تحليل النظم السياسية:

قدم كل من كوهين وروزنتال عام 1971م نموذجا لتحليل النظم السياسية، أشارا في التقديم له إلى أنه يمكن النظر إلى النظام السياسي بوصفه المنهج النهائي للعملية التي ينظم بها الإنسان حياته سياسيا داخل بيئته بظروفها الشاملة، وعلى ذلك فإن الظروف البيئية لها تأثيرها الواضح على النظام السياسي وعلى العملية السياسية معا، ومن الظروف البيئية المؤثرة ما يتصل بالمواقع أو المكان الذي يشمله النظام بما يشمله هذا المكان من توزيعات للعناصر الطبيعية والبشرية. وتتأثر العملية السياسية أيضا بكثير من معطيات الواقع الاجتماعي والتنظيمي، وما يتصل بها من جوانب فكرية أو تنظيمية أو قانونية.

وقد طرح كوهين وروزنتال نموذجين للنظام السياسي. يتضمن النموذج الأول تفصيلات أكثر عن تفاعل عناصر العملية السياسية مع الظروف المكانية.

وتقسم مراحل العملية السياسية إلى ثلاث هي:

1- القوى السياسية بما تتضمنه من أفكار وآراء، وكذلك الاعتبارات القومية والاستعمارية والتحررية والوحدوية إلخ. وأخيرا الاعتبارات الإقليمية.

2- التركيب السياسي، ويتضمن تراتب المراكز الإدارية، والنظم الصغرى ونظام ملكية الأرض.

3- الأفعال السياسية، وتتضمن القصور السياسي للمكان، والتفاعلات المكانية، والتغيرات في هيئة الأرض، ويوضح النموذج ثلاثة مستويات مكانية حددت هذه التفاعلات السياسية هي الأماكن الصغيرة، ثم المناطق، وأخيرا الهيئة العامة للارض.

وفي تبسيط لهذا النموذج قدم كوهين وروزنتال نموذجا آخر أوضحا فيه مجالات تفاعل الإنسان مع الأرض سياسيا، حيث حددت العناصر البشرية المتفاعلة.