المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06

Main and subordinate clauses
31-1-2022
Derrick Norman Lehmer
2-4-2017
تأثير سكك الحديد.
2024-01-16
سلمان وأبو الدرداء
24-9-2020
النّفقة
29-9-2016
السيد محمد طاهر الحيدري
31-8-2020


تخلخل الهواء في أطباق السماء وعندها تتضايق الأنفاس  
  
2858   07:18 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص491-495.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2015 139644
التاريخ: 11-7-2016 1801
التاريخ: 7-10-2014 1889
التاريخ: 7-10-2014 1845

قال تعالى : {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام : 125] . 

التصعّد : محاولة أمر شاقّ بتكلّف وتحرّج ، يقال : تَصعّده الأمرُ وتصاعده أي شَقّ عليه وصَعُب .

وقد ذكر المفسّرون في معنى الآية وفي وجه هذا التشبيه الغريب : أنّ مَن يرد الله خذلانه يتركه وشأنه ، ومِن ثَمّ يمنعه مِن فيض ألطافه ، فيقسو قلبه وينبو عن قبول الحقّ وعن الاهتداء إلى جادّة الصواب ، فعنده يجد قلبه مطموساً مغلقاً عليه أبواب الرحمة ومنافذ النور ، فيجد نفسه في تضايق مِن الحياة ويتحرّج عليه العيش ، فحالة هكذا إنسان متعوس ، تُشبه حالة مَن يُحاول أمراً ممتنعاً عليه فيتكلّفه مِن غير جدوى ، كمحاولة الصعود إلى أطباق السماء ، ونتيجته ضيق النفس وكربة الصدر والرهق المُضني لا غير .

وهذا التفسير كان يصحّ لو كان التعبير ( كأنّما يَصّعّد إلى السماء ) لكن التعبير ( كأنّما يصعّدُ في السماءِ ) .

ولفظة ( التصعّد ) تعطي معنىً آخر هو : تضايق النفس وكربة الصدر والتحرّج ، يقال : تَصعّد نَفَسه أي صَعُب عليه إخراجه ، كما يُطلق ( الصعود ) و( الصَعَد ) على العقبة الكؤودة ... ويُستعاران لكلّ أمر شاقّ في المشقّة ، قال تعالى : {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا } [الجن : 17] أي شاقّاً أليماً للغاية ، وقال : {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا } [المدثر : 17] قال الراغب : أي عقبة شاقّة .

إذاً فمعنى ( كأنّما يصعّدُ في السماء ) : يُكابد الأمرين وتتضايق عليه الحياة ، كمَن يتضايق صدره ويتحرّج عليه التنفّس في جوّ خانق ، لا يصل الهواء الكافي إلى رئتيه ، وهذا كمَن يُحاول العيشة في جوّ السماء المتخلخل الهواء .

وتوضيحاً لهذا الجانب مِن تفسير الآية وبيان وجه الشبه لابدّ أن نُمهّد مقدّمة .

كان المُعتَقد قديماً أنّ الهواء لا وزن له ، حتّى سنة 1643م ، التي قد تمّ فيها اختراع آلة المرواز ( بارومتر ) على يد ( تروشللي ) ، وبواسطتها عُرف وزن الهواء فتبيّن عند ذاك أنّ الهواء مُكوّن مِن مجموعة مِن الغازات ، لكل منها وزن معيّن . ويُعرف وزن الهواء فوق أي نقطة معيّنة بالضغط الجوّي ، ويُمكن قياسه بواسطة البارومتر ، وقد عُرف الآن أنّ هذا الضغط عند مستوى البحر يُعادل ثقل عمود مِن الزئبق ، ارتفاعه حوالي 76 سم مكعب ، وهذا يساوي مِن الثقل زُهاء ألف غرام على كل سانتيمتر مربّع .

وقُدّر متوسّط ضغط الهواء على إنسان عند سطح البحر ما يعادل 14 طناً ، أي 14 مليون غرام ، لكنّه على ارتفاع 5 كيلو مترات مِن سطح البحر ، يقلّ هذا الوزن إلى 7 ملايين غرام ، فكلّما ارتفعنا عن سطح البر ، ينقص الضغط ، خصوصاً في طبقات عليا مِن الهواء ، حيث تقلّ كثافة الهواء فيخفّ وزنه بنسبة هائلة .

والواقع أنّ نصف الغاز الهوائي ـ أي كثافة الغلاف الهوائي ، سواء مِن حيث الوزن أم مِن حيث الضغط ـ يقع بين سطح البحر وارتفاع 6 آلاف متر ، كما أنّ ثلاثة أرباعه تقع تحت مستوى 120 ألف متر .

أمّا إذا ارتفعنا إلى مستوى 80 ألف متر فلا يبقى فوق ذلك أكثر من ( 1/20000 ) مِن الوزن الكلّي للهواء .

وبالجملة أنّ الهواء يخفّ ضغطه كلّما ارتفعنا ، فعلى ارتفاع ثلاثة أميال ونصف يكون الضغط نصف الضغط على سطح البحر ، وعلى ارتفاع سبعة أميال يكون الربع ، وعلى ارتفاع عشرة أميال يكون الثُمن ، ثمّ هو لا يَطّرد .

ويرجع نقص الضغط بالارتفاع إلى أُمور أهمّها :

1 ـ قلّة ارتفاع العمود الهوائي .

2 ـ فسحة الفضاء في الطبقات العليا ، ممّا يوجب تخلخلاً في الهواء .

3 ـ ابتعادها عن قوّة جذب الأرض ، التي كانت تُوجب ضغط الهواء في الطبقات السفلى الملاصقة للأرض خصوصاً .

4 ـ توفّر الغازات الخفيفة في الطبقة العليا بدل توفّر الغازات الثقيلة في الطبقة السفلى ، وعوامل أُخرى لا مجال لشرحها (1) .

وبعد ، فإنّ الهواء يضغط على أجسامنا مِن جميع الجوانب ، سوى أنّنا لا نشعر بتأثيره ولا بثقله وذلك ؛ لانّ الدم الذي يجري في عروقنا يُولّد ضغطاً على الجدران الداخلية للأوعية الدموية ، وهذا الضغط الداخلي يُوازن ضغط الهواء الواقع على أجسامنا فلا نشعر به ، ولكنّ الناس الذين يتسلّقون الجبال العالية يحسّون بضيق في التنفّس بسبب اختلال التوازن بين ضغط الهواء الخارجي  وضغط الدم .

وفي سنة 1862م حاول شخصان انگليزيان الصعود بمنطاد إلى أقصى ارتفاع ممكن ، فبلغا إلى حدّ سبعة أميال ، ولكنّهما عانيا مصاعب جمّة ، فتعذّر تنفسهما وأخذا ينزفان دماً مِن آذانهما وعيونهما وأنفيهما وحنجرتيهما ، ولم يستطع العلماء في بادئ الأمر تشخيص السبب ، حتى عرفوا فيما بعد أنّ الهواء يقلّ ضغطاً كلّما ارتفع ، فهو في الطبقات العليا أقلّ ضغطاً منه في الطبقات السفلى (2) .

وحيث إنّ الجلد الذي يُغطّي الأعضاء المذكورة ( الأُذن والعين والأنف والحنجرة ) رقيق جدّاً ( وهو مِن نوع الأغشية الرقيقة ) تعذّر عليه مقاومة ضغط الدم عندما يقلّ ضغط الهواء الخارجي فيتدفّق الدم مِن خلاله ويحصل النزيف ، ويصعب التنفّس بسبب هذا الضغط الداخلي .

وبذلك يتعسّر تنفّس الإنسان ويتضايق صدره ويكاد يختنق كلّما أخذ في الارتفاع عن سطح البحر متوغّلا في الفضاء .

وذلك بسبب قلّة الهواء وتخلخله الموجب لانخفاض الضغط الخارجي على الجسم ، ممّا يؤدّي لنقص معدّل مرور الهواء عبر الأسناخ الرئوية إلى الدم ، كما يُؤدّي انخفاض الضغط لتمدّد غازات المعدة والأمعاء التي تدفع الحجاب الحاجز للأعلى ، فيضغط على الرئتين ويعيق تمدّدها ، وكلّ ذلك يُؤدّي لصعوبة في التنفّس ، وضيق يزداد حَرجاً كلّما صَعد الإنسان عالياً ، حتى أنّه قد يحصل نزف من الأنف أو الفم يؤدّي أيضاً للوفاة .

وعامل آخر : انخفاض نسبة الأوكسجين في الارتفاعات العالية ، فهي تعادل 21% تقريباً مِن الهواء فوق سطح الأرض ، وتنعدم نهائياً في علو 67 ميلاً ، ويبلغ توتّر الأوكسجين في الأسناخ الرئوية عند سطح البحر 100 ملم ، ولا يزيد عن 25 ملم في ارتفاع 8 آلف متر ، حيث يفقد الإنسان وعيه بعد ( 2 ـ 3 ) دقائق ثمّ يموت (3) .

فسبحانه مِن عظيم ، في تعبيره هذا الدقيق : {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام : 125] فهو كمَن يحسّ بحرج في تنفّسه ، وتتضايق عليه الحياة بسبب ارتفاعه في طبقات عليا مِن الفضاء ، وليس تشبيهاً بمَن يحاول الصعود إلى السماء فيضيق صدره بسبب العجز ، هكذا يكشف العلم عن أسرار هذا الكتاب المبين {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص : 29]. 
________________________

(1) راجع التفصيل في كتاب بصائر جغرافية لرشيد رشدي : ص205 ـ 208 .

(2) مبادئ العلوم العامة : ص 57 .

(3) مع الطبّ في القرآن الكريم : ص 21 . 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .