أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016
4664
التاريخ: 25-7-2018
2537
التاريخ: 2023-07-25
1018
التاريخ: 24-2-2021
2434
|
إن الايمان بالله العزيز العليم وبشريعته الاسلامية الحكيمة، وتنفيذ الاوامر والنواهي الصادرة عن الله سبحانه يحقق السعادة وراحة الضمير. ان الايمان كنز عظيم وعامل اساسي هام في تربية الانسان وتهذيبه وكماله وترقيته وتقدمه نحو الأمام دائما.
ان الايمان يجعل الانسان يتمتع برؤية واقعية في مسيرته الحياتية التكاملية لذا نراه معتدلا في سلوكه وطريقة كسبه وجمع ثروته، قنوعا في حياته ولا غرو ان القناعة كنز لا يفنى كما في المأثور. وقد جاء عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في نهج البلاغة : (لا كنز اغنى من القناعة، ولا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت، ومن اقتصر علي بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة).
فالقناعة تمنح الانسان الاطمئنان وامن الخاطر، وتبعده عن تطويل الآمال وطوبائيتها التي تسبب القلق والاضطراب النفسي ان القناعة تقود الانسان إلى التقليل من كمية التوقعات والآمال الطويلة العريضة.
وطبعاً ان هذا التقليل سيؤدي بدوره من احتمالات الانكسار المخيف والهزائم المرة وخيبة الآمال، والحقيقة ان القناعة هي بنفسها (قانون الهناء) وليس غيرها البتّة.
نعم، ان القناعة التي اوجدها الايمان الحقيقي هي التي تصوغ الانسان وتجعله يعرف نفسه ويقنع بطاقاته وقدراته، ولا يتجاوز حدوده وامكاناته وكل هذا بدوره سيؤدي إلى الاطمئنان وراحة الضمير.
أضف إلى ذلك ان من فروع الايمان، هو الايمان بالحياة الاخرة، الحياة الابدية الحقيقية التي يجب على الانسان ان يعمل لها لينعم بخيراتها ونعيمها الدائم الذي لم يخطر على قلب بشر نعم ان الايمان بمحدوديته وقصر الحياة الدنيا وخلود الاخرة سيمنع النفس من الانطلاق اللامحدود في ملاذ الدينا وشهواتها، ويجعل دوافع الطمع والانانية والحرص قيد الموازنة والسيطرة، وهذا كله بدوره سيريح الضمير، ويحقق السعادة والراحة وامن الخاطر والهناء.
اجل، ان الانسان اذا اعتقد اعتقادا صادقاً وواقعياً بمحدودية فرصة الحياة وقلة متاعها، وكثرة اللذائذ الروحية والادبية فيها فعندئذ لا يبقى يهتم لمتاع هذه الحياة والاندفاع نحوها، ولا يأسف او يحزن على شيء فات منها أبدا وطبعا ان هذا سيخلق عنده سكون القلب وراحة الضمير، والوحدات والثقة وبالتالي يكون سلوكه في هذه الحياة، وتمتعه بلذائذها عن عقل ورؤية وسعادة حقيقية، وهذا ما نشاهده في حياة الاولياء والمؤمنين الزاهدين في الدنيا وملاذها وعلى رأس هؤلاء الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله) ووصية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والائمة الأطهار سلام الله عليهم اجمعين، الذين كانوا الاسوة والقدوة للإنسانية جمعاء في كل معلم من معالم الخير والاستقامة، والاعتدال والفضيلة.
ومما لا يقبل الشك والارتياب، ان هذه المتع المادية الزائلة هي بنظر الانسان المؤمن وسائل للوصول إلى اهداف اثمن وأرقى وليست هي غايات الحياة وأهدافها حتى يفقد الانسان الغالي والرخيص او يفقد اعتداله المعنوي، واستقامته الروحية، ويفني عمره كله من اجل تحصيلها والظرف بها.
ويجب ان لا ننسى ان الضغوط النفسية، والقلق والاوهام والاحزان تعمل عملها المهلك والهادم للنفس والجسد على حد سواء لذا يجب ان نطرد تلك الضغوط والاحزان ولا ندعها تستولي على ارواحنا وارواح الناشئة من اجل الحفاظ على صحة وسلامة نفوسنا واجسادنا ونفوسهم واجسادهم، ونبعد شبح أي ضرر وهدم وتخريب في كياننا وكيانهم على حد سواء.
يقول امير المؤمنين علي (عليه السلام):
( الحزن يهدم الجسد)(1). و(الهم ينحل البدن)(2).و(تجرع الغصص فإني لم أر جرعة احلى منها عاقبة ولا الذ مغبة)(3).
وعلى كل حال فان الايمان الخالص اذا تمكن من نفس الانسان وقلبه وفكره فانه يهديه إلى الخير والاعتدال وراحة البال والضمير، والصبر على الدنيا وما فيها وبالمناسبة ان الصبر والايمان متلازمان لان من لا صبر له لا ايمان له.
جاء عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) انه قال في احدى خطبه في النهج: ( ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فمن لا رأس له لا جسد له ومن لا صبر له لا ايمان له).
وجاء عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: ( اصبروا على الدنيا فإنما هي ساعة فما مضى منها فلا تجد له ألماً ولا سروراً، وما لم يجيء فلا تدري ما هو وانما هي ساعتك التي انت فيها، فاصبر فيها على طاعة الله واصبروا فيها عن معصية الله)(4).
اجل، ان الايمان اساس للصبر، والصبر فضيلة عظيمة حيث إنه مفتاح للفرج من الكروب والشدائد، ووسيلة للظفر بالمأمول وتحقيق الانتصار، في الحياة، وهل هذا الا مجلبة للسعادة وراحة الضمير والخاطر ؟!
اذن، يجب على الآباء والمربين والمعلمين أن يزرعوا الايمان النقي في نفوسهم ونفوس الاطفال والناشئة ليتغلبوا على الصعاب، ويحققوا الامل والنجاح في الحياة، ويعيشوا على قدر كبير من التسامي والرفعة، والاتزان والكمال، والراحة والصحة في العقل والجسم والنفس.
_____________
1- غرر الحكم : 23.
2- غرر الحكم :16.
3- غرر الحكم :351.
4- اصول الكافي : ج2، ص454.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|