أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017
721
التاريخ: 14-12-2018
4190
التاريخ: 17-11-2016
697
التاريخ: 5-5-2017
1015
|
في سنة إحدى وسبعين قتل مصعب بن الزبير في جمادى الآخرة واستولى عبد الملك بن مروان على العراق وسبب ذلك أن عبد الملك بن مروان لما قتل عمرو بن سعيد بن العاص وضع السيف فقتل من خالفه فصفا له الشام فلما لم يبق له مخالف فيه أجمع المسير إلى مصعب بن الزبير بالعراق فاستشار أصحابه في ذلك فأشار يحيى بن الحكم بن أبي العاص عمه بأن يقنع بالشام ويترك ابن الزبير والعراق وكان يقول عبد الملك من أراد صواب الرأي فليخالف يحيى وقال بعضهم إن العام جدب وقد غزوت سنتين فلم تظفر فأقم عامك هذا فقال عبد الملك الشام بلد قليل المال ولا آمن نفاده وقد كتب كثير من أشراف العراق يدعونني إليهم وقال أخوه محمد بن مروان الرأي أن تطلب حقك وتسير إلى العراق فإني أرجوا أن الله ينصرك وقال بعضهم الرأي أن تقيم وتبعث بعض أهلك وتمده بالجنود فقال عبد الملك إنه لا يقوم بهذا الأمر إلا قرشي له رأي ولعلي أبعث من له شجاعة ولا رأي له وإني بصير بالحرب شجاع بالسيف إن احتجت إليه ومصعب شجاع من بيت شجاعة ولكنه لا علم له بالحرب يحب الخفض ومعه من يخالفه ومعي من ينصح لي فلما عزم على المسير ودع زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية فبكت وبكى جواريها لبكائها فقال قاتل الله كثير عزة لكأنه يشاهدنا حين يقول:
إذا ما أراد الغزو لم يثن همه *** حصان عليها نظم درٍ يزينها
نهتــه فلما لم تر النهي نافعاً ***بكت فبكى مما شجاها قطينها
وسار عبد الملك إلى العراق فلما بلغ مصعبا مسيره وهو بالبصرة أرسل إلى المهلب وهو يقاتل الخوارج يستشيره وقيل بل أحضره عنده فقال لمصعب اعلم أن أهل العراق قد كاتبوا عبد الملك وكاتبهم فلا تبعدني عنك فقال له مصعب إن أهل البصرة قد أبوا أن يسيروا حتى أجعلك على قتال الخوارج وهم قد بلغوا سوق الأهواز وأنا أكره إذ سار عبد الملك إلي أن لا أسير إليه فاكفني هذا الثغر فعاد إليهم وسار مصعب إلى الكوفة معه الأحنف فتوفي بالكوفة وأحضر مصعب إبراهيم بن الأشتر وكان على الموصل والجزيرة فلما حضر عنده جعله على مقدمته وسار حتى نزل باجميرا وهي قريب من أوانا وهي من مسكن فعسكر هناك وسار عبد الملك وعلى مقدمته أخوه محمد بن مروان وخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد فنزلوا قرقيسيا وحصروا زفر بن الحرث الكلابي ثم صالحهم ، وسير زفر ابنه الهذيل مع عبد الملك وكان معه ثم لحق بمصعب بن الزبير فلما اصطلحا سار عبد الملك ومن معه فنزلوا بمسكن قريبا من عسكر مصعب بين العسكرين ثلاثة فراسخ ويقال فرسخان وكتب عبد الملك إلى أهل العراق من كاتبه ومن لم يكاتبه وبذل لجميعهم أصبهان طعمة وقيل إن كل من كاتبه طلب منه امرة أصبهان فقال أي شيء أصبهان هذه حتى كلهم يطلبها فكل منهم أخفى كتابه إلا إبراهيم بن الأشتر فإنه أحضر كتابه عند مصعب مختوما فقرأه مصعب فإذا هو يدعوه إلى نفسه ويجعل له ولاية العراق فقال له مصعب أتدري ما فيه قال لا قال يعرض عليك كذا وكذا وإن هذا لما يرغب فيه فقال إبراهيم ما كنت لأتقلد الغدر والخيانة ووالله ما عند عبد الملك من أحد من الناس بأياس منه مني ولقد كتب إلى أصحابك كلهن مثل الذي كتب إلي فأطعني واضرب أعناقهم قال أذا لا يناصحني عشائرهم قال فأوقرهم حديدا وابعث بهم إلى أبيض كسرى واحبسهم هناك ووكل بهم من إن غلبت وتفرقت عشائرهم عنك ضرب رقابهم وإن ظهرت مننت على عشائرهم بإطلاقهم فقال إني لفي شغل عن ذلك فرحم الله أبا بحر يعني الأحنف بن قيس إن كان ليحذرني أهل العراق ويقول هم كالمومسة تريد كل يوم بعلا وهم يريدون كل يوم أميرا فلما رأى قيس بن الهيثم ما عزم أهل العراق عليه من الغدر بمصعب قال لهم ويحكم لا تدخلوا أهل الشام عليكم فوالله لئن يطعموا بعيشكم ليضيقين عليكم منازلكم والله لقد رأيت سيد أهل الشام على باب الخليفة يفرح أن أرسله في حاجة ولقد رأيتنا في الصوائف وإن زاد أحدنا على عدة أجمال وإن الرجل من وجوههم ليغزو على فرسه وزاده خلفه فلم يسمعوا منه فلما تدانى العسكران أرسل عبد الملك إلى مصعب رجلا من كلب وقال له اقرئ ابن اختك السلام وكانت أم مصعب كلبية وقل له يدع دعاءه إلى أخيه وادع دعائي إلى نفسي ويجعل الأمر شورى فقال له مصعب قل له السيف بيننا فقدم عبد الملك أخاه محمدا وقدم مصعب إبراهيم بن الأشتر فالتقيا فتناوش الفريقان فقتل صاحب لواء محمد وجعل مصعب يمد ابراهيم فأزال محمدا عن موقفه فوجه عبد الملك عبد الله بن يزيد إلى أخيه محمد فاشتد القتال فقتل مسلم بن عمروا الباهلي والد قتيبة وهو من أصحاب مصعب وأمد مصعب ابراهيم بعتاب بن ورقاء فساء ذلك إبراهيم وقال قد قلت له لا تمدني بعتاب وضربائه وإنا لله وإنا إليه راجعون فانهزم عتاب بالناس وكان قد كاتب عبد الملك وبايعه فلما انهزم صبر ابن الأشتر فقتل قتله عبيد بن ميسرة مولى بني عذرة وحمل رأسه إلى عبد الملك وتقدم أهل الشام فقاتلهم مصعب وقال لقطن بن عبد الله الحارثي قدم خيلك أبا عثمان فقال أكره أن تقتل مذحج في غير شيء فقال لحجار بن أبجر يا أبا أسيد قدم خيلك قال إلى هؤلاء الأنتان قال ما تتأخر إليه انتن فقال لمحمد بن عبد الرحمن بن سعيد مثل ذلك فقال ما فعل أحد هذا فأفعله فقال مصعب يا إبراهيم ولا إبراهيم لي اليوم ثم التفت فرأى عروة بن المغيرة بن شعبة فاستدناه فقال له أخبرني عن الحسين بن علي كيف صنع بامتناعه عن النزول على حكم ابن زياد وعزمه على الحرب فأخبره فقال:
إن الألى بالطف من آل هاشم *** تأسوا فنسوا للكرام التأسيا
قال عروة فعلمت أنه لا يبرح حتى يقتل ثم دنا محمد بن مروان من مصعب وناداه أنا ابن عمك محمد بن مروان فاقبل أمان أمير المؤمنين فقال أمير المؤمنين بمكة يعني أخاه عبد الله بن الزبير قال فإن القوم خاذلوك فأبى ما عرض عليه فنادى محمد عيسى بن مصعب بن الزبير له فقال له مصعب انظر ما يريد منك فدنا منه فقال له إني لك ولأبيك ناصح ولكما الأمان فرجع إلى أبيه فأخبره فقال إني أظن القوم يفون لك فإن أحببت أن تأتيهم فافعل فقال لا تتحدث نساء قريش إني خذلتك ورغبت بنفسي عنك قال فاذهب أنت ومن معك إلى عمك بمكة فأخبره بما صنع أهل العراق ودعني فإني مقتول فقال لا أخبر عنك قريشا أبدا ولكن يا أبت الحق بالبصرة فإنهم على الطاعة أو الحق بأمير المؤمنين فقال مصعب لا تتحدث قريش أني فررت وقال لابنه عيسى تقدم اذن احتسبك فتقدم ومعه ناس فقتل وقتلوا وجاء رجل من أهل الشام ليحتز رأس عيسى فحمل عليه مصعب فقتله وشد على الناس فانفرجوا له وعاد ثم حمل ثانية فانفرجوا له وبذل عبد الملك الأمان وقال أنه يعز علي أن تقتل فاقبل أماني ولك كحمل في المال والعمل فأبى وجعل يضارب فقال عبد الملك هذا والله كما قال القائل :
ومدجج كره الكماة نزاله *** لا ممعنا هربا ولا مستسلما
ودخل مصعب سرادقة فتحنط ورمى السرادق وخرج فقاتل فأتاه عبيد الله بن زياد بن ظبيان فدعاه إلى المبارزة فقال له يا كلب اعزب مثلي يبارز مثلك وحمل عليه مصعب فضربه على البيضة فهشمها وجرحه فرجع وعصب رأسه وترك الناس مصعبا وخذلوه حتى بقي في سبعة أنفس وأثخن مصعب بالرمي وكثرت الجراحات فيه فعاد إلى عبيد الله بن زياد بن ظبيان فضربه مصعب فلم يصنع شيئا لضعفه بكثرة الجراحات وضربه ابن ظبيان فقتله وقيل بل نظر إليه زائدة بن قدامة الثقفي فحمل عليه فطعنه وقال يا لثارات المختار فصرعه وأخذ عبيد الله بن زياد رأسه وحمله إلى عبد الملك فألقاه بين يديه وأنشد:
نعاطي الملوك الحق ما قسطوا لنا *** وليس علينا قتلهم بمحرم
فلما رأى عبد الملك الرأس سجد قال ابن ظبيان لقد هممت أن أقتل عبد الملك وهو ساجد فأكون قد قتلت ملكي العرب وأرحت الناس منهما وقال عبد الملك لقد هممت أن أقتل ابن ظبيان فأكون قد قتلت أفتك الناس بأشجع الناس وأمر عبد الملك لابن ظبيان بألف دينار فقال لم أقتله على طاعتك وانما قتلته على قتل أخي النابئ بن زياد ولم يأخذ منها شيئا وكان قتل مصعب بدير الجاثليق عند نهر دجيل فأمر عبد الملك به وبابنه عيسى فدفنا وقال كانت الحرمة بيننا قديمة ولكن الملك عقيم وكان سبب قتل النابئ أنه قطع الطريق هو ورجل من بني نمير فأحضرا عند مطرف ابن سيدان الباهلي صاحب شرطة مصعب فقتل النابئ وضرب النميري وأطلقه فجمع عبيد الله جمعا وقصد مطرفا بعد أن عزله مصعب عن شرطته وولاه الأهواز وسار عبيد الله إلى المطرف فقتله فبعث مصعب مكرم بن مطرف في طلب عبيد الله فسار حتى بلغ عسكر مكرم فنسب إليه ولم يلق عبيد الله كان قد لحق بعبد الملك وقيل في قتله غير.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|