المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

1- العصر الحجري القديم لاوربا
10-10-2016
غزوة بئر معونة
11-12-2014
التجارة الالكترونية والمستقبل
12-9-2020
التسليم
2023-07-25
تخلخل الهواء في أطباق السماء وعندها تتضايق الأنفاس
5-11-2014
تفسير الأية (22-26) من سورة مريم
2-9-2020


العصر  
  
3286   05:20 مساءً   التاريخ: 7-11-2017
المؤلف : عباس محمود العقاد .
الكتاب أو المصدر : ابراهيم ابو الانبياء
الجزء والصفحة : ص173-175.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / معجزاته /

معظم المنقبين يعينون تاريخ إبراهيم في زمن متوسط بين أوائل القرن الثامن عشر وأواخر القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ويجعلونه معاصرا لدولة الرعاة في محر ودولة العموريين في العراق.
وولادة الخليل في هذه الفترة ترجحها الكشوف والأحافير، كما ترجحها النتائج التي تمثلت في سيرته (عليه السلام)، وكلها دلائل على تنازع السيطرة، وتنازع العقائد، واضطراب الأمور، والاضطرار إلى الرحلة الدائمة من أور إلى آشور إلى فلسطين إلى محر إلى بيت المقدس ثم إلى صحراء الجنوب.
وتقترن زلازل الطبيعة وزلازل السياسة، فلا يستقر لأحد من المقيمين في ديارهم قرار، فضلا عن القبائل الرحل في طلب المرعى وطلب الأمان.
سقطت دولة بابل وغلبتها عليها قبائل عيلام من الشرق وقبائل عمور من الغرب، وعاش العموريون والعيلاميون تارة في قتال، وتارة في حلف مزعزع؛ خوفا من دولة الآشوريين في الشمال.
وسقطت دولة مصر وغلبتها قبائل الرعاة، ثم بقيت على خوف وحذر من الرق ومن فراعنة الجنوب الذين احتفظوا بعروشهم في الصعيد.
وليس أشقى من حياة العشائر الصغيرة بين هذه القلاقل وهذه المنازعات، التي يشترك فيها المغامرون من أبناء العشائر الكبرى وهم يزحفون للسيطرة على الدول كلما سنحت لهم الفرصة العاجلة، ولا يقنعون بالتحول من بقعة إلى بقعة طلبا للمراعي والأمان.
وكانت عشيرة الخليل صغيرة؛ ولا شك بالقياس إلى العموريين والرعاة وسائر القبائل التي تحتل بقاع الهلال الخصيب.
ولو لم تكن صغيرة لما أمكن أن تهاجر من جنوب العراق إلى شماله، إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط، إلى مصر إلى فلسطين كرة أخرى في حياة زعيم واحد.
وقد ألجأتها المجاعة إلى مصر، ولم تلجأ قبيلة أخرى إلى مثل هذه الهجرة من القبائل التي أصيبت بالمجاعة في صحراء فلسطين.
وحدث غير حادث يدل علي قلة هذه العشيرة في عددها وقوتها، وأنها ظلت علي هذه القلة بعد أيام إبراهيم وفي أيام يعقوب ... ومن أبرز الشواهد علي ذلك في حياة البداوة خاصة: أن جيرانها كانوا يجرئون علي نساء زعمائها، فطمع أبيمالك في سارة، واعتدى شكيم علي ابنة يعقوب، وكانت العشيرة نزيلة إلى جوار الأقوياء الذين يضيفونهم، أو يأبون ضيافتهم كما يشاءون.
وليس أشق من حياة عشيرة صغيرة بين العشائر الكبرى في أيام الزعازع وتقلب السلطان، ولا سيما الحياة إلى جوار البابلية، وكل سلطان جديد هناك فهو رب جديد يدين الناس بالعبادة، ويسومهم أن يسجدوا له، ولا يقنع منهم بطاعة الرعية للرعاة.
وقد حفظ لنا سفر دانيال مثلاً من شتى الأمثلة علي قيام هذه العبادات مع قيام السلاطين؛ فان السلطان الجديد يعلن ولايته بالطبول والزمور، ويفرض على كل مستمع أن يسجد لتمثاله على قارعة الطريق، ومن أبى السجود أحرقوه بالنار.
((فنبوخذنصر الملك صنع تمثالا من ذهب طوله ستون ذراعا، وعرضه ستة أذرع، ونصبه في بقعة دورا في ولاية بابل، ثم أرسل ليجمع المرازبة والشحن والولاة والقضاة والحزنة والفقهاء والمفتين وكل حكام الولايات؛ ليأتوا لتدشين التمثال، ونادى المنادي قد أمرتم أيها الشعوب والأمم والألسنة، عندما تسمعون صوت القرن والناي والعود والرباب والشيطر والمزمار، أن تخروا وتسجدوا لتمثال الذهب، ومن لا يخر ويسجد ففي تلك الساعة يلقى في أتون النار ...))
وحفظت لنا الألواح الآشورية صورة جيجو ملك إسرائيل ((سنة ٨٤٢ قبل الميلاد وهو ساجد يقبل الأرض بين يدي شلمنرر، ومن ورائه أمراء دولته يحملون الجزية صاغرين ... ومن كان يتقاضى الملوك أن يسجدوا له عند تقديم الطاعة ولا جرم يتقاضى الملوك أن يسجدوا له ويعبدوه، وبخاصة حين يؤسس دولة جديدة قامت علي أنقاض دولة ذاهبة، ولا بد له من توطيد هيبته، وقمع المخالفين له، وأولهم الذين ينكرون دينه كما ينكرون دنياه.
والحوادث التي أحصاها لنا الرواة من سيرة إبراهيم خليقة أن تحدث في مثل تلك الغرة، سواء منها ما حدث في العراق أو ما حدث في الطريق إلى وادي النيل.
وربما صح أنه عاصر حمورابي أو كان في عصر قريب من عصره، ولكن الأحوال لم تتغير قبل عصر حمورابي وبعد ولايته بسنوات، فهي أحوال الدولة المتبدلة والسيطرة المتقلبة، ومن علاماتها الكبرى أنها تدعو حمورابي إلى نقش أحكام شريعته، وإقامة الأنصاب التي تذكر الناس بتلك الأحكام، ولا يكون ذلك إلا آية من الآيات على أن الشريعة قد ئسيت وهانت واحتاجت إلى تذكير.
إن كانت شريعة جديدة فموعدها القمين بها زمان كذلك الزمان.
وقد كان إبراهيم زعيم قبيلة بادية، وكان تهافت العروش، وتبدل العبادات والكهانات من حوله خليقا أن يريبه في أمرها، وأن يحبب إليه النجاة من طوارقها وطوارئها، وكانت القبائل القوية حول العواصم تتنازع السلطان، فهي في شاغل بالسيطرة عن العيادة. 
أما العشيرة الصغيرة فهي مغلوبة على مرافقها وعلى ضمائرها، ولا عصمة لها إلا أن تعتصم بإله أقوى من الغالبين ومن المغلوبين: إله لا تحصره هياكل العاصمة وتماثيلها، ولا يتغير من بادية إلى بادية فوق بطاح الصحراء وتحت قبة السماء ...
إن وجود إبراهيم في عصر كذلك العصر حقيقة لا غرابة فيها، ولا محل فيها لاختراع المخرعين.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.