المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الغيرة
2024-10-30
الموظف إيوف في عهد أحمس الاول.
2024-03-24
التفريع
25-09-2015
سعد بن طريف الحنظلي
11-10-2017
ميراث الأسير
18-12-2019
تـحصيـل الأوراق التـجاريـة (تحصيل الأوراق المستحقة في البلد الذي يوجد به مقر البنك)
2024-09-02


خطوات محاسبة النفس  
  
5156   08:00 مساءً   التاريخ: 23-12-2021
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 78-87
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2022 5108
التاريخ: 23-12-2021 5157
التاريخ: 2024-01-15 1065
التاريخ: 8-1-2022 1760

قسم علماء الاخلاق المحاسبة إلى عدة خطوات وهي:

1- المشارطة : وهي عبارة عن إلزام وعهد يفرضه الإنسان على نفسه بعد ان يعزم ويصمم على إصلاحها، وتطهيرها من ذمائم الأخلاق وقاذورات الأدران واخضاعها لحكم العقل والشرع القاضي بالتمسك بأمر الله تعالى ...وإن الإنسان مسؤول أمام الله تعالى، وانه محاسب على كل ما يصدر منه، وان عمره منحة إلهية، وأمانة ربانية عنده ، وعليه ان يقضيه بالالتزام بما امر الله تعالى .

ومقتضى هذا : ان يتدرج السالك إلى الله فرض الشروط على نفسه رويداً رويداً ؛ كي يمرنها على تحمل مشاق الكدح إلى الله ، وان يوغل في دين الله برفق لأنه متين ؛ وان يتدبر في اي عمل قبل ان يقدم عليه ويتأمل في دوافعه منه ، وبعبارة اخرى ان يراقب همته ، ودوافعه ، وحركته، اهي لله تعالى ؟ ام لأهوائه النفسية ؟ قال بعض الحكماء:

(إذا أردت ان يكون العقل غالباً للهوى فلا تعمل بفضاء الشهوة حتى تنظر إلى العاقبة، فإن مكث الندامة في القلب اكثر من مكث خفة الشهوة)

وقال لقمان : (إن المؤمن إذا ابصر العاقبة أمن الندامة)

وروي عن محمد بن علي (عليه السلام) : (إن المؤمن وقاف متأن عند همه ليس بحاطب الليل)(1).

2- المراقبة :  بعد ان فرض الإنسان على نفسه شروطاً ، فلابد ان يعلم ان النفس امارة بالسوء، ويمكن ان تسلك به شتى المسالك ؛ لتنفيذ مآربها ؛ وإشباع رغباتها ، ولا سيما إذا سلكت مسلك التبرير ، والتعليل ، والتفتيش عن سبل الانحراف بحجج شرعية تبرر فيها انحرافها ؛ ولذلك لابد ان يضع الإنسان دوافعه دائماً تحت مجهر المراقبة، بشدة ، ودقة؛ لئلا يفلت الزمام من يديه، وترمي به في الهاوية ، وهذا يحتاج إلى فطنة حادة، ويقظة دقيقة، ومعرفة سليمة بحيل النفس واحابيلها، بحيث يلتفت إلى نفسه في كل خواطرها ، وافكارها ؛ ودوافعها وتسويلاتها، وما يروم القيام به من اعمال ، فيضع ذلك العمل في ميزان الشرع الذي اخذ على نفسه الالتزام به، يقول الفيض الكاشاني :

(المراقبة حالة للقلب يثمرها نوع من المعرفة، وتثمر تلك الحالة اعمالاً في الجوارح وفي القلب).

فالمراقبة إذن : عملية رصد لحركات النفس الداخلية والخارجية من قبل العقل ، ومسك زمامها ؛ لئلا تنحدر في مهاوي الاهواء والغرائز وهذه الحالة تتركز عند المراقب بالمران الدائم، والتذكر الهادف واستحضار مراقبة الله تعالى لكل عمل من اعمال الإنسان ، بل لكل نفس من أنفاسه.

إن تحسيس النفس بالمراقبة من قبل الله تعالى، والرصد من الملائكة وتسجيل الاعمال في الجوارح بصورة مستمرة .

تمنح الإنسان بمرور الزمان اليقضة ؛ والفطنة والحذر حتى تصبح طبعاً ، وعادة ، وسلوكاً، ثم تصير ملكة راسخة في النفس وحينئذ يصبح الإنسان مراقباً لجميع (حركاته ، وسكناته وخطراته، ولحظاته  وبالجملة جميع اختياراته ، وله فيها نظران : نظر قبل العمل ونظر في العمل .

أما قبل العمل فلينظر انما ظهر له وتحرك لفعله خاطره، اهو الله تعالى خاصة؟ او هو في هوى النفس ومتابعة الشيطان؟ )(2).

واخطر شيء في ارتباك عملية المراقبة هي الغفلة التي تعتبر بحق المخدر للشعور والإحساس الإنساني، بل تخرج الإنسان عن انسانيته ؛ لأنها تعطل حواسه وإدراكاته وحينئذ تهبط به إلى درجة احط من الانعام ، يقول تعالى : {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179] وهكذا إذا استحكمت الغفلة في الإنسان انسته خالقه، ومصوره ورازقه {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19] و (نسيان النفس) تعبير رائع من روائع الفكر الإسلامي الذي لم يطرح لا من قبل ، ولا من  بعد، وهي حالة تعبر عن الغفلة المطبقة عن نعم الله تعالى وآلائه ، وجلاله وجماله، واستغراق مطلق في هوى النفس.

وهذه هي اخطر الحالات على الإنسان.

وملكة المراقبة تحصل للإنسان عندما يكون دائم الذكر تعالى، قولاً وفعلاً ، حريصاً على عمره، متدبراً في كل امر يهم القيام به، ممسكاً زمام النفس بإحكام .. (حكي ان زليخا لما خلت بيوسف قامت فغطت وجه صنمها، فقال يوسف (عليه السلام) ، مالك تستحين من مراقبة جماد ولا تستحي من مراقبة الملك الجبار)(3).

وفي الحديث القدسي (إنما يسكن جنات عدن الذين إذا هموا بالمعاصي ذكروا عظمتي فراقبوني)(4).

وهذا سبيل آخر لتحقيق المراقبة وهو ان يستحضر الإنسان عظمة الله تعالى ويستشعر رقابته فإن ذلك يكسر جماح النفس، ويلطف هواها ويسلس قيادها وقد ذكر العلامة الطهراني في لب الألباب درجات أربع وهي:

أولاً : ان يتجنب المحرمات، ويؤدي الواجبات بدون تسامح.

ثانياً : ان يسعى بكل جهده لجعل رضا الله تعالى غاية في كل عمل.

ثالثاً : ان يرى الله تعالى دائم النظر إليه.

رابعاً : ان يرى نفسه في حضور الله تعالى (5).

3- المحاسبة : وفي هذه الخطوة يأتي دور جرد الأعمال اليومية ، ووضعها في ميزان الشرع المقدس ؛ لينظر ما وافق الشرع منها مدى اخلاصه فيها ليحمد الله تعالى عليه، ويطلب من الله تعالى التوفيق والتسديد، ويعرف مقدار ما خالف فيه فيستغفر ويتوب.

يقول احد علماء النفس : (اقطع علاقتك بجميع الناس لبعض الوقت كل يوم ؛ لكي تراجع حساباتك ؛ ولكي تحاسب نفسك عن المواقف التي فلت الزمام منك ؛ ولكي تقف على أسباب ذلك ومصادره)(6).

وافضل اسلوب لمحاسبة النفس ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل سأله : كيف يحاسب الرجل نفسه ؟

فقال (عليه السلام) إذا أصبح ثم امسى رجع إلى نفسه وقال : يا نفس إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك ابداً ، والله سائلك عنه فيما افنيته فما الذي عملت فيه ؟ أذكرت الله ام حمدتيه ؟ أقضيت حق اخ مؤمن ؟ انفست عنه كربته ؟ احفظتيه بظهر الغيب في اهله وولده؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلفيه ؟ اكففت عن غيبة اخ المؤمن بفضل جاهك ؟ أعنت مسلماً ؟ ما الذي صنعت فيه ؟ فيذكر ما كان منه، فإن ذكر انه جري منه خبر حمد الله وكبره على توفيقه ، وان ذكر معصية او تقصيراً استغفر الله  وعزم على ترك معاودته ومحا ذلك عن نفسه بتجديد الصلاة على محمد وآل محمد وآل الطيبين)(7).

4- المعاقبة : عندما يحاسب الإنسان نفسه ويقف على ما ارتكب من مخالفات شرعية، فأول ما يجب ان يبادر إليه هو التوبة ، فيستغفر الله تعالى ثم  يؤنب نفسه، ويوبخها، ويردعها ، ويذيقها مرارة الطاعة كما ذاقت حلاوة المعصية ؛ لئلا تقع مرة اخرى في تلك الموبقات ... فإن اهمالها وترك معاقبتها يصعب عليه ضبطها ...

فالمعاقبة هي تحميل النفس أثقالاً اخرى من جراء تقصيرها وإفراطها ... (عن ليث بن ابي سليم قال: سمعت رجلاً من الأنصار يقول : بينما رسول الله (صلى الله عليه واله) مستظل بظل شجرة في يوم شديد الحر إذ جاء رجل ينزع ثيابه ثم جعل يتمرع في الرمضاء يكوي ظهره مرة ، وبطنه مرة وجبهته مرة ويقول : يا نفس ذوقي فما عند الله اعظم مما صنعت بك. ورسول الله ينظر إلى ما يصنع.

ثم إن الرجل لبس ثيابه ثم اقبل فأومأ إليه النبي (صلى الله عليه واله) بيده، ودعاه، فقال له: يا عبد الله لقد رأيتك صنعت شيئاً ما رأيت احداً من الناس صنعه فما حملك على ما صنعت ؟

فقال الرجل : حملني على ذلك مخافة الله، وقلت لنفسي: يا نفسي ذوقي فما عند الله اعظم مما صنعت بك .

فقال النبي (صلى الله عليه واله) : لقد خفت ربك حق مخافته، وان ربك ليباهي بك أهل السماء، ثم قال لأصحابه : يا معشر من حضر ادنوا من صاحبكم حتى يدعوا لكم فدنوا منه فدعا لهم وقال: اللهم اجمع امرنا على الهدى، واجعل التقوى زادنا والجنة مآبنا )(8).

من عجائب الإنسان ان يعاقب ولده، او زوجته، او من خالفه، ومن قصر في حقه ، ويتسامح مع نفسه، ويتركها بلا عقاب مؤدب مع انه اعز النفوس عليه وهذا هو ما اهلك الكثيرين ، وعرضهم للعواقب الوخيمة، بل كان سبباً لإهلاك كثير من الامم.

5- المجاهدة : وهي عملية ترويض النفس وتطويعها على ما لا تحب  وترغب وهذا يتم بمخالفتها في بعض مشتهياتها من المباحات، وتحميلها اثقالاً من الاعمال والاوراد في ذكر الله تعالى، يقول تعالى : {الَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

والمجاهدة تأتي بعد المعاقبة إذا لم ترتدع النفس فيحملها ما لا ترغب يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (احمل نفسك لنفسك، فإن لم تفعل لم يحملك غيرك)(9).

وقال (عليه السلام) لرجل : (إنك قد جعلت طبيب نفسك، وبين لك الداء وعرفت آية الصحة، ودلت على الدواء، فانظر كيف قيامك على نفسك)(10).

وقال (عليه السلام) : (اجعل قلبك قريناً براً، وولداً واصلاً ، واجعل علمك والداً تتبعه واجعل نفسك عدواً تجاهده، واجعل مالك عارية تردها)(11).

وقال(عليه السلام) : (من ملك نفسه، إذا رغب، وإذا رهب، وإذا اشتهى وإذا غضب وإذا رضى حرم الله جسده على النار)(12)

كما عبر النبي (صلى الله عليه واله) عن جهاد النفس بالجهاد الاكبر، وهذا اعظم بيان لحقيقة هذا الجهاد ... إن الجهاد الاصغر الذي يتسم بالمقارعة بالسيوف ، ولعلعة النيران، لا يتم ولا يقبل بدون الجهاد الاكبر وهو افضل الجهاد، يقول سيد المجاهدين الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) : (إن افضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه)(13).

وخلاصة الكلام المجاهدة النفسية هي عملية مقاومة لأهواء النفس وشهواتها وبذل الجهد الجهيد ؛ لتحمل تلك الصراعات بين قوتي التقوى والفجور الكامنتين في الكيان الإنساني.

6- التوبيخ : في خلال عملية المجاهدة تفلت من زمام النفس فلتات توقع صاحبها في بعض المخالفات ، وعلاج ذلك ان يختلي الإنسان بنفسه ويوجه لها العتاب، واللوم الشديد، بل التأنيب والتوبيخ على ما وقعت فيه من مخالفات شرعية، يقول الإمام الخميني وان على الانسان العاقل ان يفكر بنفسه وان يترحم على حاله ونفسه المسكينة، ويخاطبها : ايتها النفس الشقية التي قضيت سني عمرك الطويلة في الشهوات، ولم يكن نصيبك سوى الحسرة والندامة ابحثي عن الرحمة، واستحي من مالك الملوك ، وسيري قليلاً في طريق الهدف الأساسي المؤدي إلى حياة الخلد والسعادة السرمدية ، ولا تبيعي تلك السعادة بشهوات ايام قليلة فانية، التي لا تتحصل حتى مع الصعوبات المضنية الشاقة فكري قليلاً في احوال اهل الدنيا، والسابقين، وتأملي متاعبهم وآلامهم كم هي اكبر واكثر بالنسبة إلى هنائهم، في نفس الوقت الذي لا يوجد فيه هناء وراحة لأي شخص)(14).

فالمعاتبة العملية تذكير الإنسان لنفسه بنفسه، ووعظ منه لها.

واعظم الوعظ ما وعظ الإنسان به نفسه ؛ لأن من لا يعظ نفسه لا يمكن ان ينتفع بوعظ غيره يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (من لم يكن له واعظ من قلبه، وزاجر من نفسه، ولم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه)(15).

هنا في هذا الحديث نرى ان الامام (عليه السلام) قدم وعظم القلب وزجره – ومعناه نقد الإنسان لنفسه بنفسه – على ارشاد القرين ووعظه ؛ لأن الإنسان إذا لم يكن قد هيء نفسه، وفرغ قلبه ؛ لتلقي مواعظ الآخرين ، لا يمكن ان ينتفع بها ومعلوم ان واعظ نفسه احق بالإجلال والاحترام من واعظ غيره ، ومن الحقائق النفسية ان الواعظ غير المتعظ تزل موعظته عن القلوب.

ففي رواية ان الله تعالى اوحى إلى عيسى بن مريم (عليه السلام) : (يا بن مريم عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس وإلا فاستحي مني).

هذه هي الخطوات التي ذكرها علماء الاخلاق ، ولا شك انها نافعة مجدية لمن اتبعها بفهم ووعي، وصدق، وفوق ذلك كله هو الاستعانة بالله فمن لم يعنه الله على نفسه لا يجديه شيء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الخليل الفراهيدي ، كتاب العين : 5/224 .

(2) الفيض الكاشاني ، المحجة البيضاء : 8/158 .

(3) النراقي، جامع السعادات: 3/76 .

(4) المصدر نفسه.

(5) محمد حسين الطهراني ، لب الألباب: 151 -152 .

(6) يوسف ميخائيل ، الشخصية الناجحة : 60.

(7) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 70/70 .

(8) الفيض الكاشاني : المحجة البيضاء: 7/308 – 309 .

(9) الحر العاملي، وسائل الشيعة : 11/122.

(10) المصدر نفسه .

(11) المصدر نفسه.

(12) المصدر نفسه : 123.

(13) المصدر نفسه : 124.

(14) الامام الخميني، الاربعون حديثاً : 24.

(15) الحر العاملي، وسائل الشيعة : 11/123.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.