أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2016
1512
التاريخ: 17-09-2014
4073
التاريخ: 6-11-2014
1479
التاريخ: 15-1-2016
1714
|
القول بالصرفة ، فهو يرى أنه باطل ، ذلك أن معنى القول بالصرفة أن يكونوا حاولوا الإتيان بمثل القرآن ، ولكنهم صرفوا عن ذلك ، فمثلهم كمثل الذي حاول ان يرفع جسما ثقيلا لظنه أنه يستطيع ذلك ، بذل جهده ، ولكنه عبثا يحاول إن هذا الإنسان بان عجزه بعد ان بذل أكثر من محاولة ، وكذلك هؤلاء كان سيبين لهم عجزهم بعد أن يحاولوا الإتيان بمثل القرآن ، ولو أنهم حاولوا ذلك وصرفوا ، لنقل عنهم ، ولقالوا إننا كلما حاولنا الإتيان بشيء مثله ، أحسسنا بصارف يصرفنا عما نريد ، لكنهم لم ينقل عنهم شيء من هذا ، كما لم ينقل أن أحدا من فصحائهم حاول أن يأتي بشيء مثل القرآن ، وما ذلك إلا لأنهم حينما سمعوه أدركوا أنه فوق مستوى كلامهم ، فلم يروا أن من الحكمة معارضته ، ولنستمع الى ما قاله :
أما لو كان عجزهم عن مضاهاة القرآن لعارض أصابهم ، حال بينهم وبين شيء في مقدورهم ، لما استبان لهم ذلك العجز إلا بعد أن يبسطوا ألسنتهم إليه ، ويجربوا قدرتهم عليه ، لأنه ما كان لامرئ أن يحس بزوال قدرته عن شيء كان يقدر عليه كقدرته على القيام والقعود إلا بعد محاولة وتجربة ، ونحن قد علمنا أنهم قعدوا عن هذه التجربة ، ولم يشعر منهم في هذه المحاولة إلا أقلهم عددا ، وأسفههم رأيا ، فكان آية على يأسهم الطبيعي من أنفسهم ، وعلى شعورهم بان عجزهم عنه فطري عتيد ، كعجزهم عن إزالة الجبال ، وعن تناول النجوم من اسماء ، وانهم كانوا في غنى بهذا العلم الضروري عن طلب الدليل عليه بالمحاولات والتجارب .
على أنهم لو كانوا لم يعرفوا عنه بادي بدء ، وإنما أدركهم العجز بعد شعورهم بأنه في مستوى كلامهم ، لكان عجبهم إذا من أنفسهم ، كيف عيوا به وهو منهم على طرف الثمام ؟ وليجعلوا يتساءلون فيما بينهم أي داء أصابنا فعقد ألسنتنا عن معارضة هذا الكلام الذي هو ككل كلام ؟ او لرجعوا الى بيانهم القديم قبل أن يصيبهم العجز ، فجاءوا بشيء منه في محاذاته ، ولكنهم لم يجيئوا فيه بتقديم ولا جديد ، وكان القران نفسه هو مثار عجبهم وإعجابهم ، حتى إنهم كانوا يخرون سجدا لسماعه من قبل ان تمضي مهلة يوازنون فيها بينهم وبين كلامهم ، بل أن منهم من كان يغلبه هذا الشعور فيقيض على لسانه اعترافا صريحا ، ((ما هذا بقول بشر)) (1).
______________
1. النبأ العظيم : ص82.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|