المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ما هو المنسوخ ؟  
  
1704   01:28 صباحاً   التاريخ: 27-04-2015
المؤلف : الشيخ عبد الشهيد الستراوي
الكتاب أو المصدر : القران نهج وحضارة
الجزء والصفحة : ص270-273.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /

علينا أن نتعرف على النسخ لغة واصطلاحا ومعنى ، وما ذا يعني في مدلول الفكر الإسلامي وما الهدف منه ؟

النسخ لغة :

التعاريف اللغوية جاءت جميعا لتشير إلى حقيقة واحدة وذلك من خلال ملاحظة المعاجم اللغوية التي تتحدث عن هذه الكلمة، فقد يعرف «بإبطال شي‏ء وإقامة آخر مقامه، يقال نسخت الشمس الظل أي أذهبته وحلت محله».(1) والنسخ يأتي بمعنى الإزالة، ومنه قوله تعالى : {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ } [الحج : 52]

ويأتي بمعنى التبديل‏ {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} [النحل : 101] وبمعنى التحويل كناسخ المواريث، ويأتي أخيرا بمعنى النقل من موضع إلى موضع ، ومنه نسخت الكتاب إذا نقلت ما فيه حاكيا للفظه وخطه».(2)

النسخ اصطلاحا :

ليست الشريعة بعيدة عن اللغة بل هناك تقارب في المؤدي والنتيجة فتعريف الشريعة للنسخ وإن اختلفت مع اللغة في هذا التعريف شيئا ما : لا أنهما متقاربان.

فقال شيخ الطائفة : «أن استعمال هذه اللفظة في الشريعة على خلاف موضوع اللغة وإن كان بينهما تشبيها. ووجه التشبيه أن النص إذا دل على أن مثل الحكم الثابت بالنص المتقدم زائل على وجه لولاه لكان ثابتا بمنزلته المزيل‏ لذلك الحكم، لأنه لولاه لكان ثابتا» (3) والإزالة ليست حقيقية وإنما من باب التشبيه كما قال.

وعن السيد الخوئي قدس سره قال : «هو رفع أمر ثابت في الشريعة المقدسة بارتفاع أمده وزمانه سواء أ كان ذلك الأمر من الأحكام التكليفية أم الوضعية وسواء أ كان من المناصب الإلهية أم من غيرها من الأمور التي ترجع إلى اللّه تعالى بما انه شارع». (4)

وعن الفخر الرازي : «أن الناسخ هو اللفظ الدال على ظهوره انتفاء شرط دوام الحكم الأول.

و عن الغزالي : هو الخطاب الدال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجه لولاه لكان ثابتا مع تراضيه». (5)

النسخ في المفهوم الإسلامي :

يتصور البعض أن النسخ نقص في التشريع الإسلامي، فحينما يتبدل الحكم الأول إلى رأي آخر ويلغي فيصبح الحكم الثاني ساري المفعول لخطأ أو نقص في التشريع، فلا يمتاز الأول بالشمولية والكمال فتبدل إلى ما هو احسن، وقد يكون الثاني يحتاج إلى إعادة نظر وهكذا يتبدل إلى ثاني وثالث ما دام احتمال الخطأ والنقص وارد.

وهذا التصور قد ينطبق على أولئك الذين يضعون القوانين أو يستنبطون الأحكام دون أن يحيطوا علما بالمصلحة والمفسدة فلا يمتلكون الإحاطة الشاملة بالواقع وبما وراءه من الأمور والخفايا، أما بالنسبة لعلام الغيوب ربّنا سبحانه وتعالى المحيط بكل شي‏ء {يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} [آل عمران : 5] فلا ترد عليه هذه الأمور فهو العالم بالخفايا قبل الخلق وبعد الخلق مكانا وزمانا وطولا وعرضا فيمتنع عليه الخطأ، ويستحيل عليه النقص، أو يفوته أمر ما يكون غافلا عنه، فحاشا للّه ذلك. إذا ما ذا يعني تبديل الحكم هل هو نسخ فعلا أم تبديل لحكم مؤقت وتشريع محدود من أول الأمر حيث انه سبحانه لم يشرعه إلا وهو يعلم أن له مدة محددة وإن المصلحة اقتضت التشريع المؤقت.

يقول العلامة الطباطبائي : «النسخ في القرآن معناه : انتهاء زمن اعتبار الحكم المنسوخ ونعني بهذا أن للحكم الأول كانت مصلحة زمنية محددة واثر مؤقت بوقت خاص تعلن الآية الناسخة انتهاء ذلك الزمن المحدود وزوال الأثر» .(6)

ولعل هذه الطريقة في تغيير الحكم بما يناسب المجتمع وفق الحالات التي يمر فيها، وكأنما الحكم الأول والثاني كلاهما ضمن سياق واحد أو دائرة واحدة، أو قل كلاهما حكم واحد صدرا من الخالق في علمه فكانا في اللوح المحفوظ في علمه في آن واحد ولكن حسب الترتيب، فحينما تنتهي فترة الأول يبدأ الثاني، ثم أن اللّه قادر على تبديل حكمه وفق المتغيرات والظروف التي يمر فيها المجتمع، وذلك بهدف التدرج في الرسالة ثم تعويد المسلمين على تلقي الحكم.

والنسخ في الحقيقة كما يقول آية اللّه المدرسي : «هو تطوير أسلوب الحكم بما يتناسب مع تطور الحياة بالرغم من وجود ذات الحكم مثل حكم الصلاة كانت إلى المسجد الأقصى في الشرائع السابقة فتحولت إلى الكعبة فالصلاة هي الصلاة ولكن تغيرت قبلتها» .(7)

فالمصلحة اقتضت أن يوجد الحكم الأول إلى وقت محدد ثم انتهى ذلك الوقت بناء على المصلحة وجاءهم الحكم الثاني كما في آية التوجه في قوله تعالى : {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة : 115] فيذكر في تفسير ابن كثير في تفسيره لهذه الآية عن ابن عباس ‏)8) : أنها منسوخة بقوله تعالى‏ {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } [البقرة : 144]

وعن تفسير النعماني الذي نقله المجلسي ولخصه السيد علم الهدى في رسالة المحكم والمتشابه‏

عن علي (عليه السلام) : أنه كان رسول اللّه في أول مبعثه يصلي إلى بيت المقدس جميع أيام بقائه بمكة وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر فعيّرته اليهود وقالوا : أنت تابع لقبلتنا فأحزن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ذلك منهم فانزل اللّه تعالى عليه، وهو يقلب وجهه في السماء وينتظر الأمر {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة : 144] .(9)

_______________________

1.  مجمع البيان (ج1-2) ص 345 .

2.  مباحث في علوم القرآن ص 259 .

3.  عدة الأصول (ج2) ص 25 .

4.  مجمع البيان ص 277 .

5.  الفصول في الأصول ص 232 .

6.  القرآن في الإسلام ص 65 .

7.  من هدى القرآن (ج1) ص 229 .

8. تفسير ابن كثير (ج1) ص 157 .

9.  بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص 221 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .