أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2021
2080
التاريخ: 21-7-2016
1904
التاريخ: 23/10/2022
1472
التاريخ: 21-7-2016
1730
|
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7 - 10]
المراد بالنفس نفس الانسان بما فيه من قوى واسرار عظيمة تجلت فيها عظمة الخالق (سبحانه وتعالى) حيث خلقها ونظم قواها ، وجعلها متوازنة ، متعادلة ، متناسقة وبها ار الإنسان كائناً متميزاً على جميع المخلوقات بحواسه الظاهرة، وقوى الإدراك ، والذاكرة ، والعواطف : كالحب ، والبغض ، والرحمة، والشفقة ... والمعالم الاخرى كالإرادة ، والعزم ، والاختيار . . . وما إلى ذلك.
وبالدقة معنى النفس لغة كما قال السيد الطباطبائي:
(لفظ النفس : - على ما يعطيه التأمل في مورد الاستعمال – اصل معناه هو معنى ما أضيف إليه فنفس الشيء معناه الشيء ، ونفس الانسان معناه هو الانسان ونفس الحجر معناه هو الحجر، فلو قطع عن الإضافة لم يكن له معنى محصل وعلى هذا المعنى يستعمل للتأكيد اللفظي كقولنا : جاءني زيد نفسه، او لإفادة معناه كقولنا جاءني زيد نفسه، أو لإفادة معناه كقولنا جاءني نفس زيد)(1).
وبهذا المعنى فإن النفس تشمل الروح والبدن، وبها تبرز عظمة الله تعالى في خلق النفس الانسانية، وتميزها على غيرها من الكائنات بميزة الاختيار والقدرة على التميز، وبهذا النفس تتجلى عظمة آيات الله تعالى، يقول تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53].
لقد جاء لفظ (ونفس) نكرة إشارة لما فيها من أسرار تفوق تصور الإنسان.
ودلالة على فخامة وعظمة هذه النفس بما تحوي من آيات الله تعالى.
وما زال العلماء بمختلف آرائهم وتوجهاتهم يجوبون في رحاب تلك النفس متحيرين بحقيقتها وماهيتها، ولم يصلوا إلا إلى جزء ضئيل من معرفتها حتى سماها أحد العلماء الغربيين وهو الكسيس كارل كعنوان لكتابه (الإنسان ذلك المجهول) ولكن الحقيقة (ان الإنسان حقيقة روحية – يمثل مجموعة إحساسات ومشاعر وقيم وعواطف، وهو من جهة اخرى ذو كيان مادي له مطالب واحتياجات مادية ضرورية لبقائه؛ لذا فإن الحياة بكاملها تكاد تكون نهبأ بين ادعاءات كل من هذين الجانبين)(2).
وسماه الفيلسوف البريطاني " جون لويس" (الإنسان ذلك الكائن الفريد)(3) والحقيقة التي لا ريب فيها (إن هذا الكائن مخلوق مزدوج الطبيعة مزدوج الاستعداد ، مزدوج الاتجاه، ونعني بكلمة مزدوج على وجه التحديد انه بطبيعة تكوينه ( من طيب الأرض، ومن نفخة الله فيه من روحه) مزود باستعدادات متساوية للخير والشر، والهدى والضلال.
فهو قادر على التميز بين ما هو الخير وما هو الشر.
كما انه قادر على توجيه نفسه إلى الخير وإلى الشر سواء، وان هذه القدرة كامنة في كيانه، يعبر عنها القرآن بالإلهام تارة : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7، 8] ويعبر عنها بالهداية تارة : {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } [البلد : 10] فهي كامنة في صميمه في صورة استعداد ...)(4)
ويقول الإمام الخميني (قدس سره) : (هناك وحدة بين الروح والجسم، فالجسم ظل الروح، والروح باطن الجسم، والجسم ظاهر الروح، وهما شيء واحد ولا ينفصلان، فكما ان روح الإنسان وجسمه لهما وحدة، فيجب ان يكون لطبيب الجسم وطبيب الروح وحدة، فيجب ان يكون واحداً)(5).
ونحن إذا استقرأنا التعاليم الإسلامية نجد انها قد اكدت على وجوب معرفة النفس وتزكيتها، وجهادها، وكرامتها، ومسئوليتها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العلامة الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن : 14/285.
(2) عبد الهادي حيدر، عالم الارواح ، لمحمد : 16 .
(3) راجع كتاب الإنسان ذلك الكائن الفريد لجون لويس.
(4) سيد قطب، في ظلال القرآن : 8/59.
(5) الامام الخميني، منهجية الثورة الإسلامية : 216.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|