المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أقوى الأواصر الاجتماعية  
  
2193   11:03 صباحاً   التاريخ: 17-5-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص113ــ116
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 2750
التاريخ: 20-11-2018 2401
التاريخ: 25-12-2021 1371
التاريخ: 19-5-2017 2945

لإيجاد وحدة اجتماعية كبيرة - بالمقاييس العالمية الكبيرة خاصة نحتاج قبل كل شيء لي الأمور التالية:

1- سهولة وسائل الاتصالات:

وهذه المشكلة محلولة نسبياً في عصرنا الحاضر وستتحسن في المستقبل أيضاً بتطور الوسائل المختلفة.

2- الوحدة الفكرية:

فبالرغم من قولنا بإمكان بناء المجتمع الموحد على أساس وحدة المصالح الحياتية والإنسانية المشتركة، دون الوحدة الفكرية، لكنه لا شك في أن انسجام أفراد وطبقات مثل هذا المجتمع يمتاز بالضعف والفتور وسرعة الاضمحلال وسيمتزج بالخوف والاضطراب والتردد وستكون مجالات التعاون محدودة في مثل هذه الظروف ومشوبة بالشك والحذر وبمثلها لا يمكن بناء المجتمع الكامل الحي السعيد.

بينما لو ارتبط أفراد مجتمع معين بوحدة فكرية عميقة وألفت بين قلوبهم أواصر متينة لتشكل مجتمع كامل بمعنى الكلمة، مليء بمظاهر التعاون الواسعة الكاملة ومتصف بالانسجام والتفاهم الكامل والدائم.

3- النضج الفكري والأخلاقي التام:

ونحتاج لتحقيق مثل هذا المجتمع إلى وجود النضج الفكري اللازم الذي يدرك المنافع المترتبة على إدغام جميع المجتمعات البشرية، في مثل هذا المجتمع الموحد الكبير، بنظرة عميقة واحد، وإلى وجود النضج الأخلاقي اللازم لتحمل نقاط الاختلاف الحتمية لأجل الاتفاق على النقاط المشتركة وفهمها وترويض النفوس على قبولها.

ومن البديهي أن الاقتناع بأن تعاون البشرية بأسرها ينفع الجميع، ليس عسيراً، بل العسير هو فهم نقاط الاختلاف وهضمها.

أي ليس من الصعب إدراك كون تقليل مشاكل الناس وتسهيل حلها يكمن في اجتماعهم في مجتمع واحد.

نلاحظ دائماً أن تبدد الجزء الأكبر من الطاقات الإنسانية والاقتصادية يكمن وراء الفرقة والانفصال، بل من المتوقع أن يذهب النصف الأكبر من مجموع الطاقات والإمكانات ضحية ذلك.

ولعل أكثر من نصف الطاقات البشرية الفعالة الموجودة في عصرنا الحاضر، الذي يشهد تنافساً شديداً بين مختلف القوى، يستهلك في المجالات التالية: الجيش والقوات الاحتياطية ومجاميع الاستطلاع والتجسس ومؤسساتها المرتبطة بها وحراسة الحدود والجمارك ومكافحة التهريب والصناعات الحربية وفروعها، ومن الواضح عدم فائدة هذه النفقات إذا لم تقتضها الضرورة، وليس لها أي أثر اجتماعي إيجابي.

وإن نصف الميزانيات تخصص لهذه المجالات (أي الدفاعية والحربية والتجسسية وغيرها).

هذا في حالة عدم حدوث حرب عالمية، وإلا لكانت الميزانيات المخصصة لإصلاح آثار الحروب المحلية على العصيد المحلي والحروب العالمية على الصعيد العالمي، مذهلة للعقول.

وهذه جميعاً تمثل طاقات بشرية واقتصادية تذهب سدى، وسببها الوحيد هو انفصال المجتمعات البشرية عن بعضها، كما لو خصصت مؤسستان تجاريتان نصف ثرواتهما ووقتهما لتدمير بعضهما، فإن النتيجة لا ينجم عنها سوى انهيار الإثنتين معاً.

لذلك لو تحققت الوحدة الكاملة بين جميع المجتمعات البشرية لتضاعفت نتائج فعالياتهم في جميع مجالات الحياة إلى ضعفين. وهذه مسألة واضحة للجميع.

أما في الجهات الأخلاقية، فلا ريب في وجود الاختلاف بين الناس؛ لاختلاف أذواقهم ونوعية تفكيرهم وميلهم إلى النشاط أو الخمول في الأعمال، أو التعادل في الميل إلى العاطفة أو التعقل، والتفاوت في الانقياد إلى العاطفة أو عدمه، وفي الاهتمام بالمظاهر أو عدمه، وفي مقدار الرغبة بالتخصصات المختلفة كالعلمية والاقتصادية وغيرها.

وصحيح أنه يمكن إجراء تغييرات وتعديلات في إيمان وعواطف وأفكار ورغبات مختلف الأفراد عن طريق التمرين والتجربة والتربية المستمرة لكن هذه الاختلافات ليست قابلة للاضمحلال تماماً.

فكما أنه لا يوجد شخصان في العالم متشابهان جسمياً بصورة تامة، فكذلك لا يمكن العثور على شخصين متشابهين في جميع الجوانب المعنوية والروحية والفكرية والغريزية المختلفة، ومن المسلم به أن اختلاف الأرواح والغرائز والأفكار أوسع مما هو عليه في الأجسام، لأن تركيب الإنسان الروحي أعقد وأوسع من تركيبه الجسمي.

فالذين يريدون العيش بتعاون وسلام في مجتمع عالمي موحد كبير، ينبغي لهم الوصول إلى حد من النضج الأخلاقي يمكنهم من هضم وتحمل نقاط اختلاف الآخرين عن طريق إدراك هذه الحقائق المتعلقة باختلاف تركيب الإنسان الروحي والفكري والعاطفي والأخلاقي وأن يصيروا أفراداً يستطيعون احترام رغبات الآخرين عند الاختلاف معهم في الرأي حول المسائل الثانوية، وأن لا يتوقعوا من الآخرين موافقتهم في جميع هذه الحالات، وأن لا يفرضوا عليهم رغباتهم عن طريق إلباس المسائل الفرعية ثوب المسائل المصيرية.

وجميع صفات العضو والأعضاء وسعة الصدر والنظرة الشاملة والتحمل والدماثة والحلم، لازمة وضرورية جداً من الناحية الأخلاقية لهضم نقاط الاختلاف هذه.

ولا يستطيع حتى مجرد شخصين معينين أن يتعاملا مع بعضهما مدة طويلة إلا بإدراك هذه الحقيقة والاستعداد لتقبلها.

ومن البديهي أن هذه الاستعدادات الأخلاقية اللازمة لهضم نقاط الاختلاف المذكورة، لا تأتي عن طريق اللسان، بل هي أمور لا تتحقق إلا عن طريق التهذيب والتربية الصحيحة التي تخلق النضج الأخلاقي المطلوب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.