أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-12-2021
1947
التاريخ: 15-11-2021
1940
التاريخ: 23-1-2022
1509
التاريخ: 1-2-2022
2386
|
المرحلة المعاصرة:
أما المرحلة المعاصرة فقد ركزت على دراسة الوحدات السياسية وطاقاتها وقدراتها وعلاقاتها ببعضها البعض، وممن اهتم بذلك وتلسى الذي بدأ دراسته بالتاريخ ثم شارك مع جونز في وضع كتاب عن الجغرافية الاقتصادية عام ١٩٢٠. وقد وجه اهتمامه بعد ذلك إلى الجغرافية السياسية حيث الف كتابا يعد من أبرز أعماله عن الأرض والدولة The Earth and The State كما أسهم في وضع إطار نطري للجغرافية السياسية، وهو يرى أن الجغرافية السياسية تهتم بدراسة اختلاف الظاهرات السياسية من مكان إلى مكان. وتعد الدولة في مقدمة هذه الظاهرات السياسية، وأن الدولة ترتبط بطروف البيئة التي نشأت فيها. كما اهتم بدراسة العلاقة بين الدولة والبيئة وبالتركيب الجغرافي للدولة وكيف أن معظم الدول يبدأ نموها من النواة التي تضم العاصمة في أغلب الأحيان، كما اهتم أيضا بدراسة الحدود السياسية وبنظام الحكم ومناطق المنازعات.
وأما بومان Bowman (1878 - 1950م) الذي يعد رائدا للجغرافيين الأمريكيين والذي عمل مديرا للجمعية الجغرافية الأمريكية خلال الفترة من (١٩١٠-١٩٣٠م) فقد استطاع أن يطبق الجغرافية تطبيقا محكما على المشكلات السياسية والاقتصادية في الحرب وفي السلم وذلك من خلال كتابه عن "العالم الجديد The New World " وكتابه عن "الجغرافية والجيوبولتيك" Geography and Geopolitic .
وقد لعب دورا هاما كمستشار في الشئون الجغرافية للهيئة الأمريكية التي اشتركت في مفاوضات السلام خلال الفترة من ١٩١٨ - ١٩٢٢، كما شارك في وضع أسس الأمم المتحدة. ويعد كتاب بومان عن العالم الجديد أهم ما ظهر في ميدان الجغرافية السياسية، فلأول مرة في تاريخ الدراسات الجغرافية استطاع أحد الجغرافيين أن يجمع في كتاب واحد المشاكل السياسية الرئيسية في مختلف جهات العالم وأن يدرسها دراسة تحليلية تتصل بالنظام العام في العالم وليس كدراسات فردية. ومنذ ظهور هذا الكتاب بدأ إسهام الأمريكيين في معالجة موضوعات الجغرافية السياسية.
كما أن ماهان الذي كان ضابطا بحريا قد أكد على أهمية العامل البحري في تاريخ الدول، فهو يرى أن أهم عامل جغرافي يؤثر في قوة الدولة ليس في حجم المساحة التي تشغلها بقدر ما هي في طول سواحلها وطبيعة موانيها. ولذلك كان يرى أن على الولايات المتحدة أن توجه أنظارها نحو سواحلها. وكان يؤكد على أن وعامة العالم في المستقبل ستكون للدولة المتحكمة في البحار. وكتب في ذلك كتابا بعنوان( أثر القوى البحرية في التاريخ). وقد كان ذلك مشجعا لروزفلت لكي يتخذ من ذلك أساسا في سياسته الخارجية.
وجاء هارتسهورن Richard Hartshorne ليلعب دورا هاما في تطور الجغرافية السياسية الحديثة، فقد ألف كتابا بعنوان "التطورات الحديثة في الجغرافية السياسية"، فقد اعتبر في بداية عهده أن الجغرافية السياسية هي دراسة الوحدات السياسية، أي دراسة العلاقات بين النشاط السياسي للإنسان ومؤسساته وتنظيماته من ناحية وبين الظروف الطبيعية للأرض من جهة أخرى. وتتضمن هذه الدراسة تحليلا لعناصر الدولة من حيث الموقع والمساحة والشكل والحدود واللاندسكيب الطبيعي والحضاري وتوزيع السكان والعاصمة والعلاقات بين مناطق الدولة المختلفة. كما اهتم بدراسة التشابه والاختلاف بين الظاهرات السياسية على سطح الأرض وربط بينها وبين مظاهر البيئة المختلفة فهو يقول:
(Political Geography is The Science of Political Areas ) . وقد اقترح هارتسهورن في عام ١٩٣٠م منهجا مورفولوجيا لدراسة الأقاليم السياسية يقوم على تحليل الخصائص الطبيعية والحضارية للدولة كمنطقة جغرافية، ولكنه في عام 950ام أعاد النظر في أفكاره لتأخذ اتجاها وظيفيا في دراسة الأقاليم السياسية مع التركيز على قوى التباين والتجانس داخل الدولة وعلاقتها الداخلية والخارجية، وبذلك فإن الجغرافية السياسية كما يراها هارتسهورن هي تحليل القوة وتقييم الوون السياسي للدولة بكل ما يعني ذلك من تحليل لتركيبها وتكوينها وخصائصها الطبيعية والبشرية ومواردها وإنتاجها ومشكلاتها المختلفة، أي كل ما يؤثر على قوتها.
ومما يعطي لهذا التعريف قوته هو تركيزه على الأبعاد الجغرافية للجغرافية السياسية مما يعمق جذورها في الجغرافية أكثر من العلوم الأخرى ذات العلاقة كالتاريخ والسياسة والاجتماع.
أما هالفورد ماكندر Halford Makinder الإنجليزي فتعد نظريته عن قلب الأرض Heart Land معبرا عن اتجاه الجغرافية السياسية نحو دراسة الكتل الإقليمية كوحدة سياسية، فقد كان يرى أن الصراع النهائي للسيطرة على العالم سيكون من نصيب القوى التي تتركز في داخل القارات اليابسة وليس للدول البحرية، وقد أتى بكثير من الأدلة على وجهة نظره.
وقد جاءت نظريته عن قلب الأرض ضمن مقال نشره في عام 1904م، ثم طورها في شكل كتاب صدر في عام 9ا9ام، ثم قام بتعديل لبعض آرائه أثناء الحرب العالمية الثانية لتتفق مع تطورات السياسة العالمية للدول. وقد بدأ في هذه النظرية بالنظر إلى العالم ككل، وكان يرى العالم القديم كقارة واحدة ضخمة ذات ثلاثة أجزاء ملتحمة يتوسطها البحر المتوسط وتضم حوالي ثلثي مساحة اليابس ومعظم سكان العالم، وأطلق عليها الجزيرة العالمية World Island، ثم وجد أن لهذه الجزيرة العالمية قلبا يمثل محور ارتكازها أطلق عليه منطقة الارتكاز Pivot Area ، ثم عدل هذا الاسم إلى قلب الأرض Heart Land . وفي ضوء هذا التصور فإن قلب الأرض يضم المنطقة من حوض نهر الفولجا غربا حتى سيبيريا شرقا وقلب إيران جنوبا، وبذلك يضم مساحة كبيرة تصل إلى نحو ٢١ مليون ميل مربع، ويتميز بسهولة التضاريس والصرف الداخلي وسيادة الحشائش، فهو يضم منطقة الاستبس الآسيوي.
ويحيط بالجزيرة العالمية نطاق ساحلي أطلق عليه الهلال الخارجي«، وبين الهارتلاند والهلال الخارجي منطقة أطلق عليها(الهلال الداخلي) . ويرى ماكندر أن من يسيطر على جزيرة العالم القديم، يستطيع السيطرة على العالم؛ لأن من يستطيع السيطرة على قلب الأرض (الهارتلاند) يستطيع التوسع على حساب المناطق الهامشية، وبذلك يستطيع استغلال جميع موارد هذه المناطق لبناء قوته العسكرية وأساطيله البحرية. ويمكن تحقيق ذلك عندما تتحد المانيا مع الاتحاد السوفيتي. وبذلك وصل ماكندر إلى تصوره بأن شرق أوربا يعد مفتاح الهارتلاند، وشرق أوربا منطقة صراع بين روسيا والمانيا، وهذا الصراع لا شك ستكون له نهاية عندما ينتصر أحد الطرفين، ويترتب على ذلك السيطرة لأحدهما على قلب الأرض وما حوله. ولما كان قلب الأرض منطقة حصينة ويصعب الوصول إليها، فإن الاحتمال بأن من يسيطر على القلب هو الذي ستكون له الغلبة في النهاية على شرق أوربا. وقد وصل ماكنبر بذلك إلى نظريته الشهيرة التالية :
1- من يسيطر على شرق أوربا يتحكم في الهارتلاند (قلب الأرض).
2- ومن يسيطر على الهارتلاند يتحكم في جزيرة العالم.
3- ومن يسيطر على جزيرة العالم يتحكم في العالم كله.
وقد جاءت الحرب العالمية الأولى والثانية مؤيدة لنظرية ماكندر حيث دار الصراع بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي وانتهى بسيطرة الاتحاد السوفيتي على الهارتلاند وشرق أوربا، وبذلك أصبح قوة كبرى على الأرض في ذلك الوقت.
وقد بدأ الاهتمام بالنظرة العالمية في الدراسة السياسية يلقي تأييدا من كثير من الجغرافيين أمثال سبيكمان Spykman الذي كان استاذا للعلاقات الدولية بجامعة ديل بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان يرى أن الجغرافية عامل مهم في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية. ومن أبرر ما كتبه في هذا المجال كتابه عن "جغرافية السلام" الذي نشر بعد وفاته في عام 1944م، فكان يرى أن السلام الدائم يمكن أن يتحقق عن طريق نظام دولي عام التوازن القوى الأمم المتحدة، كما أنه كان يتفق مع آراء ماكندر في أن الدولة التي تسيطر على جزيرة العالم (العالم القديم) تستطيع التحكم في العالم.
ولكن سبيكمان لم يتفق مع ماكندر في أهمية قلب الأرض، فهو يرى أن الإمكانات الحقيقية تتركز في النطاق المحيط بقلب الأرض، وهو النطاق الذي أطلق عليه الحافة Rimland وهو الذي أطلق عليه ماكندر في نظريته الهلال الداخلي او المنطقة الانتقالية الوسطى التي تعد أعظم أهمية من القلب. فغي هذا النطاق يعيش معظم السكان وتتركز معظم الموارد، فهي تضم معظم قارة أوربا والعالم العربي وإيران وأفغانستان والصين وجنوب شرق أسيا وكوريا وشرق سيبيريا.
ويرى سبيكمان أنه لم يحدث صدام مباشر بين قلب الأرض والقوى البحرية، ولكن ما حدث من صدام كان بين القوى البحرية ومنطقة الحافة التي تفصل بين القوى البحرية وقلب الأرض (القوى البرية). وفي ضوء ذلك أعد سبيكمان نظرية أخرى وهي:
1- من يسيطر على نطاق الحافة Rimland يتحكم في اوراسيا.
2- ومن يسيطر على اوراسيا يتحكم في العالم.
ورغم تشابه الآراء في هذه النظريات فإن كلا منها بررت في وقت معين له ظروفه الخاصة، ويصعب تطبيق هذه النظرية في جميع هذه الظروف، فقد قوبلت بنقد من الكثيرين؛ لأنها تتناول الأحداث التاريخية.
ومدن قاموا بنقد هذه النظرية، وكذلك نظرية ماكندر، جوردن إيست Gorden East الذي كان يرى أن العالم في الوقت الحاضر يمر بمرحلة تقدم علمى وتكنولوجي امكنها تغيير الكثير من الظروف البيئية، ولذلك فإن من الخطأ الاعتماد على فروض وتعميمات يصعب استمرارها في كل الظروف.
ومما سبق يمكننا القول بان البيئة الطبيعية يمكنها أن تهيئ الفرص والإمكانات للدول ولكنها لا تفرض الطريقة التي تسلكها هذه الدول، وإنما على سكانها أن يختاروا الاتجاه الذي يتفق وأهدافهم التي يسعون لتحقيقها والتي تتلاءم وقدراتهم. كما أن العالم أصبح يؤلف مجموعة من الظاهرات التي يعتمد بعضها على البعض الآخر، وأي حدث في أية دولة أو عدد من الدول سواء كان سياسيا أم اقتصاديا له تأثيره في الدول الأخرى، وهذا يعني أنه لا توجد جهة واحدة في العالم يمكن أن تكون محور الاهتمام، وإنما ينبغي أن يكون الاهتمام متجها إلى أكثر من جهة، كما أن من الصعب وضع قوانين تصلح اساسا لجميع الدول في تطورها السياسي، فليس هناك دولتان متشابهتان تمام التشابه في ظروفهما حتى يمكن تطبيق نفس القانون، فلكل دولة ظروفها، وما يصلح لدولة لا يصلح لأخرى.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|