وهو مساعدة الفقير بالمال أو الأكل أو الشرب أو أي شيء يحتاج إليه إنسان آخر لا يستطيع أن يحصل عليه بنفسه لقلة الموارد التي يملكها وهذا الشيء يعينه في حياته والاهتمام بذوي الأرحام أولا.. وكل ذلك يؤدي إلى التراحم والمحبة والعلاقة الطيبة بين أفراد المجتمع حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا صدقة وذو رحم محتاج)(1).

وان الصدقة تدفع البلاء حيث قال: (الصدقة تدفع البلاء وهي أنجح دواء وتدفع القضاء وقد أبرم إبراما ولا يذهب بالأدواء إلا الدعاء والصدقة)(2)، وقال (الصدقة تمنع سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص)(3)، وقال (تصدقوا وداووا مرضاكم بالصدقة فإن الصدقة تدفع الأعراض والأمراض وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم)(4).

وهي تنزل الرزق حيث قال: (أكثروا من الصدقة ترزقوا)(5)، وان كل معروف صدقة حيث قال: (إماطتك الأذى عن الطريق صدقة ونهيك عن المنكر صدقة وردك السلام صدقة)(6)، وقال الصادق: (صدقة يحبها الله، إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا)(7).

تبسمك في وجه أخيك صدقة واسماع الأصم من غير تضجر صدقة وتعليم العلم وقول الخير كله صدقات حيث قال: تبسمك في وجه أخيك صدقة(8)، وقال: أفضل الصدقة صدقة اللسان تحقن بها الدماء وتدفع به الكريهة وتجر المنفعة إلى أخيك المسلم(9)، وقال (أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علماً ثم يعلمه أخاه المسلم)(10)، فالإسلام يدعو إلى التراحم والعطف وقضاء حوائج الإخوان لأن ذلك يكسب المحبة والأجر الجزيل من الله تعالى.

وان الذي يلطف ويعين الناس يكون من أهل محبة الله ورعايته حيث قال الصادق (عليه السلام): قال الله تعالى: الخلق عيالي فأحبهم إلي ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم، وقال: ان العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عز وجل به ملكين واحداً عن يمينه وآخر عن شماله يستغفرون له ربه ويدعون بقضاء حاجته)(11)، وقال: (من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله تعالى له يوم القيامة مائة ألف حاجة، من ذلك أولها الجنة، ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة)(الكافي: ج2، ص192، ح1).

قصة حول إغاثة الملهوف

قال ابن عباس: كنت مع الحسن بن علي (عليه السلام)، في المسجد الحرام وهو معتكف وهو يطوف حول الكعبة، فعرض له رجل من شيعته وقال: يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن عليَّ ديناً لفلان، فان رأيت أن تقضيه عني.. فقال (عليه السلام): ورب هذا البيت ما أصبح عندي شيء، فقال: إن رأيت أن تستمهله عني، فقد هددني بالحبس.. فقال ابن عباس فقطع الإمام الطواف وسعى معه.. فقلت: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألست أنك معتكف فقال: بلى، ولكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله تعالى تسعة آلاف سنة صائماً نهاره وقائماً ليله)(12).

قصة أثر الصدقة فى نجاة الطفل

بينما امرأة من بني إسرائيل على ساحل البحر تغسل ثيابها وصبي لها يلعب بين يديها إذ جاء سائل فأعطته لقمة من رغيف كان معها فما كان بأسرع من أن جاء ذئب فالتقم الصبي فجعلت تركض خلفه وهي تقول يا ذئب ابني يا ذئب ابني!!، فبعث الله ملكاً انتزع الصبي من فم الذئب ورمى به إليها وقال لقمة بلقمة(13).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الفقيه: ج2، ص68، ح1740.

2ـ البحار: ج59، ص269، ح61.

3ـ كنز العمال.

4ـ المصدر السابق.

5ـ البحار: ج74، ص178، ح10.

6ـ المستدرك: ج7، ص242، ح8144.

7ـ الوسائل: ج9، ص381، ح12289.

8ـ الأدب المفرد: ص190.

9ـ المستدرك: ج12، ص147، ح13746.

10ـ كنز العمال: ج6، ص390.

11ـ الكافي: ج2، ص195، ح10.

12ـ الامام الشيرازي.

13ـ سفينة النجاة: ج2.