المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16574 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإنسان الكامل حسب النظرية الوجودية في القرآن‏  
  
3918   07:21 مساءاً   التاريخ: 22-12-2014
المؤلف : جواد علي كسار
الكتاب أو المصدر : فهم القرآن دراسة على ضوء المدرسة السلوكية
الجزء والصفحة : ص 273- 280 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

تبقى نقطة بحاجة إلى إيضاح ترتبط بالإنسان ، فعند ما تتحدّث النظرية الوجودية عن التناظر بين القرآن والإنسان والعالم ، فإنّما تعني بالإنسان في الدرجة الاولى الإنسان الكامل الذي يعدّ الذروة العليا لتجلّيات الأسماء والصفات ، بل هو الكون الجامع والتجلّي الأكبر للاسم الأعظم ، ومن ثمّ فهو يمثّل على خطّ المعرفة المرتبة القصوى ، إذ هو يعيش الحقيقة القرآنية مباشرة وعيانا ، بل هو هي ، وهي هو قبل أن يفترقا في النزول ويصيران مظهرين وتجليين. ثمّ يلي هذا الإنسان من يليه بدرجات الكمال ، ويستمرّ التدرّج ليكون لكلّ إنسان حظّه من المعرفة الذي يتوازى مع كماله وسعته الوجودية.

فعند ما يصف الإمام الإنسان بأنّه «كون جامع وله بحسب المراتب النزولية والصعودية نشأت وظهورات وعوالم ومقامات ، فله بحسب كلّ نشأة وعالم لسان يناسب مقامه» (1) ، فإنّ المقصود بذلك في الدرجة الاولى هو الإنسان الكامل ، أو أنّ هذا الأخير هو المصداق الأتمّ لهذا التصوّر ثمّ يليه من يليه بالكمال.

هذه المنزلة التي يحظى بها الإنسان تبدو أوضح في النصّ التالي : «ثمّ اعلم أنّ الإنسان الكامل لكونه كونا جامعا وخليفة اللّه في الأرضين وآية اللّه على العالمين ، كان أكرم آيات اللّه وأكبر حججه ... فهو بوحدته واجد لجميع مراتب الغيب والشهادة ، وببساطة ذاته جامع لكلّ الكتب الإلهية ، كما في الآثار العلوية صلوات اللّه عليه :

أ تزعم أنّك جرم صغير            وفيك انطوى العالم الأكبر

وقال الشيخ الكبير محيى الدين العربي الأندلسي :

أنا القرآن والسبع المثاني‏                وروح الروح لا روح الأواني‏

... وقيل :

ليس من اللّه بمستنكر             أن يجمع العالم في واحد» (2) على أنّ الإنسان الكامل لا يحظى بهذه المرتبة الجامعة لنواميس الوجود في‏ مرتبتي الغيب والشهادة والملك والملكوت جزافا ، بل لموقعه إزاء الأسماء والصفات : «و الإنسان الكامل لكونه كونا جامعا ومرآة تامّة لجميع الأسماء والصفات الإلهية ، أتمّ الكلمات الإلهية ، بل هو الكتاب الإلهي الذي فيه كلّ الكتب الإلهية ، كما قال مولانا أمير المؤمنين وسيد الموحدين صلوات اللّه وسلامه عليه :

أ تزعم أنّك جرم صغير            وفيك انطوى العالم الأكبر

وأنت الكتاب المبين الذي‏         بأحرفه يظهر المضمر (3)»

لهذا الإنسان نشأة وكينونة غير هذه النشأة الترابية في العالم الأرضي ، تسبق بحسب تعبيرهم قوس النزول ، حيث يستدلّ الإمام عليها كما يلي : «قال اللّه تعالى‏ {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين : 4 ، 5] وهذا بحسب القوس النزولي ، ويدلّ على الكينونة السابقة قبل عالم الطبيعة» (4). ليس هذا فحسب بل له التقدّم على غيره من مظاهر الأسماء والصفات لأنّه المصداق الأتمّ للاسم الأعظم ، وما دامت بقية الأسماء تندرج تحت الاسم الأعظم ، فكذلك مظاهرها الوجودية وتجلّياتها في عالم الإمكان تندرج تحت سلطة المظهر الأعظم والمتمثّل بالإنسان الكامل. يكتب الإمام : «فالإنسان الكامل [جامع ل] جميع سلسلة الوجود وبه يتمّ الدائرة ، وهو الأوّل والآخر والظاهر والباطن ، وهو الكتاب الكلّي الإلهي. والاعتبارات الثلاثة يأتي فيه أيضا ، فإن اعتبر كتابا واحدا كان سرّه وروحه وعقله ونفسه وخياله وطبعه أبوابا وسورا ومراتب كلّ واحد منها آيات وكلمات إلهية ، وإن اعتبر كتبا متعدّدة كان كلّ واحد منها كتابا مستقلا له أبواب‏ وفصول ، وإنّ جمع بين الاعتبارين كان كتابا ذا مجلدات وقرآنا ذا سور وآيات ، فهو بالوجود التفريقي وباعتبار التكثّر فرقان ، كما ورد أنّ عليا عليه السّلام فيصل بين الحقّ والباطل ، وباعتبار الوجود الجمعي قرآن» (5).

على هذا يغدو من الطبيعي أن نقرأ في وصف هذا الإنسان : «اعلم أنّ الإنسان الكامل هو مثل اللّه الأعلى وآيته الكبرى وكتابه المستبين والنبأ العظيم ، وهو مخلوق على صورته ومنشؤه بيدي قدرته وخليفة اللّه على خليقته ، ومفتاح باب معرفته ، من عرفه فقد عرف اللّه ، وهو بكلّ صفة من صفاته وتجلّ من تجلياته آية من آيات اللّه» (6).

ذكرنا أنّ الإنسان الكامل استحقّ موقعه وهذه النعوت والأوصاف ، لأنّه التجلي الأكمل الأتمّ للأسماء والصفات خاصّة الاسم الأعظم : «واعلم أنّ الأسماء والصفات الإلهية كلّها كامل بل نفس الكمال ، لعدم النقص هناك حتّى يجبر ، وكلّ كمال ظهور كمال الأسماء الإلهية وتجلياتها ، وأكمل الأسماء هو الاسم الجامع لكلّ هذه الكلمات ، ومظهره الإنسان الكامل المستجمع لجميع الصفات والأسماء الإلهية والمظهر لجميع تجلياته» (7).

ما دمنا نتحرّك في نطاق الرؤية الوجودية التي تنظر إلى عالم الإمكان وما فيه بوصفه مظاهر وتجليات وآيات لأسماء اللّه وصفاته التي ترجع بأجمعها إلى الاسم الأعظم ، فمن المهمّ أن نلحظ مكانة هذا الاسم في نصوص هذه المدرسة لكي ندرك على أساس ذلك مكانة الإنسان الكامل الذي يعدّ مظهر ذلك الاسم. يكتب الإمام‏ موضّحا : «أمّا الاسم الأعظم بحسب مقام الالوهية والواحدية هو الاسم الجامع لجميع الأسماء الإلهية ، جامعية مبدئ الأشياء وأصلها لها والنواة للأشجار من الفروع والأغصان والأوراق ، أو اشتمال الجملة على أجزائها كالعسكر [على‏] الأفواج والأفراد. وهذا الاسم بالاعتبار الأوّل بل بالاعتبار الثاني أيضا حاكم على جميع الأسماء ، وجميعها مظهره ، ومقدّم بالذات على مراتب الإلهية» (8).

من الطبيعي أن يحظى مظهر هذا الاسم وتجليه في عالم الوجود بما لهذا الاسم من شمول وجامعية ، وأن يكون حاكما على مظاهر بقية الأسماء والصفات ممّا يقع دون الاسم الأعظم. لكن من هو متجلّى هذا الاسم ، أو من هو مصداقه أو مظهره في العالم الإنساني؟ يواصل الإمام النص المذكور آنفا بقوله : «لا يتجلّى هذا الاسم بحسب الحقيقة تامّا إلّا لنفسه ، ولمن ارتضى من عباده وهو مظهره التامّ ، أي صورة الحقيقة الإنسانية التي هي صورة جميع العوالم وهي مربوب هذا الاسم ، وليس في النوع الإنساني أحد يتجلّى له هذا الاسم على ما هو عليه إلّا الحقيقة المحمدية صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأولياؤه الذين يتحدون معه في الروحانية» (9).

تتقدّم هذه الرؤية خطوة اخرى إلى الأمام في بيان موقع الإنسان الكامل أو النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، من الاسم الأعظم حين نقرأ في نصوصها : «أمّا الاسم الأعظم بحسب الحقيقة العينية فهو الإنسان الكامل خليفة اللّه في العالمين ، وهو الحقيقة المحمّدية صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ... وهذه البنية المسماة بمحمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم النازلة من عالم العلم الإلهي إلى عالم الملك لخلاص المسجونين في سجن عالم الطبيعة ، مجملة تلك الحقيقة الكلّية ، وانطوى فيها جميع المراتب انطواء العقل التفصيلي في العقل البسيط الإجمالي» (10).

ليس غريبا أن يلجأ النص إلى استخدام الألفاظ ذاتها التي يصف بها بركة نزول القرآن إلى البشرية ، ويوحّد بينهما في الغاية ، إذ القرآن هو الآخر نزل ل «خلاص النفوس المنكوسة المسجونة من سجن الطبيعة وجهنامها ، وهداية غرباء هذا الديار الموحشة إلى أوطانها» (11). كما قوله أيضا : «إنّ نزول هذا الكتاب الإلهي العظيم من عالم الغيب الإلهي والقرب الربوبي ، لاستفادتنا نحن المهجورين ولخلاصنا نحن المسجونين في سجن الطبيعة والمغلولين في سلاسل هوى النفس المغلقة المكبّلين بآمالها ؛ نزوله بصورة اللفظ وصيرورته في هيئة الكلام ، إنّما هو من أعظم مظاهر الرحمة الإلهية المطلقة» (12).

ترجع واحدة من بواعث هذا التوحّد في الوصف بين الإنسان الكامل والقرآن ، إلى أنّ القرآن الكريم هو أيضا صورة الاسم الأعظم ونظير الإنسان الكامل ، بل حقيقتهما عند مقام الغيب واحدة ، ثمّ افترقا بالنزول : «هذا الكتاب الشريف هو صورة أحدية جمع جميع الأسماء والصفات ، ومعرّفا لمقام الحقّ المقدس بتمام الشئون والتجليات. بعبارة اخرى إنّ هذه الصحيفة النورانية صورة الاسم الأعظم تماما كما أنّ الإنسان الكامل هو صورة الاسم الأعظم أيضا؛ بل حقيقة هذين الاثنين في الحضرة الغيبة واحدة ، وإنّما تفرّقا في عالم التفرقة بحسب الصورة ، على حين أنّهما لن يفترقا أيضا بحسب المعنى. وهذا أحد معاني : «لن‏ يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» (13). فكما أنّ الحقّ تعالى خمّر طينة آدم الأوّل والإنسان الكامل بيدي الجلال والجمال ، فبيدي الجلال والجمال كذلك أنزل الكتاب الكامل والقرآن الجامع. وربما لهذه الجهة يقال له «قرآن» ؛ لأنّ مقام الأحدية جمع الوحدة والكثرة. لهذا لا يعدّ هذا الكتاب قابلا للنسخ والانقطاع ، لأنّ الاسم الأعظم ومظاهره أزليان وأبديان ، والشرائع كافة ما هي إلّا دعوة إلى هذه الشريعة والولاية المحمدية» (14).

النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو الإنسان الكامل والإنسان الكامل هو تجلّ للأسماء والصفات ، فالنبي تجلّ للأسماء والصفات وبخاصّة الاسم الأعظم ، والقرآن كذلك ، وعندئذ يكون النبي تجلّيا للقرآن النصّي مثلما أنّ هذا القرآن هو تجلّ للنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

هذه العلائق الوثيقة بين الإنسان والقرآن والأسماء والصفات تدلّل عليها نصوص الإمام بكثافة ، من ذلك قوله : «رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إنسان كامل يقع على رأس مخروط هذا العالم. والذات المقدسة للحق تعالى التي هي غيب وفي الوقت ذاته ظاهرة ، وتستجمع كلّ الكمال [الكمالات‏] على نحو غير متناه ، متجلّية في الرسول الأكرم بتمام الأسماء والصفات ، مثلما هي متجلّية في القرآن بتمام الأسماء والصفات» (15). وعن العلاقة التبادلية بين النبي والقرآن وكيف أنّ القرآن هو مفتاح معرفة النبي لأنّه مجلاة له وكاشف لحقيقته ، ومن ثمّ فهو مفتاح معرفة اللّه ، بحكم أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو التجلّي التام للحق سبحانه ؛ عن هذه العلاقة يواجهنا النص التالي : «القرآن معرّف الرسول الأكرم تماما كما الرسول الأكرم نفسه ... ولي اللّه‏ الأعظم جلوة تامّة للحق تعالى تماما كما القرآن أيضا ، فالقرآن هو كذلك جلوة تامّة للّه تعالى. بمعنى أنّ القرآن تجلّى بجميع الأسماء والصفات ، وأنّ ولي اللّه الأعظم والرسول الأكرم مع ما له من تلك الإشراقات التي لا معرفة لنا بها تحقّق في القرآن مع جميع الأسماء والصفات ... وكلّما بذل الإنسان جهدا في التأمّل بهذا الكتاب المقدس واهتم به أكثر ، سيكون له نصيب أكبر في معرفة من جاء به ، وأي إنسان كان» (16).

_____________________
(1)- شرح دعاء السحر : 129.

(2)- نفس المصدر : 146- 147.

(3)- نفس المصدر : 54.

(4)- شرح دعاء السحر : 55.

(5)- نفس المصدر.

(6)- نفس المصدر : 56.

(7)- نفس المصدر : 66.

(8)- نفس المصدر : 76- 77.

(9)- نفس المصدر : 77.

(10)- نفس المصدر : 77- 78.

(11)- نفس المصدر : 58.

(12)- آداب الصلاة : 66.

(13)- إشارة إلى حديث الثقلين الشهير ، ينظر : بحار الأنوار 2 : 100.

(14)- آداب الصلاة : 321.

(15)- صحيفه امام 12 : 421 ، والنص يعود إلى سنة 1980.

(16)- نفس المصدر 20 : 408 ، والنص يعود إلى السنة 1987.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .