أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-9-2016
1237
التاريخ: 15-9-2016
828
التاريخ: 15-9-2016
976
التاريخ: 15-9-2016
1153
|
دخلت أرض الرافدين عبر ممرات الجبال الشرقية والشمالية موجات غازية من الأقوام والشعوب الجبلية التي تنتمي لغويا إلى عائلة اللغات الهندو – اوربية. والتي اختلطت بسكان بلاد الرافدين والشرق العربي عامة، اختلاطا واسعا وتركت آثارها في شمال العراق، في نوزي، بالقرب من كركوك وهي أهم مراكز الحضارة الحورية، وكونت في الامبراطورية الميتانية، الطبقة الأرستقراطية العسكرية المعروفة باسم ماريانو، وقد شاركت في تكوين حضارة البلاد وثقافتها وبخاصة في الفنون التشكيلية من نحت ونقوش وأختام.
وقد هاجم بعض هذه الشعوب دول بلاد الرافدين وعمل على تقويضها. فقد أضعف صراع الملوك الأكديين مع الكوتيين (الغوتيين)، واللولوبيين مملكة أكد وأدى إلى انهيار الحكم الأكدي (أواخر الالف الثالث). وعمل العيلاميون والكاشيون على تدمير الدولة البابلية الأولى. ودخل الحثيون المسيطرون على آسية الصغرى في حروب مريرة مع الاشوريين في أواخر الألف الثاني ق.م. وكذلك الأوراريتون، الذين شكلوا مملكة هامة حول بحيرة وان في الألف الأول ق.م.
أما اتحاد القبائل الإيرانية بزعامة الميديين فقد عمل على تقويض أركاني الأمبراطورية الأشورية 610 ق.م. في حين أدى توحيد الفرس والميديين بزعامة قورش إلى اختلال ميزان القوى في آسية الغربية والى قيام صراع بين فارس وبابل انتهى بسقوط بابل بيد الفرس عام 539 وبزوال آخر دول بلاد الرافدين في العصور القديمة.
لقد عاشت هذه الشعوب القديمة في بلاد الرافدين، وهي مختلفة الأصول اللغات في تفاعل وتبادل مستمرين، وقامت بينها صلات في السلم والحرب تمثل وقائعها صحائف التاريخ القديم. فقد سعى الرحل من البدو والرعاة الجبليين لاحتلال المناطق الخصبة والسيطرة على السهول وطرق القوافل. ولكن في البيئة الزراعية وفي وديان الأنهار قامت المجتمعات الحضرية المستقرة، مجتمعات الفلاحين والصناع والتجار في القرى والمدن. وفي هذه المجتمعات المدنية حل الانتماء إلى المدينة والمعبد محل الانتماء إلى القبيلة. وعندما خط الناس طرق المواصلات والقوافل التجارية والجيوش اشتدت قوة الحكومات واتسعت سلطة الدول وقامت الممالك الكبيرة والإمبراطوريات، وجرى تنقل السكان ونقلهم على نطاق واسع حاملين معهم لغاتهم وثقافاتهم وعاداتهم. ومن هنا يمكن القول إننا عندما نتكلم في التاريخ القديم عن السومريين والبابليين والأشوريين والآراميين، فإننا لا نعني بذلك عروقاً، بل مجتمعات سياسية مدنية. فعندما تظهر الدولة تتلاشى العروق ضمن الشعوب المكونة لها. أما استمرار العوامل العرقية بعد إنشاء الدولة فإنه يكون مدعاة لضعفها وربما لإنهيارها.
إننا سنرى عند دراستنا لتاريخ دول بلاد الرافدين أنه لم يقم فيها في تاريخها الطويل صراع عرقي. فالعوامل الاقتصادية والاستراتيجية هي التي كانت أكبر تأثيرا في تحرك الدول وفي إثارة الغزوات والحروب. وعلى الرغم من العنف الذي رافق تقلب الدول والسلالات الحاكمة، فقد قامت في بلاد الرافدين حضارة مشتركة أسهم في صنعها السومريون والأكديون، والأشوريون والبابليون وغيرهم .. ولم تكن هذه الحضارة إلا جزءاً من حضارة الشرق العربي القديم كله. وفي تحليل مكونات هذا التراث الحضاري العظيم ليس بالمستطاع دائماً ان نحدد دور كل مجتمع من المجتمعات. فأين ينتهي جهد السومريين، وأين يبتدئ دور الأكديين؟.
لقد رأينا كيف تكللت جهود علماء الآثار وهم يبحثون عن أصول الحضارة الإنسانية المعاصرة إلى الكشف عن أدوار متلاحقة لحضارة متكاملة التكوين هي محصلة جهود الشعوب التي مرت على أرض الرافدين طوال آلاف السنين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|