أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2015
2376
التاريخ: 22-7-2017
1142
التاريخ: 24-10-2017
1564
التاريخ: 22-7-2017
1763
|
الكوفة، هذه البقعة الطيبة من الأرض ورد في فضلها وفضل مسجدها أحاديث كثيرة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، وما ذلك إلا لقدسيتها وكرم تربتها.
كان على عليه السلام يقول: نعمة المدرة. وقال: انّه يحشر من ظهرها يوم القيامة سبعون ألفاً وجوههم على صورة القمر.
ويقول: هذه مدينتنا ومحلتنا، ومقر شيعتنا.
وقال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: اللهم ارم من رماها، وعاد من عاداها.
ويقول: تربة تحبنا ونحبها (1).
وكان علي عليه السلام يقول: الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء. والذي نفسي بيده لينتصرنّ الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز وأمّا مسجدها فقد رويت فيه فضائل كثيرة.
روى حبة العرفي، قال: كنت جالساً عند علي عليه السلام فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس.
فقال عليه السلام: كل زادك، وبع راحلتك وعليك بهذا المسجد ـ يعني مسجد الكوفة ـ فانّه أحد المساجد الأربعة، ركعتان فيه تعدلان عشراً فيما سواه من المساجد، والبركة منه إلى اثني عشر ميلاً من حيث أتيته، وهي نازلة من كذا ألف ذراع. وفي زاويته فار التنور، وعند الاسطوانة الخامسة صلّى ابراهيم عليه السلام، وقد صلّى فيه ألف نبي وألف وصي وفيه عصا موسى والشجرة اليقطين، وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الفاروق، وفيه مسير لجبل الأهواز، وفيه مصلّى نوح عليه السلام، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفاً ليس عليهم حساب، ووسطه على روضة من رياض الجنّة، وفيه ثلاث أعين من الجنة تذهب الرجس وتطهر المؤمنين، لو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبواً (2).
هذه البقعة الطاهرة لم يكن لها اسم قبل السنة السابعة عشرة للهجرة، أو على الأقل لم تكن معروفة بهذا الاسم قبل ذلك الحين، فالعرب يقولون للرملة الحمراء: كوفة ويقولون لكل رمل وحصباء مختلطين: كوفة. فما هي قصتها؟
يبدو أنّ المسلمين بعد أن فرغوا من حرب القادسيّة والمدائن وأقاموا فيهما لم تلائم التربة ولا الطقس أجسامهم، فتغيّرت ألوانهم ونحلت أبدانهم، فكتب حذيفة إلى عمر: إنّ العرب قد رقّت بطونها، وجفَّت أعضادها، وتغيّرت ألوانها.
فكتب عمر إلى سعد: أخبرني ما الذي غيّر ألوان العرب ولحومهم؟
فكتب اليه سعد: إنّ الذي غيَّرهم وَخُومةُ البلاد، وإنّ العرب لا يوافقها إلا ما وافق إبلها من البلدان. فكتب إليه عمر: أن ابعث سلمانَ وحذيفةَ رائدين، فليرتادا منزلاً برياً بحرياً ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر.
فأرسلهما سعد، فخرج سلمان حتى يأتي الأنبار، فسار في غربي الفرات لا يرضى شيئاً حتى أتى الكوفة، وسار حذيفة في شرقي الفرات لا يرضى شيئاً حتى أتى الكوفة، فأعجبتهما البقعة، فنزلا فصليا ودعوا الله تعالى أن يجعلها منزل الثبات.
ثم رجعا إلى سعد فأخبراه، فارتحل سعد من المدائن حتى نزل الكوفة في المحرم سنة سبع عشرة، وكتب إلى عمر: انّي قد نزلت بالكوفة منزلاً فيما بين الحيرة والفرات برياً وبحرياً (3) ينبت الحلفاء والنصيّ (4)، وخيّرت المسلمين بينها وبين المدائن، فمن أعجبه المقام بالمدائن تركته فيها كالمسلحة.
ولمّا استقروا بها، عرفوا أنفسهم ورجع إليهم ما كانوا فقدوا من قوتهم وأول شيء خط فيها وبني، مسجدها، قام في وسطه رجل شديد النزع فرمى من كل جهة بسهم، وأُمر أن يبنى ما وراء ذلك، وبني ظلّة في مقدمة المسجد على أساطين رخام من بناء الأكاسرة في الحيرة (5).
وهكذا رأينا سلمان يختار هذه البقعة وكأنّ يد الغيب دلته عليها، فهي اليوم مزار ملايين المسلمين، أحياءً وأمواتاً وفي ظهرها ثاني أكبر مقبرة في العالم حيث مدفن أمير المؤمنين على عليه السلام والبررة الصالحين من مواليه.
ولم يفتر سلمان عن ذكرها، والتنويه بفضلها، فكان يقول: الكوفة قبّة الإسلام، يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا وهو بها أو يهوي قلبه إليها.
ويقول: أهل الكوفة أهلُ الله، وهي قبّة الإسلام يحن إليها كلُّ مؤمن (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح النهج 3 / 198.
(2) معجم البلدان 4 / 492.
(3) كانوا يسمّون النهر الكبير بحرا.
(4) الحلفاء نبت ينبت في الماء وكذلك النصي.
(5) مقتضبة من الكامل 2 / 527 ـ 528.
(6) معجم البلدان 4 / 492.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|