أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
2128
التاريخ: 10-04-2015
2150
التاريخ: 27-1-2016
3342
التاريخ: 24-06-2015
2361
|
أبو محرز البصري المعروف بالأحمر، مولى أبي بردة بلال بن أبي موسى الأشعري أعتق بلال أبويه وكانا فرغانيين. قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: خلف الأحمر معلم الأصمعي ومعلم أهل البصرة. وقال الأخفش: لم أدرك أحدا أعلم بالشعر من خلف الأحمر والأصمعي. وقال ابن سلام: أجمع أصحابنا أن الأحمر كان أفرس الناس ببيت شعر وأصدق لسانا وكنا لا نبالي إذا أخذنا عنه خبرا أو أنشدنا شعرا ألا نسمعه من صاحبه. وقال شمر: خلف الأحمر أول من أحدث السماع بالبصرة وذلك أنه جاء إلى حماد الراوية فسمع منه وكان ضنينا بأدبه. وقال أبو الطيب عبد الواحد اللغوي: كان خلف يضع الشعر وينسبه إلى العرب فلا يعرف ثم نسك وكان يختم القرآن كل ليلة وبذل له بعض الملوك مالا عظيما على أن يتكلم في بيت شعر شكوا فيه فأبى. ولخلف ديوان شعر حمله عنه أبو نواس وكتاب جبال العرب. توفي في حدود الثمانين ومائة.
حدث الأصمعي قال: حضرنا مأدبة ومعنا أبو محرز
خلف الأحمر وحضرها ابن مناذر الشاعر فقال لخلف الأحمر يا أبا محرز إن يكن النابغة
وامرؤ القيس وزهير قد ماتوا فهذه أشعارهم مخلدة فقس شعري إلى شعرهم واحكم فيها
بالحق فغضب خلف ثم أخذ صحفة مملوءة مرقا فرمى بها عليه فقام ابن مناذر مغضبا وأظنه
هجاه بعد ذلك.
وحدث ابن سلام قال: قال لي خلف الأحمر كنت أسمع
ببشار بن برد قبل أن أراه فذكروه لي يوما وذكروا بيانه وسرعة جوابه وجودة شعره
فاستنشدتهم شيئا من شعره فأنشدوني شيئا لم أحمده فقلت والله لآتينه ولأطأطئن منه
فأتيته وهو جالس على بابه فرأيته أعمى قبيح المنظر عظيم الجثة. فقلت: لعن الله من
يبالي بهذا فوقفت أتأمله طويلا فبينا أنا كذلك إذ جاءه رجل فقال إن فلانا سبك عند
الأمير محمد بن سليمان ووضع منك. فقال: أو قد فعل؟ قال: نعم. فأطرق وجلس عنده
وجلست وجاء قوم فسلموا عليه فلم يردد عليهم فجعلوا ينظرون إليه وقد درت أوداجه فلم
يلبث إلا ساعة حتى أنشدنا بأعلى صوته وأفخمه فقال: [الكامل]
(نبئت .... أمه يغتابني ... عند الأمير وهل علي أمير)
(ناري محرقة وبيتي واسع ... للمعتفين ومجلسي معمور)
(ولي المهابة في الأحبة والعدا ... وكأنني أسد
له تامور)
(غرثت حليلته وأخطأ صيده ... فله على لقم الطريق
زئير)
قال
فارتعدت والله فرائصي واقشعر جلدي وعظم في عيني جدا حتى قلت في نفسي الحمد لله
الذي أبعدني من شرك. وكان بين خلف الأحمر وبين أبي محمد اليزيدي مهاجاة. فقال أبو
محمد فيه: [الخفيف]
(زعم الأحمر المقيت لدينا ... والذي أمه تقر بمقته)
(أنه علم الكسائي نحوا ... فلئن كان ذا كذاك فبـ....
ـه)
وهجا خلف أبا محمد اليزيدي بقصيدة فائية
تتداولها الأفواه والأسماع نسبه فيها إلى اللواطة مطلعها: [الكامل]
(إني ومن وسج المطي له ... حدب الذرى إرقالها رجف)
(والمحرمين لصوتهم زجل ... بفناء كعبته إذا هتفوا)
(مني إليه غير ذي كذب ... ما إن رأى قوم ولا عرفوا)
(في غابر الناس الذين بقوا ... والفرط الماضين
من سلفوا)
(أحدا كيحيى في الطعان إذا افترش ... القنا
وتضعضع الحجف)
وهي
طويلة نحو أربعين بيتا اكتفينا بهذا المقدار منها.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|