المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

أسس توزيع المواد على الصفحات
11-7-2020
الفرق بين القاعدة الفقهيّة والقاعدة الاصولية
21-9-2016
الجميع يرجون السعادة
2023-03-30
كيفية اثبات الطعون الكيدية
13/10/2022
Laterals
27-6-2022
المظاهر الطبيعية للنرويج
2024-09-08


الولايات بالنواحي أيام المعتز  
  
808   03:05 مساءً   التاريخ: 8-10-2017
المؤلف : ابن خلدون
الكتاب أو المصدر : تاريخ ابن خلدون، الكتاب الثاني
الجزء والصفحة : ص 423- 431
القسم : التاريخ الاسلامي / الدولة العباسية / خلفاء بني العباس المرحلة الثانية / عصر سيطرة العسكريين الترك / المعتزبالله /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2017 852
التاريخ: 9-10-2017 717
التاريخ: 8-10-2017 695
التاريخ: 8-10-2017 716

الولايات بالنواحي أيام المعتز

 كانت الفتنة قد ملأت نواحي الدولة من أطرافها وأوساطها.

 واستولى بنو سامان على ما وراء النهر والصفار على سجستان وكرمان وملك فارس من يد عمال الخليفة وانتزع خراسان من بني طاهر وكلهم مع ذلك يقيمون دعوة الخليفة.

 وغلب الحسن بن زيد على طبرستان وجرجان منازعا بالدعوة ومحاربا بالديلم لابن سامان والصفار وعساكر الخليفة بأصبهان.

 واستولى صاحب الزنج على البصرة والأبلة إلى واسط وكور دجلة منازعا للدعوة ومشاققا وأضرم تلك النواحي فتنة ولم يزل الموفق في محاربته حتى حسم علته وقطع أثره.

 واضطرمت بلاد الموصل والجزيرة فتنة بخوارج السراة وبالقرب من بني شيبان وتغلب بالأكراد.

 واستولى ابن طولون على مصر والشام مقيما لدعوة الخلافة العباسية وابن الأغلب بأفريقية كذلك وأما المغرب الأقصى والأندلس فاقتطعا عن المملكة العباسية منذ أزمان كما قلنا ولم يكن للمعتمد مدة خلافته كلها حكم ولا أمر ونهي وإنما كان مغلبا لأخيه الموفق وتحت استبداده ولم يكن لهما جميعا كبير ولاية في النواحي باستيلاء من استولى عليها ممن ذكرناه إلا بعض الأجناس فلنذكر ما وصل إلينا من هذه الولايات أيام المعتمد.

 فلأول ولايته استوزر عبيد الله بن يحيى بن خاقان و بعث جعلان لحرب الزنج بالبصرة فكان أمره معهم كما مر ثم ولى عيسى بن الشيخ من بني شيبان على دمشق فاستأثر بها و منع الخراج و جاءه حسين الخادم من بغداد يطلب المال فاعتذر بأنه أنفقه على الجند فكتب له المعتمد عهده في أرمينية ليقيم بها دعوته و قلد أماجور دمشق و أعمالها فسار إليها و أنفذ عيسى بن الشيخ ابنه منصورا لقتال أماجور في عشرين ألفا فانهزموا و قتل منصور و سار عيسى إلى أرمينية على طريق الساحل و دخل أماجور دمشق و في سنة ست و خمسين سار موسى بن بغا لحرب مساور الخارجي فلقيه ساحة جائعين فنال الخوارج منهم و فيها كان وثوب محمد بن واصل بن إبراهيم التميمي على الحرث بن سيما عامل فارس فقتله و غلب عليها كما مر و فيها غلب الحسن بن زيد الطالبي على الري فسار إليها موسى بن بغا و غلب على عساكر الحسن و ظهر علي بن زيد بالكوفة و ملكها و بعث المعتمد لمحاربته كيجور التركي فخرج عنها إلى القادسية ثم إلى ختان ثم إلى بلاد بني أسد و غزاه كيجور من الكوفة فأوقع به و عاد إلى الكوفة ثم إلى سر من رأى و في سنة سبع و خمسين عقد المعتمد لأخيه الموفق على الكوفة و الحرمين و اليمن ثم على بغداد و السواد إلى البصرة و الأهواز و أمره أن يعقد ليارجوج على البصرة و كور دجلة و اليمامة و البحرين مكان سعيد الحاجب و عقد يارجوج على ذلك لمنصور بن جعفر الخياط و نزل الأهواز ثم عقد المعتمد حرب الزنج بالبصرة لأحمد بن المولد فسار إليها و قاتل الزنج و كان بالبطائح سعيد بن أحمد الباهلي متغلبا عليها فأخذه ابن المولد و بعث به إلى سامرا و فيها تغلب يعقوب الصفار على فارس و بعض أعمال خراسان و ولاه المعتمد ما غلب عليها و فيها غلب الحسن بن زيد على خراسان و انتقضت على ابن طاهر أعمال خراسان و فيها اقتطع المعتمد مصر و أعمالها ليارجوج التركي فولى عليها أحمد بن طولون و مات يارجوج لسنة بعدها فاستبد ابن طولون بها و كان عبد العزيز بن أبي دلف على الري فخرج عليها خوفا من جيوش ابن زيد صاحب طبرستان فبعث الحسن من قرابته القاسم بن علي القاسم فأساء فيها السيرة و في سنة ثمان و خمسين قتل منصور بن جعفر الخياط في حرب الزنج و ولي يارجوج على أعمال منصور فولى عليها أصطيخور و هلك في حرب الزنج و عقد المعتمد للموفق على ديار مصر و قنسرين و العواصم و بعثه لحرب الزنج و معه مفلح فهلك في تلك الحرب و عقد المعتمد على الموصل و الجزيرة لمسرور البلخي فكانت بينه و بين مساور الشيباني حروب و كذلك بين الأكراد و اليعقوبية و أوقع بهم كما مر و فيها رجع أحمد بن واصل إلى طاعة السلطان و سلم فارس للحسن بن الفياض و في سنة تسع و خمسين كان مهلك أصطيخور بالأهواز فأمر المعتمد موسى بن بغا بالمسير لحرب الزنج كما مر و فيها ملك يعقوب الصفار خراسان و قبض على محمد بن طاهر و كان لمنكجور على الكوفة فسار عنها إلى سامرا بغير إذن و أمر بالرجوع فأبى فبعث المعتمد عدة من القواد فلقوه بعكبر فقتلوه و حملوا رأسه و فيها غلب الحسن بن زيد على قومس و ملكها و كانت وقعة بين محمد بن الفضل بن نيسان و بين دهشودان ابن حسان الديلي فهزمه محمد و فيها غلب شركب الحمال على مرو و نواحيها و في سنة ستين أقام يعقوب بن الصفار الحسن بن زيد فهزمه و ملك طبرستان كما مر و أخرج أهل الموصل عاملهم أتكوتكين بن أساتكين فبعث عليهم أساتكين إسحق ابن أيوب في عشرين ألفا و معه حمدان بن حمدون الثعلبي فامتنع أهل الموصل منهم و ولوا عليهم يحيى بن سليمان فاستولى عليها و فيها قتلت الأعراب منحور والى حمص فولى بكتر و ولى على أذربيجان الرذيني عمر بن علي لما بلغه أن عاملها العلاء بن أحمد الأزدي فلج فلما أتى الرذيني حاربه العلاء فانهزم و قتل و استولى الرذيني على مخلفه قريبا من ألفي ألف و سبعمائة الف درهم و فيها سار علي بن زيد القائد بالكوفة إلى صاحب الزنج فقتله و في سنة احدى و ستين عقد المعتمد لموسى بن بغا على الأهواز و البصرة و البحرين و اليمامة مضافا لما بيده فولاها موسى عبد الرحمن بن مفلح و بعثه لحرب ابن واصل فهزمه ابن واصل و أسره كما مر و رأى موسى بن بغا اضطراب تلك الناحية فاستعفى منها و وليها أبو الساج و ملك الزنج الأهواز من يده فصرف عن ولايتها و وليها إبراهيم بن سيما و ولي محمد بن أوس البلخي طريق خراسان ثم جاء الصفار إلى فارس فغلب عليها ابن واصل كما مر فجهز المعتمد أخاه الموفق إلى البصرة بعد أن ولاه المعتمد عهده بعد ابنه جعفر كما ذكرناه و بعث الموفق ابنه أبا العباس لحرب الزنج فتقدما بين يديه و فيها فارق محمد بن زيد ولاية يعقوب الصفار و سار ابن أبي الساج إلى الأهواز و طلب أن يوجه الحسين بن طاهر بن عبد الله بن طاهر إلى خراسان و فيها استبد نصر بن أحمد بن سامان بسمرقند و ما وراء النهر و ولى أخاه إسمعيل بخارى و فيها ولى المعتمد على الموصل الخضر بن أحمد بن عمر بن الخطاب و فيها رجع الحسين بن زيد إلى طبرستان و أخرج منها أصحاب الصفار و أحرق سالوس لممالأة أهلها الصفار و أقطع ضياعهم للديلم و فيها نادى المعتمد في حاج خراسان و الري و طبرستان و جرجان بالنكير على ما فعله الصفار في خراسان و ابن طاهر و إنه لم يكن عن أمره و لا ولاه و فيها قتل مساور الشاربي يحيى ابن جعفر من ولاة خراسان فسار مسرور البلخي في طلبه و الموفق من ورائه و في سنة اثنتين وستين كانت الحرب بين الموفق و الصفار و استولى الزنج على البطيحة و دسيميسان و ولى على الأهواز كما ذكرنا و بعث مسرور البلخي أحمد بن ليتونة لحربهم كما مر و فيها ثار أحمد بن عبد الله الخجستاني في خراسان بدعوة بني طاهر و غلب عليها الصفار إلى أن قتل كما مر ذكره و فيها وقعت مغاضبة بين الموفق و ابن طولون فبعث إليه الموفق موسى بن بغا فأقام بالقة حولا و عجز عن المسير لقلة الأموال فرجع إلى العراق و فيها انصرف عامل الموصل و هو القطان صاحب مفلح فقتله الأعراب بالبرية و في سنة ثلاث و ستين استولى الصفار على الأهواز و مات مساور الشاربي و هو قاصد لقاء العساكر السلطانية بالتواريخ فولى الخوارج مكانه هرون بن عبد الله البلخي فاستولى على الموصل و فيها ظفر أصحاب الصفار بابن واصل و فيها هزم ابن أوس من طريق خراسان و عاد إلى الموصل و فيها ظفر أصحاب الصفار بابن واصل و أسروه و مات عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المعتمد فاستوزر مكانه الحسن بن مخلد و كان موسى بن بغا غائبا في غزو العرب فلما قدم خافه الحسين و تغيب فاستوزر مكانه سليمان بن وهب و فيها غلب أخو شركب الحمال على نيسابور و خرج عنها الحسين بن طاهر إلى مرو و بها خوارزم شاه يدعو لأخيه محمد و فيها ملك صاحب الزنج مدينة واسط و قاتله دونها محمد بن المولد فهزمه و دخلها و استباحها و فيها قبض المعتمد على وزيره سليمان بن وهب و ولى مكانه الحسن بن مخلد و جاء الموفق مع عبد الله بن سليمان شفيعا فلم يشفعه فتحول إلى الجانب الغربي مغاضبا و اختلفت الرسل بينه و بين المعتمد و كان مع الموفق مسرور كيغلغ و أحمد بن موسى بن بغا ثم أطلق سليمان و دعا إلى الجوسق و هرب محمد بن صالح ابن شيرزاده و القواد الذين كانوا بسامرا مع المعتمد خوفا من الموفق فوصلوا إلى الموصل و كتب الموفق لأحمد بن أبي الأصبغ في قبض أموالهم و فيها مات أماجور عامل دمشق و ملك ابن طولون الشام و طرسوس و قتل عاملها سيما و في سنة خمس و ستين ولي مسرور البلخي على الأهواز و هزم الزنج و فيها مات يعقوب الصفار و قام بأمره أخوه عمر ولاه الموفق مكانه أخيه بخراسان و أصبهان و سجستان و السند و كرمان و الشرطة ببغداد و فيها وثب القاسم بن مهان بدلف ابن عبد العزيز بن أبي دلف بأصبهان فوثب جماعة من أصحاب دلف بالقاسم فقتلوه فولي أصبهان أحمد بن عبد العزيز أخو دلف و فيها لحق محمد بن المولد بيعقوب الصفار و قبضت أمواله و عقاره ببغداد و فيها حبس الموفق سليمان بن وهب و ابنه عبد الله و صادرهما على تسعمائة ألف دينار و فيها ذهب موسى بن أتامش و إسحق بن كنداجق و الفضل بن موسى بن بغا مغاضبين و بعث الموفق في أثرهم صاعد بن مخلد فردهم من صرصر و فيها استوزر الموفق أبا الصقر إسمعيل بن بلبل و في سنة ست و ستين ملك الزنج رامهرمز و غلب أساتكين على الري و أخرج عنها عاملها فطلقت ثم مضى إلى قزوين و بها أخوه كيغلغ فصالحه ملكها و فيها ولي علي بن الليث على الشرطة ببغداد عبيد الله بن عبد الله طاهر و على أصبهان أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف و على الحرمين و طريق مكة محمد بن أبي الساج و ولى الموفق على الجزيرة أحمد بن موسى بن بغا فولى من قبله على ديار ربيعة موسى بن أتامش فغضب لذلك إسحق ابن كنداجق و فارق عسكر موسى و سار إلى بلد و أوقع بالأكراد اليعقوبية ثم لقي ابن مساور الخارجي فقاتله و سار إلى الموصل و طلب من أهلها المال و خرج على ابن داود لقتاله مع إسحق بن أيوب و حمدان و كانت بينهم حروب أخرها المعتمد لإسحق بن كنداجق على الموصل و قد مر ذلك من قبل و فيها قتل أهل حمص عاملها عيسى الكرخي و فيها كانت بين لؤلؤ غلام ابن طولون و بين موسى بن أتامش وقعة برأس عين و أسره لؤلؤ و بعث به إلى الرقة ثم لقيه أحمد بن موسى فاقتتلوا و غلب أحمد أولا ثم كر لؤلؤ فغلبهم و انتهوا إلى قرقيسيا ثم ساروا إلى بغداد و سامرا و فيها أوقع أحمد بن عبد العزيز ببكتم فانهزم و لحق ببغداد و أوقع الخجستاني بالحسن بن زيد بجرجان فلحق بآمد و ملك الخجساني جرجان و أقطعه من طبرستان و استخلف على سارية الحسن ابن محمد بن جعفر بن عبد الله العقيقي بن حسين الأصفر بن زيد العابدين فلما انهزم الحسن بن زيد أظهر الحسن بن محمد أنه قتل و دعا لنفسه و حاربه الحسن بن زيد فظفر به و قتله و فيها ملك الخجستاني نيسابور من يد عامل ابن عمرو بن الليث و فيها في صفر زحف الموفق لقتال صاحب الزنج فلم يزل يحاصره حتى اقتحم عليه مدينته و قتله منتصف سنة سبعين و فيها كانت الحرب بالمدينة بين بني حسن و بني جعفر و في سنة سبع و ستين كانت الفتنة بالموصل بين الخوارج و فيها حبس السلطان بن عبد الله بن طاهر و جماعة من بيته و اتهمه عمرو بن الليث بممالأة الخجستاني و الحسين بن طاهر أخيه فكتب إلى المعتمد و حبسه و فيها كانت بين كيقلغ التركي و أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف و انهزم أحمد و ملك كيقلغ همذان فزحف إليه أحمد بن عبد العزيز فهزمه وملك همذان و سار كيقلغ إلى الصحيرة و فيها أزال الخجستاني ذكر محمد بن طاهر من المنابر و دعا لنفسه بعد المعتمد و ضرب السكة باسمه و جاء يريد العراق فانتهى إلى الري ثم رجع و فيها أصحاب أبي الساج بالهيثم العجلي صاحب الكوفة و غنموا عسكره و فيها أوقع أبو العباس بن الموفق بالأعراب الذين كانوا يجلبون الميرة بالزنج من بين تميم و غيرهم و في سنة ثمان و ستين كان مقتل الخجستاني و أصحابه بعده على رافع بن هرثمة من قواد بني طاهر و ملك بلاد خراسان و خوارزم و فيها انتقض محمد بن الليث بفارس على أخيه عمرو فسار إليه و هزمه و استباح عسكره و ملك أصطيخور و شيراز و ظفر به فحبسه كما مر و فيها كانت وقعة بين أتكوتكين بن أساتكين و بين أحمد بن عبد العزيز ابن أبي دلف فهزمه أتكوتكين و غلبه على قم و فيها بعث عمرو بن الليث عسكرا إلى محمد بن عبد الله الكردي و فيها انتقض لؤلؤ على مولاه أحمد بن طولون و سار إلى الموفق و قاتل معه الزنج و فيها سار المعتمد إلى ابن طولون بمصر مغاضبا لأخيه الموفق و كتب الموفق إلى إسحق بن كنداجق بالموصل بردة فسار معه إلى آخر عمله ثم قبض على القواد الذين معه و رده إلى سامرا و فيها وثب العامة ببغداد بأميرهم الخلنجي و كان كاتب عبيد الله بن طاهر و قتل غلام له امرأة بسهم فلم يعدهم عليه فوثبوا به و قتلوا من أصحابه و نهبوا منزله و خرج هاربا فركب محمد بن عبد الله و استرد من العامة ما نهبوه و فيها وثب بطرسوس خلق من أصحاب ابن طولون و عامله على الثغور الشامية فاستنفذ أهل طرسوس من يده و زحف إليهم ابن طولون فامتنعوا عليه و رجع إلى حمص ثم إلى دمشق و فيها كانت وقعة بين العلويين و الجعفريين بالحجار فقتل ثمانية من الجعفريين و خلصوا عامل المدينة من أيديهم و فيها عقد هرون بن الموفق لأبي الساج على الأنبار و الرحبة و طريق الفرات و ولى محمد بن أحمد على الكوفة و سوادها و دافعه عنها محمد بن الهيثم فهزمه محمد و دخلها و فيها مات عيسى بن الشيخ الشيباني عامل أرمينية و ديار بكر و فيها عظمت الفتنة بين الموفق و ابن طولون فحمل المعتمد على لعنة و عزله و ولى إسحق بن كنداجق على أعماله إلى أفريقية و على شرطة الخاصة و قطع ابن طولون الخطبة للموفق و اسمه من الطرر و فيها ملك ابن طولون الرحبة بعد مقاتلة أهلها و هرب أحمد بن مالك بن طوق إلى الشام ثم سار إلى ابن الشماخ بقرقيسيا و في سنة سبعين كان مقتل صاحب الزنج و انقراض دعوته و وفاة الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان و قيام أخيه محمد بأمره و وفاة أحمد بن طولون صاحب مصر و ولاية ابنه خمارويه و مسير إسحق بن كنداجق بابن دعامس عامل الرقة و الثغور و العواصم لابن طولون و في سنة إحدى و سبعين ثار بالمدينة محمد و علي ابنا الحسن بن جعفر بن موسى الكاظم و قتلا جماعة من أهلها و نهبا أموال الناس و منعا الجمعة بمسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم شهرا و فيها عزل المعتمد عمرو بن الليث من خراسان فقاتله أحمد بن عبد الله بن أبي دلف بأصبهان و هزمه و فيها استعاد خمارويه الشام من يد أبي العباس بن الموفق و فر إلى طرسوس كما تقدم و فيها عقد المعتمد لأحمد بن محمد الطائي على المدينة و طريق مكة و كان يوسف محمد بن أبي الساج والي مكة و جاء بدر غلام الطائي أميرا على الحاج فحاربه يوسف على باب المسجد الحرام و أسره فسار الجند و الحاج بيوسف و أطلقوا بدرا من يده و حملوا يوسف أميرا إلى بغداد و في منتصف سنة اثنتين و سبعين غلب أتكوتكين على الري من يد محمد بن زيد العلوي سار هو من قزوين في أربعة آلاف و محمد بن زيد من طبرستان في الديلم و أهل خراسان فانهزموا و قتل منهم ستة آلاف و فيها ثار أهل طرسوس بأبي العباس بن الموفق و أخرجوه إلى بغداد و ولوا عليهم بازيار و فيها توفي سليمان ابن وهب في حبس الموفق و فيها دخل حمدان بن حمدون و هرون مدينة الموصل و فيها قدم صاعد بن مخلد الوزير من فارس و قد كان بعثه الموفق إليها لحرب فرجع إلى واسط و ركب القواد لاستقباله فترجلوا إليه و قبلوا يده و لم يكلمهم ثم قبض الموفق على جميع أصحابه و أهله و نهب منازلهم و كتب إلى بغداد بقبض ابنه أبي عيسى و صالح و أخيه عبدون و استكتب مكانه أبا الصقر إسمعيل بن بلبل و اقتصر به على الكتابة و فيها جاء بنو شيبان إلى الموصل فعاثوا في نواحيها و أجمع هرون الشاربي و أصحابه على قصدهم و كتب إلى أحمد بن حمدون الثعلبي فجاءه و ساورا إلى الموصل و عبروا الجانب الشرقي من دجلة ثم ساورا إلى نهر الحارد فلما تراءى الجمعان انهزم هرون و أصحابه و انجلى سوى عنها و في سنة ثلاث و سبعين وقعت الفتنة بين ابن كنداجق و بين ابن أبي الساج و سار ابن أبي الساج إلى ابن طولون و استولى على الجزيرة و الموصل و خطب له فيها و قاتل الشراة كما ذكرنا و فيها قبض الموفق على لؤلؤ غلام ابن طولون و صادره على أربعمائة ألف دينار و بقي في إدبار إلى أن عاد إلى مصر أيام هرون بن خمارويه و في سنة أربع و سبعين سار الموفق إلى فارس فاستولى عليها من يد عمرو بن الليث و رجع عمرو إلى كرمان و سجستان و عاد الموفق إلى بغداد و في سنة خمس و سبعين نقض ابن أبي الساج طاعة خمارويه و قاتله خمارويه فهزمه و ملك الشام من يده و سار إلى الموصل و خمارويه في اتباعه إلى بغداد و لحق ابن أبي الساج بالحديثة فأقام بها إلى أن رجع خمارويه و كان إسحق ابن كنداج قد جاء إلى خمارويه فبعث معه جيشا و قواد في طلب ابن أبي الساج و اشتغل بعمل السفن للعبور إليه فسار ابن أبي الساج عنها إلى الموصل و اتبعه ابن كنداج و سار إلى الرقة فاتبعه ابن أبي الساج و كتب إلى الموفق يستأذنه في اتباعه إلى الشام و جاء ابن كنداج بالعساكر من عند خمارويه و أقام على حدود الشام ثم هزم ابن أبي الساج فسار إلى الموفق و ملك ابن كنداج ديار ربيعة و ديار مضر و قد تقدم ذكر ذلك و فيها خرج أحمد بن محمد الطائي من الكوفة لحرب فارس العبدي و كان يخيف السابلة فهزمه العبدي و كان الطائي على الكوفة و سوادها و طريق خراسان و سامرا و شرطة بغداد و خراج بادر دباد قطربل و فيها قبض الموفق على ابنه أبي العباس و حبسه و فيها ملك رافع بن هرثمة جرجان من يد محمد بن زيد و حاصره في استراباذ نحوا من سنتين ثم فارقها الجيش لحربه فسار و عن سارية و عن طبرستان سنة سبع و سبعين و استأمن رستم بن قارن إلى رافع و قدم عليه علي بن الليث من حبس أخيه بكرمان هو و ابناه العدل و الليث و رافع على سالوس محمد بن هرون و جاء إليه علي بن كاني مستأمنا فحصرهما محمد بن زيد و سار إليه رافع ففر إلى أرض الديلم و رافع في اتباعه إلى حدود قزوين فسار فيها و أحرقها و عاد إلى الري و في سنة ست و سبعين رضي المعتمد عن عمرو بن الليث و ولاه و كتب اسمه على الأعلام و ولى على الشرطة ببغداد من قبله عبيد الله ابن عبد الله بن طاهر ثم انتقض فأزيل و فيها كان مسير الموفق إلى الجبل لأتكوتكين و محاربة أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف و قد تقدم ذلك و فيها ولى الموفق ابن أبي الساج على أذربيجان فسار إليها و دافعه عبد الله ابن حسن الهمداني صاحب مراغة فهزمه ابن أبي الساج و استقر في عمله و فيها زحف هرون الشاري من الحديثة إلى الموصل يريد حربها ثم صانعه أهل الموصل و رحل عنهم و في سنة سبع و سبعين دعا مازيار بطرسوس لخمارويه بن أحمد بن طولون و كان أنفذ إليه ثلاثين ألف دينار و خمسمائة ثوب و خمسمائة مطرف و سلاحا كثيرا و بعث إليه بعد الدعاء بخمسين ألف دينار و في سنة ثمان و سبعين كانت وفاة الموفق و بيعة المعتضد بالعهد كما مر و فيها كان ابتداء أمر القرامطة و قد تقدم و في سنة تسع و سبعين خلع جعفر بن المعتمد و قدم عليه المعتضد و كانت الحرب بين الخوارج و أهل الموصل و بين بني شيبان و على بني شيبان هرون بن سيما من قبل محمد ابن إسحق بن كنداج ولاه عليها فطرده أهلها فزحف إليهم مع بني شيبان و دافع عن أهل الموصل هرون الشاري و حمدان بن حمدون فهزمهم بنو شيبان و خاف أهل الموصل من ابن سيما و بعثوا إلى بغداد يطلبون واليا فولى المعتمد عليهم محمد بن يحيى المجروح الموكل بحفظ الطريق و كان ينزل الحديثة فأقام بها أياما ثم استبدل منه بعلي بن داود الكردي.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).