أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2018
2011
التاريخ: 1-07-2015
3197
التاريخ: 1-07-2015
3412
التاريخ: 1-07-2015
1717
|
عندما يتشرف أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بحج بيت الله، ولأجل الحفاظ على الوحدة عملاً بتوجيهات أهل البيت (عليهم السلام) يقومون بمشاركة أهل السنّة في صلاة الجماعة، للحصول على فضيلة الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي (صلى الله عليه وآله). وأول شيء يثير انتباههم عدم قراءة أئمّة الجماعة المحترمين (بسم الله الرحمن الرحيم) في بداية سورة الحمد، أو يقرأونها اخفاتاً حتى في الصلوات الجهرية مثل صلاة الصبح والمغرب والعشاء.
في الوقت الذي يشاهدون أن سورة الحمد تتكون من سبع آيات في جميع المصاحف الموجودة في مكة والتي تطبع غالباً هناك، والبسملة جزءٌ منها، وهذا ما أثار استغرابهم، لماذا يصل وضع أهم آية في القرآن وهي البسملة إلى هذا المصير.
ويزداد استغرابهم عندما ننقل لهم قصّة اختلاف الروايات لدى أهل السنّة حول البسملة...
إنقسم فقهاء أهل السنّة بشكل عام إلى ثلاث فرق :
الأولى: تقول بوجوب قراءة البسملة في بداية سورة الحمد، فيجهر بها في الصلوات الجهرية، وتقرأ إخفاتاً في الصلوات الإخفاتية. وذهب إلى هذا القول الإمام الشافعي وأتباعه.
الثانية: تقول بوجوب قراءتها إخفاتاً مطلقاً، وذهب إليه الحنابلة (أتباع أحمد بن حنبل).
الثالثة: تقول بعدم قراءتها مطلقاً، وذهب إليه أتباع الإمام مالك، وقريب منه ما ذهب إليه أتباع أبي حنيفة أيضاً .
وعبارة ابن قدامة الفقيه المشهور لدى أهل السنّة في كتابه «المغني» هي: «أنّ قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) مشروعة في أوّل الفاتحة، وأوّل كل سورة في قول أكثر أهل العلم، وقال مالك والأوزاعي: لا يقرؤها في أوّل الفاتحة... ولا تختلف الرواية عن أحمد أنّ الجهر بها غير مسنون.....
ويروى عن عطاء وطاووس ومجاهد وسعيد بن جبير، الجهر بها وهو مذهب الشافعي» (1). حيث نقل في هذه العبارة الأقوال الثلاثة.
وجاء في تفسير المنار عن وهبة الزحيلي :
«قال المالكية والحنفية ليست البسملة بآية من الفاتحة ولا غيرها إلاّ من سورة النمل....
إلاّ أنّ الحنفية قالوا يقرأ المنفرد بسم الله الرحمن الرحيم مع الفاتحة في كل ركعة سراً....
وقال الشافعية والحنابلة: البسملة آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلوات، إلاّ أنّ الحنابلة قالوا كالحنفية يقرأ بها سرّاً ولا يجهر بها، وقال الشافعية: يسرّ بها في الصلاة الإخفاتية، ويجهر بها في الصلاة الجهرية» (2).
فبناءً على ما تقدم يكون قول الشافعية أقرب إلى قول فقهاء الشيعة من بقية الأقوال، إلاّ أنّ أصحابنا يرون استحباب الجهر بالبسملة في جميع الصلوات، ومتفقون على وجوب قراءتها في سورة الحمد، وعلى أنّها جزء من كل السور المشهورة والمعروفة.
وفي الحقيقة يصاب الباحث بالحيرة عندما يرى أنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)الذي عاش بين ظهرانيهم لمدّة ثلاث وعشرين سنة، كان يصلي جماعة في أكثر صلواته بحضورهم، ويسمعون ما يقوله في صلواته، وبعد فترة قصيرة يختلفون في كيفية صلاته بشكل فظيع، فبعضهم لا يجيز من قراءة البسملة، وبعضهم يوجب ذلك، وبعضهم يوجب قراءتها إخفاتاً، وبعضهم يوجب قراءتها جهراً في الصلوات الجهرية!!
ألا يشير هذا الاختلاف العجيب، وغير المتوقع إلى أنّ هذه المسألة لم تكن عادية، وأنّ هناك فريقاً سياسياً يعمل بخفاء لوضع أحاديث متناقضة ومتضادة وينسبونها إلى النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) ...
يروي البخاري في صحيحه حديثاً يمكن من خلاله كشف القناع عن تلك المؤامرات التي تحاك، فيقول: «ينقل مُطَرِّف عن عمران بن الحصين قوله: عندما كان علي(عليه السلام) يصلي في البصرة، قلت: ذكَّرنا هذا الرجل صلاةً كنّا نصلِّيها مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)» (3).
نعم، لقد اتضح أنّهم قاموا بتغيير كل شيء حتى الصلاة.
ينقل الشافعي في الكتاب المعروف «الأم» عن وهب بن كيسان: «كلُّ سنن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد غُيِّرت حتى الصلاة» (4) .
_________________
1. المغني لابن قدامة، ج 1، ص 521 .
2. تفسير المنار، ج 1، ص 46 .
3. صحيح البخاري، ج 1، ص 190 .
4. الأم، ج 1، ص 269 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|