أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2014
4901
التاريخ: 22-12-2015
6622
التاريخ: 7/9/2022
1358
التاريخ: 2-12-2015
5101
|
الصالحون ومالكية الجنة
قال تعالى : {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25].
إن تعيين كمية وكيفية الجنة الخاصة بكل فرد في عالم الآخرة هو أمر منوط بمستوى إيمانه ومقدار عمله الصالح. فيكون لبعضهم جنة واحدة، ولبعضهم الآخر جنتان: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] ، بل ان للبعض عدة جنات: (لهم جنات).
إن أحد معاني اللام في (لهم جنات) هي المالكية، وبالإمكان تبرير كون الجنة مملوكة من طريقين:
1. لقد رسم كل من القرآن والروايات الخطوط العامة للعلاقة بين صاحب الجنة وجنته. وبملاحظة تلك الخطوط العامة يتبين أن إرادة ساكن الجنة حاكمة على الجنة، وكل ما يشاء ساكن الجنة فإنه يوجد بإرادته؛ مثلما أنه بإرادة صاحب الجنة تفجر عيون فيها: {يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} [الإنسان: 6]. كل هذه النصوص تشير إلى أن الجنة تكويناً محكومة من قبل صاحب الجنة ومملوكة له. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الصدد: «فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه»(1)؛ لأن كل علة هي أقوى من معلولها.
2. إن الإنسان المؤمن هو علة ما يفعله من عمل الخير، وهو مالكه التكويني: {لَهَا مَا كَسَبَتْ} [البقرة: 134] وبما أن الجنة هي عبارة عن ظهور العمل الصالح وتعد تجلياً له، فإن المؤمن هو علة الجنة ومالكها. بالطبع هناك اختلاف فيما يخص جهنم؛ وهو أنه، وإن كانت جهنم هي حصيلة أعمال أصحاب النار ومعلولة لهم، إلا أن هؤلاء قد أوقعوا أنفسهم في أسر جهنم وحصارها بسوء أعمالهم. وبناء عليه، يكون هؤلاء محكومين لجهنم: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49] ، {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] ،
{وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8] ؛ بالضبط كالذي خرب بيته فوق رأسه وبقي تحت أنقاضه، فهو مقهور ومحكوم من قبل عمله، وليس حاكماً عليه.
تنويه: 1. كل ما يطرح من أنماط الملكية في القيامة فهو من سنخ التكوين، وليس من سنخ الاعتبار؛ لأن منطقة الاعتبار هي الدنيا فقط. 2. إن العلة الحقيقية والمالك التكويني الأصيل في الوجود بأسره، سواء في الدنيا أو في القيامة، هو الله سبحانه وتعالى، وإن العلية الطولية للإنسان، ومالكيته الرتبية فهي لا تتنافى معها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. نهج البلاغة، الحكمة 32.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|