنصيحة وينتبهون إلى الارشادات. لا تتعبوا من النصيحة والموعظة لأن عاقبتها الخير والسعادة.

3ـ الانتفاع من الملاحظات: قلنا قبل هذا أن الأنتفاع والاستفادة من بعض الملاحظات لأجل تحريك الطفل إلى الرشد والحفاظ عليه مؤثر ومفيد. نستطيع أن ننتفع في طريق الأصلاح من ملاحظات الأقرباء والمعاشرين والأصدقاء، من الممكن ان لا يكون عمر هذه الفوائد طويل ولكنها كافية لتحريك الفرد وحركته وايجاد موجبات التعوّد فيه.

4ـ المكافئات (الجوائز): من الفنون اللازمة لأصلاح الطفل، اعطاء المكافأة والجائزة للطفل في الزمان الذي يكسب فيه نجاحاً وموفقية. من المؤكد هو يجب أن يكون سعينا على لا تتخذ هذه الجوائز صورة الرشوة لأنها في تلك الصورة ستوجد مشاكل جديدة للطفل. تحضير الأشياء التي يحبها ويرغب فيها في حدود الامكان من الأساليب المهمة في تربية الطفل وأصلاحه.

5ـ بث روح الأمل: نعم، هو سيمشي ولكنه فاقد للحركة والسعي الكافي، خصوصاً أن ميزان تقدمه محدود. لا يجب أن يضطرب المربي ويستولي عليه اليأس من هذه الأمور. يجب أن يفرح لأن التوفيقات آتية. وكذلك يجب أن نوجد الرغبة والأمل في الطفل ونشجعه إلى التقدم لأن الموفقية قريبة.

الرعاية اللازمة

البحث هنا حول ماهية الامور التي يجب أن نراعيها حتى تستمر مسيرة التقدم والرشد؟ برأينا التوجه ورعاية الأمور التالية مؤثر في هذا المجال:

1ـ يجب أن تكونوا أسوة: نطلب من الطفل أن يعمل ويسعى لأجل أن يقدم عملاً واسعاً ويجب أن تكونوا أنتم أسوة عملية لهذه الفكرة. يجب أن لا تكونوا عاطلين، ويجب أن يكون جهدكم وسعيكم نموذجاً للعبرة ودرساً له.

2ـ ابراز أعمالكم: من اللازم في بعض الموارد أن تبينوا له أعمالكم وجهودكم حتى يحس بالمسؤولية وتوجد فيه رغبة للتقدم. هو يجب أن يرى مدى تقدم الآخرين حتى لا يتصور أنه وحيد في حياته وعمله وجهده. المعروف هو أن  رؤية حركة الآخرين وجهدهم تسبب وجود الرغبة على العمل.

3ـ رعاية أصل التدريج الطفل الذي تعوّد على الكسل لأشهر أو سنين طويلة ماذا يجب أن نعمل له؟ يجب أن يحرض على عمل وبرنامج في كل يوم، يجب أن نراقب أعماله وجهوده لمدة طويلة حتى تتجمع جهوده وتصير على شكل عادة فيه.

4ـ التحديد والتقليل من آماله: هذا صحيح أنكم تعملون معه. ولكنكم لا يجب أن تنتظرون منه أن يلمع فوراً قللوا من حدود آمالكم لا تنسوا انه طفل، ضعيف يحب اللعب والقفز والوثوب والحركة. وكذلك لا يجب أن تنتظروا منه أن يقرأ دائماً كما كنتم. يجب أن تنتبهوا الى موقعيته.

الأمور التي يجب اجتنابها

من اللازم في صلاح كسل الأطفال أن نجتنب عن بعض الاجراءات والأساليب التي أثبتت التجارب أن درجة تأثيرها صفر، بل قد تؤثر في بعض الموارد تأثير فوري وآني. ولكنها توجد عوارض ومشاكل، رفعها وجبرها غير ميسور بسهولة أما تلك الامور التي يجب اجتنابها كما يلي:

1ـ الاتهام بالكسل: لا تسعوا إلى وصم الطفل بوصم الكسل أبداً من الممكن أن تبقى عليه هذه الوصمة بالتدريج وتكون سبباً بسوء استفادة الطفل. مثل هؤلاء الأطفال في بعض الأحيان يحسبون عند أنفسهم أنه كان هكذا. وهم يعرفونني بالكسل والعطالة، فأني أيضاً لا أعمل.

بعبارة أخرى هو يتخذ موقفاً سلبياً في مقابل تسميته من قبل الوالدين والمربين بالكسول ويتّخذ الكسل وسيلة للانتقام.

2ـ تفريق التلاميذ في الصفوف: من المتعارف في بعض المدارس ان يقسّموا الصف إلى قسمين ويكتبون فوق رؤوس المجموعتين (صف الكسالى، صف المجتهدين) هذا الأسلوب لا يعالج شيئاً، بل قد يعطي مجوزاً لكل من المجموعتين من الأطفال أن يتخذوا اسلوباً على أساسه ويحسبون أنهم مجازين على ذلك العمل والأسلوب.

3ـ السخرية والشماتة: دواء الكسل ليس السخرية والشماتة. بالاستهزاء لا تحل مشاكل هؤلاء. أثرها الوحيد هو جرح شعور الطفل وعواطفه والقاء الفاصلة بين الطفل والمربّي مثل هؤلاء الأطفال لا يمكن اصلاحهم، بل قد نسبب لهم عقد نفسية واثارة حالة الاحساس بالانتقام في نفوسهم.

4ـ الضرب والخشونة: بعض الآباء والمربون يتوهمون بأن ضرب الطفل وايذاءه سيصلح من وضعه، وذلك تصور خاطئ، فالضرب لمثل هؤلاء الأطفال عمل شنيع وخاطئ، وأعمال الخشونة في هذا المجال تسبب في مضاعفات خطيرة.

5ـ اشاعة العثرات: بعض الآباء والمربّون يتوهمون أنهم أن تتبعوا عثرات الطفل وفضحوه أمام الآخرين فأن مسألتهم ستحل هذا العمل سوف لا يؤدي إلى الاصلاح، بل سيعقد المشكلة أكثر. ومثل هؤلاء الأطفال سيفقدون كل شيء ويصبحوا مفلسين في الحقيقة.

6ـ الواجبات الكثيرة: بعض المعلمين يتوهمون أن اعطاء الواجبات الكثيرة لهؤلاء الاطفال سوف يحل من مشاكلهم. مع أن النتيجة ستكون عكسية. من الأفضل أن نعطي واجبات قليلة مدونة على أساس أهداف سريعة المنال حتى يتجرأ على الشروع في العمل والجهد. اعطاء الواجبات الكثيرة لا تحل المشكلة.

7ـ اللوم والمقايسة: وهذا أيضاً من الاساليب الخاطئة، فمقارنة وضعه مع الآخرين دائماً ونلومه على ذلك. اللوم والشماتة من الممكن أن تسبب في اضطرابه أو سوقه الى نوع من التيه والحيرة أو تسبب في ايجاد اختلالات عاطفية له. في مثل هذه الصورة يجب أن ننتظر مشكلة جديدة.

8ـ التعب: وكذلك مسألة التعب الزائد عن حده نتيجة تكليف الطفل بأعمال كثيرة أو اشغال جميع أوقاته، لأن ذلك ليس من عمل الخبير. المربي يجب أن يكون معالجاً لا معذباً، يجب أن يكون عطوفاً كالأب والأم لا مستبداً وظالماً، الضغوط الكثيرة تسبب في وخامة الأوضاع وتزيد من عدم أمنيته وعصيانه أضعافاً مضاعفة.

الوقاية اللازمة

الأصل في تربية الأطفال هو وضع الأسس السليمة للتربية من الطفولة على أن تكون نتيجتها العمل والجهد. لأجل الوصول إلى هذه الأهداف يجب أن نهيئ للطفل، السلامة الجسمية والنفسية، المراقبة في النوم والاستراحة، في القبول والمحبة، وابعاده عن العوامل التي تقلقه، وابعاده عن حالة الشعور بالانتقام.

حرضوه على العمل والجهد منذ الطفولة. اطلبوا منه مسؤوليات على حد دركه وفهمه وعرّفوه على وظيفته وضعوا له برنامجاً للعب والعمل وربوه على النظام والترتيب، وازنوا بين عمله ولعبه و.. حتى يكون في المستقبل متعادلاً وعاملاً.

الآباء والأمهات الواعين يجب أن يحيوا حب العمل والجهد والسعي عند الطفل منذ صغره. اشركوه في الأعمال اليومية ما دام صغيراً ساعدوه على أداء أعماله اليومية بنفسه حتى يكون في المستقبل طالباً للجهد والحركة في الحياة اليومية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






لأعضاء مدوّنة الكفيل السيد الصافي يؤكّد على تفعيل القصة والرواية المجسّدة للمبادئ الإسلامية والموجدة لحلول المشاكل المجتمعية
قسم الشؤون الفكرية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المؤسّسات الأكاديمية في نيجيريا
ضمن برنامج عُرفاء المنصّة قسم التطوير يقيم ورشة في (فنّ الٕالقاء) لمنتسبي العتبة العباسية
وفد نيجيري يُشيد بمشروع المجمع العلمي لحفظ القرآن الكريم