المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرقابة الذاتيّة والاجتماعيّة
2024-07-02
الأسلوب العمليّ في الأمر والنهي
2024-07-02
ساحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
2024-07-02
فلسفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
2024-07-02
معنى الصدق
2024-07-02
{كيف تكفرون بالله}
2024-07-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


عبيد الله أبو بكر الخياط الأصبهاني  
  
2297   05:32 مساءاً   التاريخ: 26-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص454-456
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 2279
التاريخ: 24-06-2015 3048
التاريخ: 13-08-2015 1854
التاريخ: 12-08-2015 1727

ذكره حمزة فقال: هو واحد زمانه في علم النحو ورواية الشعر، أتقن كتاب سيبويه صغيرا، ثم كتاب مسائل الأخفش، ثم كتاب حدود الفراء. وهو في الأخبار والأيام وسائر الآداب متقدم على كل من تفرد بفن منها وله كتابان في النحو أحدهما بسيط والآخر لطيف لم يصنف مثلهما في الزمان. ولما مات أبو بكر الخياط رثته الشعراء فمن ذلك قول أبي مسلم بن حجا الكوفاني: [الوافر]

 (سآتي باكيا شط الفرات ... لعيني أستمد مدى حياتي)

(فأبكي ثم أبكي ثم أبكي ... على من قد توسد جندلات)

 (على قمر الزمان وزين علم ... عبيد الله كنز الفائدات)

وله يرثيه: [البسيط]

 (ودعت بعد أبي بكر ودنياه ... ديوان شعر ونحوا ملك يمناه)

 (طوى الثرى معه كل العلوم فلا ... نشر يرجى له من بعد مثواه)

 (من لي بمثل عبيد الله يوم ثوى ... رهن الحمام وهل في الناس شرواه)

ومن كتاب الوزراء لهلال بن المحسن حدثني أبو سري الأصبهاني ابن أخت أبي بكر الخياط الأصبهاني قال كان أبو بكر خالي يحفظ دواوين العرب ويقوم عليها قياما تاما ويتصرف في كتاب سيبويه ومسائل الأخفش تصرفا قويا فحدثني أن أبا الفضل بن العميد كان يقرأ عليه كتاب الطبائع لأبي عثمان الجاحظ فاتفق أن كان في بعض الأيام عنده وقد نزع نعله فأخذه كلب زئني في الدار وأبعده عن موضعه وأراد أبو بكر الطهارة فقام ولم يره وطلبه فلم يجده فتقدم أبو الفضل أن يقدم إليه نعل نفسه فاستسرف ذلك من فعله استسرافا بلغه فقال ألام على تعظيم رجل ما قرأت عليه بيتا من الطبائع إلا عرف ديوان قائله وقرأ القصيدة من أولها حتى ينتهي إليه ولقد كنت وغيري نتهم أبا عثمان الجاحظ فيما يستشهد به من غريب الشعر حتى دلنا على مواضعه وأنشد القصيدة حتى انتزع منها من حفظه أفما يستحق من هذه الصفة صفته هذه الكرامة اليسيرة في جنب هذه الفضيلة الكبيرة؟

وذكر ابن العميد يوما أبا بكر الخياط النحوي فقال أفادني في نقد الشعر ما لم يكن عندي وذاك أنه جاءني يوما باختيارات له فكنت أرى المقطوعة بعد المقطوعة لا تدخل في مرتضى الشعر فأعجب من إيراده لها واختياره إياها فسألته عنها فقال لم يقل في معناها غيرها فاخترتها لانفرادها في بابها.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.