المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



المسؤوليات العامة إتجاه اليتيم واسرته  
  
2665   05:37 مساءً   التاريخ: 17-4-2021
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص350ـ352
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2016 2908
التاريخ: 2023-09-21 988
التاريخ: 17-5-2022 2130
التاريخ: 3-7-2022 1978

جميع الناس مسؤولون امام الطفل، وليست القضية قضية الاب او الام ، طبعاً من حيث الاولويات فالأب والام هما المسؤولان وبالدرجة الأولى ، وعليهما يقع واجب الاهتمام والعناية به ، ولكن بعدهما يقع الواجب على كاهل الارحام والاقارب ، وافراد المجتمع ، والدولة الإسلامية ، وجميع هؤلاء يقع على عاتقهم واجبات يجب عليهم القيام بها. على هذا الاساس يصح الحديث عن مسؤوليات الارحام والاقارب ، خصوصاً الجد والجدة ، والعم والعمة ، والخال والخالة ، فعليهم ان يملؤوا فراغ وجود الاب او الام في حياة الطفل بالعمل المنظم والمبرمج والمتقارن مع الملاطفات العائلية والاهتمام الجدي بالطفل.

وإذا توفي الاب وبقيت الام لوحدها ، فلا يمكنها ان تقوم بواجب تربية الطفل وحيدة ، خصوصاً ان بعض الامهات يفقدن روحياتهن ومعنوياتهن بعد موت الزوج ، ولا يمكنهن متابعة حياتهن وهدوئهن بالشكل المطلوب ، ولا يمكنهن اتخاذ موقف مدروس ومنطقي ؛ ولو تركنا امرأة من هذا القبيل لوحدها ، فإننا نكون جفيناها وابناءها ، وتسببنا في عدم سلوك الطفل للطريق الصحيح السليم الذي ينبغي ان يتحرك فيه.

الواجب الخاص للأقارب

يتوقع من اقارب الشهيد ان يتفقدوا احوال ذوي الشخص الذي قدم روحه ودمه في سبيل الدين والمقدسات ، وان يحافظوا على مركز حياتهم (الاسرة) حيوياً ونابضاً بالحياة وان يتفقدوا احوال زوجة الشهيد وابناءه ، وأن يكونوا عوناً لهم في تأمين متطلباتهم الحياتية.

ومن المؤلم والمفجع ان تصير عائلة وابناء الشهيد في عزلة دون ان يتفقد احد احوالهم ، وأن يتذكر الاقارب الشهيد في الايام الاولى لاستشهاده ويهتمون به ويحتفلون ، ولكن بعد مدة ينسون عائلته وذريته وكأنهم كبقية الناس ؛ لأن الم الوحدة يسبب لهم الكآبة ، ويحرمهم من الحيوية والنشاط والبهجة والنضارة.

ودور اقارب الزوج وارحامه مفيد وبناء جداً ، وعنايتهم وحمايتهم لعائلة الشهيد مؤثرة جداً ، ولا سيما بالنسبة للطفل الذي يحتاج للملاطفة واللطف ، فهو يحتاج لشخص يناديه "بابا" أو "ماما" ويجلس في حضنه ، ويشعر بيده تلاطفه وتداعبه بحرارة، وتمسح فوق رأسه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.