المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

المفترسات الطبيعية للاسماك
24-5-2017
شبرق شائك Ononis spinosa
3-5-2020
جواز القراءة بكلّ واحدة من القراءات وعدمه‏
30-04-2015
البرامج المستخدمة في معالجة الرقمية- برنامج (ILWIS)
4-7-2022
تحنيط الميت
7-11-2016
Landau Constant
22-7-2021


الغيرة  
  
105   10:30 صباحاً   التاريخ: 2024-10-30
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص77 ــ 85
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

من الضرورة بمكان الالتفات إلى أن المباشرة الزوجية مهمة من بعدين..

بدون المباشرة تتوقف عجلة الحياة وبها تدوم، إن حصلت في ظروف سليمة وصحيحة فثمرتها ولد صالح والعكس بالعكس.

الأشياء لا توجد من ذاتها بذاتها، والحياة سبب في ديمومة الحياة ولا شيء خلق اللحظة(1).. نفس الحياة ليست موجبة للتكاثر والحفاظ على الأولاد والتوليد هو الذي يجعل الحياة خالدة، من هذا المفهوم كانت المباشرة مهمة حيث بدونها تتوقف عجلة الحياة عن الاستمرارية.

هناك نوع من البعوض عمره يوم واحد فقط! وظيفته في الحياة نقل الحياة!.. يولد في الليل فيطير ويلقح الأنثى من نوعه ثم يموت مباشرة وتبقى الأنثى لتضع البيوض قبل طلوع الشمس ثم تموت.

نوع من الحشرات يدعى (الصحن الطائر) يقوم الذكر فيها بفقس بيضة الأنثى ويلقحها من مكان التفقيس ويموت ولا يستغرق ذلك كله سوى دقيقة واحدة، أما الأنثى فبعد أن تضع البيوض مباشرة تموت في عنق الحفرة التي تضع فيها البيوض.

ولذا فكثير من المخلوقات يكون التزاوج فيها واستمرار الحياة هو السبب في خلقها.

إن طريق الإنسانية مفتوح أمام الإنسان إلى اللانهاية وهنا يقول عز من قائل بأنه خلق الإنسان ليكون (مثله) ولا بد للمرء البقاء على هذه الحالة ليديم اتصاله باللانهاية عبر إدامة الصلاة ومعنى العبودية له (جل وعلا).

ينبغي أن لا تكون المحبة من جانب واحد بحيث يخلق الله (جل جلاله) الإنسان ليكون (مثله)، ولا يحرص الإنسان على أن يكون بمستوى العناية الربانية له ولا يكون مصداقاً للمثل.. ينبغي التخلق بأخلاق الله تعالى، إذا كان الله عالماً فالإنسان عليه أن يتصف بالعلم، وإن كان الله تعالى قادراً فعلى الإنسان أن يكون ذا قدرة وهكذا. إن الإنسان لا يمكن حصره في بعد غير متناه، فالعلم مثلاً سحب الإنسان إليه وقال بأن علم الإنسان هو السبب الوحيد لحياته فيما الفطرة اعتبرت المنفعة هي علة الحياة.

إن المباشرة لدى الإنسان ليست علة حياته كما قيل في باقي الموجودات لكن الإنسان في نفس الوقت مؤلف من جسم وروح، من ظاهر وباطن، يعمل كالماكنة وينشد هدفاً، نصفه من تراب ونصفه من عالم الغيب ولذا لا مناص في إطار نقل الحياة وتحويلها إلى آخرين من نقل الصفتين والقسمين الحيواني والملكوتي على حد سواء. إن الإنسان اختار لنفسه سكناً على مكان - الأرض - هو في الواقع محل لسكنى الحيوانات لا الملائكة ولذا فالإنسان الذي نصفه حيوان ونصفه الاخر مَلَك يستطيع أن يكون حيواناً بسهولة فيما يصعب عليه أن يكون ملكاً.

ومن أجل أن لا يتبدد ويضيع القسم الملكوتي أثناء نقله للأولاد من جهة وكون المرأة لا يحق لها التزوج من شخصين في آن واحد من جهة ثانية، يبرز في الإنسان احساس ضروري أكيد أطلق عليه اسم (الغيرة) وسمّي المتجرد عن هذا الاحساس لقب (منكوس القلب) أي عديم الغيرة.

إن ذلك البعوض وتلك الصحون الطائرة وكثير من الأحياء التي يعد الجماع والتلقيح فيها سبب خلقها ينبغي منحها البعدين.. ينبغي العثور على سبب خلق كل نوع من الأحياء أو على الصفة الغالبة فيه وخاصة الإنسان إذ من الضرورة بمكان دراسة كافة الجوانب اللامتناهية لهذا الموجود حتى يمكن تشخيص وترتيب صفاته وخصائصه التي هي سبب خلقه وحياته حسب أهميتها.

يشكل كل من تلك الصفات والخصائص، ومنها المباشرة، وبنسبة معينة سبباً في خلق الإنسان كما أن كلاً منها يحمل اسماً معيناً.

لقد لاحظتم أن الجماع يكون السبب الوحيد لبقاء بعض المخلوقات، والأمر ذاته ينطبق على الإنسان ولذا حينما ننظر لخلق آدم (عليه السلام) في القرآن الكريم نجد الله سبحانه وتعالى يقول: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29]، ويقول جل وعلا في مكان آخر: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 31 - 34].

إن الأكل من الشجرة وتجلي العورة للنظر بعد جماعهما وما يحملانه من علم وغير ذلك أدى إلى وصف الإنسان بأنه الموجود الوحيد الذي له القدرة على العصيان ومخالفة الأمر والنهي الإلهي.. يمكن أن يكون الأكل من الشجرة المنهي عنها سبب حياة وبقاء الإنسان كما يقوله البعض.

فسّر أرباب التفسير الآية الشريفة الواردة بشأن آل فرعون: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [إبراهيم: 6]، على ثلاثة أوجه الأول أنه كان يقطع رؤوس الذكور بمجرد رؤيتهم نور الحياة ويدع الإناث، إن عدم قتل البنات هو موضوع قائم بذاته ويحتاج إلى تأمل، هذا فضلاً عن أن فرعون لم يكن ليستحق نقل مفردة (إحياء) بشأنه في القرآن الكريم. أما الوجه الثاني الذي ذهب إليه فريق آخر من المفسرين فهو منع الذكور عن العمل واجبار البنات على مزاولته. وآل الوجه الثالث إلى القول بأنه كان يقتل الذكور (معنوياً) من خلال سلب الحياء من الأناث. وبما أنه يمكن قبول الكلمتين (الحياة) و (الحياء) معاً فإننا نقول: ربما عنى القرآن المجيد أن فرعون كان يستغل ويستخدم الإناث لأعمال تشيع الفاحشة وتسلب منهن الحياء إلى جانب الاقدام على قتل الذكور. على أي حال حينما ينص القرآن الكريم على: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 32]، تترسخ أكثر فرضية قتل الذكور عن طريق الاناث وأفعالهن.

لكن الظريف أن خوف القوى من الدين يخلق حالة تتصف بزوال نوعية الذكور وتلاشيها في خضم أعداد الاناث الهائلة، ولكي يمكن التغلب على هذه الحالة لا بد من أن يكون للرجال (الغيرة) وللنساء (الحسد)، وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ليس الغيرة إلا للرجال فأما النساء فإنما ذلك منهن حسد...)( 2).

حينما يقال بأن الرجل يسخر والمرأة تسخر، فلا ينبغي لأحد أن يسأل لماذا لا يمكن للمرأة أن يسخرها شخص آخر في حين يمكن للفاعل تسخير أخريات في نفس الوقت.

الإسلام الحنيف أولى هذا الموضوع أهمية خاصة، فلو قال شخص لآخر أنت ديوث فإنه يستحق إقامة الحد عليه فضلاً عن كونه ارتكب المعصية، أما لو قال له أنت كذا يكون قد ارتكب المعصية فقط ولا يستحق الجلد، فهي تطلق على من لا يتخوف ولا يبالي من رؤية أو بقاء زوجته مع آخرين..

ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (كان أبي إبراهيم ـ عليه السلام ـ غيورا وأنا أغيَر منه، وأرغم الله أنف من لا يغار من المؤمنين)(3).

وقال الإمام علي (عليه السلام): (إن الله يغار للمؤمن فليغر، ومن لا يغار فإنه منكوس القلب)(4)، وهذه الغيرة من الله (جل وعلا)، إنما لكون المسلمين هم فقراء إلى الله والفقراء يعتبرون من العيال.

روي أن رجلاً جاء لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) وذكر امرأته عنده فأحسن الثناء عليها.

فقال له الإمام الصادق (عليه السلام): أغرتها؟.

قال: لا.

قال (عليه السلام): فأغرها.

فأغارها فثبتت، فقال لأبي عبد الله (عليه السلام): إني قد أغرتها فثبتت.

فقال (عليه السلام): هي كما تقول(5).

على أن هذا لا يعني بالضرورة أن يجري تعميم هذا الأمر في كل الأحوال ويقدم كل واحد على امتحان واختبار زوجته أين ما كان ووقت ما أراد ليعلم إن كانت بخيلة أم حسودة أم صادقة... إن كل إنسان يظهر ماهيته ومعدنه من خلال سيرته في الحياة.

أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، لم يحتج إلى امرأة أخرى طالما كانت خديجة (عليها السلام) على قيد الحياة وكذا هو الحال بالنسبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) والأمر ذاته بشأن الإمام الصادق (عليه السلام) مع أم فروة.. إن اختبار هؤلاء العظام لأزواجهم لم يكن ضرورياً مطلقاً، وإن أوصى الإمام الصادق (عليه السلام) هذا الرجل باختبار زوجته فربما بسبب النقاط التي أثارها الرجل، والسائل عادة يسمع جواباً يتناسب مع سؤاله.

وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إن الجنة ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولا يجدها عاق ولا ديوث. قيل: يا رسول الله، وما الديوث؟ قال (صلى الله عليه وآله): الذي تزني امرأته وهو يعلم بها)(6).

ويفصح إمام المتقين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن ماهية الغيرة لدى الجنسين من بني الشر، إذ يقول. (غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان)(7).

ولمعرفة منزلة خصلة الغيرة عند الله سبحانه وتعالى نقرأ معاً الرواية التالية: عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (أتي النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بأسارى فأمر بقتلهم وخلى رجلاً من بينهم. فقال الرجل: كيف أطلقت عني؟ فقال: أخبرني جبرائيل عن الله أن فيك خمس خصال يحبها الله ورسوله: الغيرة الشديدة على حرمك، والسخاء، وحسن الخلق، وصدق اللسان، والشجاعة. فلمّا سمعها الرجل وحسن إسلامه وقاتل مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله - حتى استشهد)(8).

وهي من صفات الله (جل وعلا) حيث يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إن الله غيور يحب كل غيور، ومن غيرته حرم الفواحش ظاهرها وباطنها)(9).

وعنه (عليه السلام) قال: إذا أغير الرجل في أهله أو بعض مناكحه في مملوكه فلم يغر ولم يغير بعث الله إليه طائرا يقال له: القفندر - القبيح المنظر - حتى يسقط على عارضة بابه ثم يمهله أربعين يوماً ثم يهتف به: إن الله غيور يحب كل غيور فإن هو غار وغير - وأنكر ذلك - وإلا طار حتى يسقط على رأسه فيخفق بجناحيه ثم يطير عنه، فينزع الله بعد ذلك من روح الإيمان وتسميه الملائكة الديوث)(10).

وكذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن شيطاناً يقال له ـ القفندر ـ إذا ضرب في منزل الرجل أربعين صباحاً بالبربط - آلة من آلات اللهو - ودخل عليه الرجال وضع ذلك الشيطان كل عضو منه على مثله من صاحب البيت ثم نفخ فيه نفخة فلا يغار بعد هذا حتى تؤتى نساؤه فلا يغار)(11).

لا ينبغي للزوجة أن تتمرد على الزوج إن منعها من كثرة التردد والخروج من البيت حفاظاً على ناموسه وغيرة على عياله، وفي ذلك يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إن الله كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل الله، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته)(12).

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (الغيرة من الإيمان والبذاء من الشفاء)(13).

وعن حيس اليماني أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله تعالى لا يقبل من الصغور يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً)، قلنا: يا رسول الله، وما الصغور؟.

قال (صلى الله عليه وآله): (الذي يدخل على أهله الرجال)(14).

وفي رواية أخرى، قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (لا يدخل الجنة عاق ولا منّان ولا ديوث. . . الذي يجلب على حليلته الرجال)(15) .

وعنه (صلى الله عليه وآله): (كتب الله الجهاد على الرجال والغيرة على النساء فمن صبر منهم واحتسب أعطاه الله أجر شهيد)(16).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ علماً أن هذه الفرضية مثارة اليوم ولها أنصارها. 

2ـ وسائل الشيعة: ج20، باب77، ص152.

3ـ المصدر السابق: ج20، باب وجوب الغيرة على الرجال.

4ـ المصدر السابق: ج20، باب عدم جواز التغاير في غير محله وتركه عند ظهور العيب.

5ـ الكافي: ج5، ص505، ح5..

6ـ من لا يحضره الفقيه: ج3، ص281، ح1343.

7ـ وسائل الشيعة: ج20، باب عدم جواز الغيرة في النساء.

8ـ الخصال: ص282، ح28.

9ـ الكافي: ج5، ص535، ح1..

10ـ وسائل الشيعة: ج20، باب وجوب الغيرة على الرجال.

11ـ الكافي: ج5، ص536، ح5..

12ـ من لا يحضره الفقيه: ج3، ص277، ح1317..

13ـ ميزان الحكمة: ج7، باب الغيرة.

14ـ مستدرك الوسائل: باب58، ص235.

15ـ المصدر السابق: ج14، باب103، ص 291.

16ـ بحار الأنوار: ج103، باب4، ص250. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.