المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6204 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Molecular Solids
17-4-2019
طائر الفري او السمان أو السلوى Coturnix
12-9-2017
معنى كلمة قوت‌
14-12-2015
ايجاد ما لا علة له
30-9-2019
غدار Persicarias (Polygonum persicaria)
30/9/2022
بهار خيوس Anthemis chia
29-8-2019


العمل في الخبر الضعيف  
  
1160   01:31 مساءاً   التاريخ: 31-8-2016
المؤلف : الشيخ زين الدين علي بن محمد الجبعي العاملي (الشهيد الثاني).
الكتاب أو المصدر : شرح البداية في علم الدراية
الجزء والصفحة : ص94.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / أقسام الحديث /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-8-2016 1152
التاريخ: 28-8-2016 1841
التاريخ: 14-8-2016 3915
التاريخ: 31-8-2016 1402

    العمل في الخبر الضعيف(1)

وأمَّا الضعيف؛ فذهبَ الأكثر إلى منع العمل به مُطلقاً؛ للأمر بالتثبُّت عندَ إخبارِ الفاسق المُوجبِ لردِّهِ.

وأجازَهُ آخرون ـ وهُم جماعةٌ كثيرةٌ: منهم مَن ذكرناه ـ مع اعتضادِه بالشّهرة روايةً ؛ بأن يكثر تدوينها وروايتها: بلفظٍ واحدٍ ، أو ألفاظٍ متغايرةٍ متقاربة المعنى ، أو فتوىً بمضمونها في كتب الفقه ؛ لقوَّة الظنّ بصدق الرّاوي في جانبها ـ أي جانب الشّهرة ـ وإن ضعُفَ الطريقُ ؛ فإنَّ الطريقَ الضعيفَ ، قد يثبُتُ بهِ الخبرُ مع اشتهارِ مضمونِهِ ؛ كما تُعلَمُ مذاهبُ الفِرَقِ الإسلاميَّة ـ كقول: أبي حنيفة(2) ، والشافعيِّ(3) ، ومالك(4) ، و أحمد ـ بإخبار أهلها  ـ مع الحكم بضعفهم عندَنا ـ وإن لم يبلغوا حدَّ التواتر.

وبهذا اعتُذر للشيخ (رحمه الله) في عمَله بالخبر الضّعيفِ.

وهذهِ، حجّةُ مَنْ عمِلَ بالموثّق أيضاً، بطريقٍ أولى.

وفيه نظرٌ ، يخرج تحريره عن وضع الرسالة ؛ فإنَّها مبنيةٌ على الاختصار ، ووجهُهُ على وجه الإيجاز: إنَّا نمنع من كون هذه الشُّهرة التي ادّعوها مؤثِّرةً في جبر الخبر الضّعيف ؛ فإنَّ هذا إنّما يتمّ لو كانت الشّهرة متحقّقةٌ قبلَ زمنِ الشيخ (رحمه اللهُ) ، والأمرُ ليس كذلك ؛ فإنَّ مَنْ قبله من العلماء كانوا بينَ مانع من خبر الواحد مُطلقاً ـ كالمرتضى والأكثر ، على ما نقله جماعة ـ وبين جامع للأحاديث ، من غير التفات إلى تصحيح ما يصحُّ ، وردِّ ما يُرَدُّ . وكانَ البحثُ عن الفتوى مُجرَّدةً ـ لغيرِ الفريقين ـ قليلاً جداً كما لا يخفَى على مَن اطّلعَ على حالِهِم.

فالعمل بمضمون الخبر الضّعيف قبل زمن الشيخ ، على وجه يجبر ضعفه ، ليس بمتحقّقٍ . ولمّا عمل الشيخ بمضمونه ، في كتبه الفقهيَّة ، جاء مَن بعده من الفقهاء واتّبعه منهم عليها الأكثر ؛ تقليداً له ، إلاّ مَن شذّ منهم . ولم يكن فيهم مَن يسبر الأحاديث ، وينقِّب على الأدلّة بنفسه سوى الشيخ المحقِّق ابن إدريس(5) ، وقد كان لا يجيز العمل بخبر الواحد مطلقاً.

فجاء المتأخّرون بعد ذلك ، ووجدوا الشيخ ومَن تبعه قد عملوا بمضمون ذلك الخبر الضّعيف ؛ لأمر ما رأوه في ذلك ، لعلّ الله تعالى يعذرهم
فيه ؛ فحسبوا العلم به مشهوراً ، وجعلوا هذه الشّهرة جابرةً لضعفه . ولو تأمّل المنصف ، وحرَّر المنقِّب ، لوجد مرجع ذلك كلّه إلى الشيخ ، ومثل هذه الشّهرة ، لا تكفي في جبر الخبر الضّعيف.

ومن هنا ، يظهر الفرق بينه وبين ثبوت فتوى المخالفين بأخبار أصحابهم ؛ فإنَّهم كانوا منتشرين في أقطار الأرض من أوّل زمانهم ، ولم يزالوا في أزياد(6).

وممَّن اطّلع على أصل هذه القاعدة ـ التي بيَّنتُها وتحقَّقتُها ـ من غير تقليدٍ: الشيخ الفاضل المحقِّق سديد الدّين محمود الحُمُّصي(7) ، والسيّد رضيّ الدّين ابن طاووس(8) ، وجماعة.

قالَ السيّد (رحمه الله) في كتابه (البهجة لثمرة المهجة): (أخبرني جدّي الصالح ، ورّام بن أبي فراس (قدّس الله سرّه)(9) ، أنَّ الحُمُّصي حدَّثه: أنَّه لم يبق للإماميّة مفتٍ على التّحقيق ، بل كلّهم حاكٍ.

وقالَ السيّد عقيبه: والآن ، فقد ظهر أنَّ الذي يُفتى به ويُجاب عنه ، على سبيل ما حُفظ من كلام العلماء المتقدّمين)(10) انتهى.

وقد كشفتُ لك بذلك بعضَ الحال ، وبقيَ الباقي في الخَيال ، وإنَّما يتنبّه لهذا المقال ، مَن عرف الرِّجال بالحقّ ، وينكره مَن عرف الحقّ بالرّجال(11).

وجوّزَ الأكثر العمل به ـ أي بالخبر الضعيف ـ في نحو: القصص ، والمواعظ ، وفضائل الأعمال ، لا في نحو: صفات الله المُتعال ، وأحكام الحلال والحرام.

 وهو حسن حيث لا يبلغ الضعف حدّ الوضع والاختلاق ؛ لِمَا اشتهر بين العلماء المحقِّقين من التساهل بأدلَّة السُّنن ، وليس في المواعظ والقصص غير محض الخير ، لِمَا ورد عن النبيّ(صلَّى الله عليه وآله) ـ من طريق الخاصّة والعامّة ـ أنَّه قال: (مَن بلغه عن الله تعالى فضيلةً ، فأخذها وعمل بما فيها إيماناً بالله ورجاء ثوابه ، أعطاه الله تعالى ذلك وإنْ لم يكن كذلك)(12) . وروى هشام بن سالم ـ في الحسن(13) ـ ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: (مَن سمع شيئاً من الثواب على شيء ، فصنعه ، كان له أجر ، وإن لم يكن على ما بلغه)(14).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الذي في النسخة الخطِّـيَّة المعتمدة (ورقة 17، لوحة ب، سطر 6): (الحقل الرابع: في العمل بالخبر الضعيف) غير موجود.

(2) النعمان بن ثابت: 80 ـ 150هـ ، ... . ينظر: الأعلام: 9/ 4 ـ 5.

(3) محمد بن إدريس: 150 ـ 204هـ ، ... . ينظر: الأعلام: 6/ 249 ـ 250.

(4) مالك بن أنس: 93 ـ 179 ، ... . ينظر: الأعلام: 6/ 128.

(51) صاحب كتاب: (السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي) ، ... . ينظر: روضات الجنَّات: 6/ 274 ـ 290.

(6) أي: العلم بمذاهب المخالفين وفتاويهم مستفادٌ من أصحابهم ، وحيثُ لم يكونوا ثقة عندنا ، كان إخبارُهم بمذاهبهم من باب الأخبار الضعيفة ، لكن اعتبرها أصحابنا ، وحكموا بأنَّ هذا القول لأبي حنيفة ، وهذا للشافعي ، وغيرهما ، استناداً إلى الشهرة التي انجبر الضعيف بها . وليس تلك الشّهرة كالشهرة التي ادّعاها أصحابنا في بعض الأخبار ؛ لِمَا عرفت أصلها . خطِّـيَّة الدكتور محفوظ، ص20.

(7) علاّمةُ زمانه في الأُصولَين ، ورع ثقة ، ... . ينظر: روضات الجنَّات: 7/ 158 ـ 164.

(8) السيّد الشريف: رضيّ الدين أبو القاسم علي، بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى، بن جعفر، بن محمد، بن أحمد، بن محمد، بن أحمد، بن أبي عبد الله محمد، بن الطاووس؛ ينتهي نسبه الشريف إلى الحسن المثنّى... . ينظر: البحار: 1/ 143 ـ 146.

وكذلك له ترجمةٌ ضافيةٌ في مقدِّمة: كشف المحجّة لثمرة المهجة ، المطبوع في النجف الأشرف ، بقلم البحّاثة الكبير آغا بزرگ الطهراني.

(9) من أولاد مالك الأشتر النخعيّ ، عالم فقيه ، ... . ينظر: روضات الجنَّات: 8/ 177 ـ 179.

(10) وقد علّق المددي هنا بقوله: (إنَّ كتاب (البهجة لثمرة المهجة) لم يصل إلينا ، ولكنّ السيّد ابن طاووس ذكر هذا الكلام بعينه في كتابه: (كشف المحجّة لثمرة المهجة)(ص127) ، المطبوع في النجف الأشرف).

(11) هذه العبارة ـ فيما يبدو ـ مستلهمّة من قول أمير المؤمنين(عليه السلام): (يا حَار... إنَّه ملبوس عليك؛ إنَّ الحقّ لا يُعرف بالرجال، فاعرف الحقّ تعرف أهله)، وهذا من التضمين الجميل. يُنظر: البيان والتبيين للجاحظ: 3/ 136.

(12) ينظر: عُدّة الدّاعي، ص4.

(13) وقد علّق المددي هنا بقوله: (وصفه بـ: الحسن ؛ باعتبار أنَّ الكليني رواه بإسناد فيه إبراهيم بن هاشم ، وهو إماميّ ممدوح ؛ إلاّ أنَّ البرقي رواه في المحاسن (ص25) بسند صحيحٍ عن هشام بن سالم ، مع اختلاف يسير في الألفاظ.

وقال السيّد ابن طاووس: ووجدنا هذا الحديث في أصل هشام بن سالم، رواه عن الصادق(عليه السلام) ). ينظر: البحار: 2/ 256.

(14) ينظر: الأُصول من الكافي: 2/ 87، وعُدّة الدَّاعي، ص3، والبحار: 2/ 256، وجامع أحاديث الشيعة: ج1، المقدّمات، الباب9.

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)