العوامل الموضوعية والذاتية التي أدت لظهور الدعاية كنشاط هادف ومنظم |
1737
05:59 مساءً
التاريخ: 13-1-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2021
2873
التاريخ: 1-8-2022
2418
التاريخ: 19-1-2021
1750
التاريخ: 23-7-2019
1172
|
سبق وتحدثنا أن الدعاية ليست وليدة اليوم وإنما هي قديمة قدم الإنسان نفسه، لكنها لم تظهر كمفهوم أو كعلم إلا بعد التطورات العلمية والتكنولوجية التي طرأت على واقع حياتنا، والتي بدأت ملامحها مع بداية عصر النهضة واكشاف المطبعة، وهذا ما يؤكد بأن الإعلام والدعاية قديماً قد افتقرا للأسلوب المنظم وللتخطيط السليم، أي كانا بشكل عفوي وغير واضح واعتباطي، لكن مع تطور الحياة الاجتماعية وكفاح الانسان المستمر من أجل المعرفة، وما أحدثته الثورة العلمية التقنية، أصبح النشاط الإعلامي الدعائي نشاطاً هادفاً منظما، تمارسه كوادر متخصصة وعلماً يضاف للعلوم الإنسانية، له موضوعه المستقل وطرائقه في البحث وقوانينه الخاصة به، وحقاً إن التطور الذي رافق هذا العلم كان نتيجة لجملة من العوامل الموضوعية والذاتية والتي أهمها :
١ - التطور الكمي والنوعي في وسائل الاتصال :
حيث أنه بظهور الطباعة في القرن الخامس عشر قد أصبح باستطاعة الإنسان أن يحافظ على تراثه الفكري، وأنه مع اتساع معارف الإنسان وسرعة نقلها قد تهيأ المناخ لظهور الصحافة ولإهتمامها بكل نواحي الحياة، وهذا ما طبع هذا القرن بطابع الثورة الإعلامية وجعله أساسا لظهور وسائل جديدة من وسائل الاتصال التي لم يعهدها الإنسان سابقاً كالسينما والإذاعة والتلفزيون والمسرح والاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها.
كل هذا ترك آثارا لا يستهان بها على الإعلام وجعله يكتسب مفهوما جديداً في نشر الحقائق والأفكار، عبر مختلف وسائل الإعلام السمعية والبصرية، هذا بالإضافة إلى تعدد نظريات الإعلام وانتماءاتها الايديولوجية كظهور الإعلام الحر الذي يمتهنه الإعلام الغربي، والإعلام الاشتراكي وغيرهما، كما كان من نتائج هذه الثورة الإعلامية نشوء ظاهرة التنوع الإعلامي كالإعلام التربوي والإعلام الثقافي والإعلام السياسي والإعلام الترفيهي والإعلام المهني و .. الخ . وهكذا فكانت أهم نتائج هذه الثورة هي القضاء على عزلة الإنسان وتوسيع آفاق معرفته .
٢ . ظاهرة الراي العام وتأثره بوسائل الإعلام :
وهذا يعتبر أيضاً من بين العوامل الموضوعية لأن الرأي العام اليوم يحظى بدراسة هامة وبنصيب زاخر من البحث في مجال الدعاية والإعلام، وأصبحت عملية تعبئة الرأي العام عملية يشرف عليها باحثون ومتخصصون، فالدراسات الحديثة حقيقة ألقت الضوء على مسألة دور وسائل الإعلام والدعاية والاتصال الجماهيري في تشكيل قناعات الناس وآرائهم التي قد أثبتت صحتها جميعاً، وهذا ما حول الرأي العام إلى ميدان تتنافس على حلبته كافة القوى الدولية على الصعيد العالمي والقوى التجارية على الصعيدين المحلي أو الداخلي والخارجي.
٣- ظهور الايديولوجيات الجديدة واثرها على تعزيز دور الإعلام والدعاية :
حيث أن ظهور الإيديولوجيا لمجموعة من الآراء والأفكار التي قد يتبناها أو يعتنقها حزب ما أو تنظيم معين ويسعى لتحقيقها كان له أثراً كبيراً على تعزيز دور الدعاية والإعلان، فيرى دوميناك (أن النشاط الإعلامي والدعائي مرتبط أشد ارتباطا بدخول العقائد السياسية الكبرى إلى التاريخ الحديث)) فالثورة الفرنسية كعقيدة قد دشنت جمع مصادر الدعاية الحديثة، وأن عصرنا اليوم يتميز بوجود نماذج عديدة لهذه الايديولوجيات المتصارعة، كالصرع القائم بين العقيدة الاشتراكية كإيديولوجية وبين العقيدة الرأسمالية كإيديولوجية، وكالصرع بين حركة القومية العربية المعادية للإستعمار وبين العقيدة الصهيونية الاستعمارية التوسعية.
٤ - تطور العلوم الاجتماعية والنفسية :
والذي أعطى بعداً جديداً لمفهوم النشاط الإعلامي والدعائي بحيث غدا الإعلام والدعاية فناً إنسانياً وقائداً للنشاط الإنساني، نظراً لتأثيره على الجماعات البشرية بأسلوب لا يمتلك أي إنسان مقاومة جذبه وإغرائه .
ولهذا فإن الإعلام كعلم مختص بالاتصال الجماهيري قام على الدراسات النفسية والاجتماعية الحديثة التي أكدت فاعليته وفائدته في دراسات الطبيعة البشرية واستعداداتها وميولها حتى يكون لديهم قناعة حول موضوع معين أو أمر ما أو منتج محدد، هذا من حيث العوامل الموضوعية. أما العوامل الذاتية التي ساهمت في ظهور الدعاية والإعلان فإنها تكمن في طبيعة الإنسان المعاصر وما اعترى هذه الطبيعة من تبذل جذري أصاب بنية الإنسان وتفكيره، فالتغييرات التي أحدثتها الثورة الصناعية والعلمية التقنية على صعيد الحياة الاجتماعية سهلت أو يسرت طرق حصول الناس على المعلومات حول ما يخص العالم الخارجي بالاعتماد على النقل الإعلامي للأحداث والوقائع عبر الوسائل المتطورة للإعلام.
وغدا الإنسان في ظل الأوضاع الحالية وهو يحارب أطر التخلف القديمة المنعزلة ويحاول إحلال علاقات جديدة متطورة تابعة بدرجة أكبر للإعلام ووسائله غير المباشرة، وأكثر قابلية للإيحاء والتأثر بالكلمة التي ينقلها الإعلام والصورة التي ترسمها له الموضوعات والأحداث، ومما زاد تأثير هذه الوسائل اليوم هو تنامي الحاجة المتزايدة إلى توفر المعلومات والمعارف المتعلقة بمواضع كثيرة تهم الناس ولا يمكن تحقيقها الا بوسائل الإعلام في صيغ غير مباشرة على شكل كلمات ورموز وصور وغيرها . ويمكن القول أن التأثر بالإعلام والدعاية يعد سمة أساسية من سمات هذا العصر الذي قد فرضته طبيعة المدنية الحديثة والتي انعكست آثارها في جملة من الاستعدادات والميول التي يبديها الإنسان لتلقي الإيحاءات من أي مصدر إعلامي سواء أكان ذلك مصدراً خارجيا أم داخليا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يعلن إطلاق المسابقة الجامعية الوطنية لأفضل بحث تخرّج حول القرآن الكريم
|
|
|