أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016
1397
التاريخ: 7-10-2014
1752
التاريخ: 22-7-2016
1627
التاريخ: 2023-10-02
1343
|
كانت الاجرام السماوية في البدء كتلة واحدة [الدمجة الاولى ] او [ الخلطة الكبرى] ذات كثافة العالية جدا والحرارة مرتفعة . ثم انفجرت هذه الكتلة ، وبدأت اجزاؤها بالتباعد عن نقطة البدء . ولذا نجدا المجرات اليوم تتباعد بعضها عن بعض بسرعة كبيرة في الفضاء الله الرحيب.
وهذا ما يسمى (بتمدد الكون)) وهو مصداق قوله تعالى : {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات : 47] . الايد : القوة.
ويتصور العلماء ان الاجرام السماوية الموجودة في الكون موزعة على سطح كرة ، وليست مبعثرة بدون اي نظام . وعندما نقول بتمدد الكون نتصور كأن هنالك بالوناً تقع الاجرام على سطحه ، وهو ينتفخ باستمرار ، ولكنها انتفخ البالون تباعدت الاجرام بعضها عن بعض : ولكنها لا زالت متساوية البعد عن نقطة وهمية هي مركز البالون ، حيث كانت الدمجة الاولى وانفجت .
والذي دعا الى هذا التصور اكتشاف مبدأ معين ينظم الكون ، سُمّي (المبدأ الكوني) . نص هذا المبدأ على ان الكون يبدو متساوي الخواص لدى كل الراصدين على مر التاريخ ومن اي مكان . وبعبارة اخرى فان مجرتنا تبدو كأنها في وسط الكون ، وكذلك أية مجرة اخرى تبدو كذلك .
واذا افترضنا ان سرعة تمدد الكون ثابتة ، فان العالم (هابِل) قدّر عمر الكون ، وهو الزمن الذي انقضى منذ كانت الاجرام السماوية كتلة واحدة ثم تباعدت ، قدره بتقسيم بُعد الجرم على سرعته كما يلي :
بعدُ الجرم/سرعته = الزمن
وسمي هذا الزمن (وقت هابل ) وهو من رتبة 20 بليون سنة . وحتى لو كانت سرعة التمدد غير ثابتة فان هذا لا يغير كثيرا من عمر الكون.
ويذهب العلماء الى القول بان الكون قد بدأ بكثافة لا نهائية هي (الخلطة الكبرى ) منذ (وقت هابل) ، وعندها خلق الزمن والفضاء والمادة ، ثم سيطرت على عملية التمدد قوانين الجاذبية والحركة والطاقة ...
واذا تصورنا راصداً في مركز البالون يرصد المجرات المتباعدة ، فقد وجد (هابل) ان سرعة كل مجرة تتناسب مع بعدها عن المركز ، اي تزيد سرعتها كلما ابتعدت عن المركز ، وهو (قانون هابل)
ونكتبه مايلي :
سرعة الجزم/بُعده = ثابت . ومقلوب هذا الثابت هو عمر الكون .
ويمكن تطبيق القانون السابق ايضا اذا اعتبرنا الارض هي مركز قياس البعد والسرعة للجرم ، لان النسبة بين السرعة والبعد تظل ثابتة . علما بان المسافات هنا كبيرة جدا وتقّر بالسنين الضوئية .
وصدق سبحانه وتعالى حيث قال : {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [غافر : 57].
هذا ولم يستطع العلماء ان يقرروا بعد ، فيما اذا كان تمدد الكون سوف يستمر الى ما لا نهاية ام انه سينتهي عند حدّ معين ، ثم تبدأ الاجرام بالرجوع الى مبدئها الاول ، حتى تأتي اللحظة التي تصطدم فيه الاجرام جميعا في نقطة واحدة وبقوى هائلة ، فتلتحم وتعود كتلة واحدة كما كانت من قبل ، وهو ما يسنى بـ(الانسحاق) (1).
(اقول) : ولعل الاحتمال الثاني هو الاقرب للحدوث . مصداقا لقوله تعالى : {نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء : 104]. فتمدد الكون وانتشار اجرامه في الفضاء هو مثل فتح الكتاب ، حتى اذا تمت مشيئة الله ارجع الاجرام الى حالتها الاولى ، تماما كما نفعل عندما نغلق الكتاب . فكأن السماء كتاب يفتحه الله متى شاء ثم يطويه متى شاء ، فكأن شيئاً لم يكن . وليس ذلك على الله بعسير ، فهو كما سيّر الكون وفق التمدد يرجعه الى حالته الاولى بالتقليص ، ثم يعيده من جديد.
_______________________
1- المصدر : مجلة العربي – عدد تشرين الثاني 1980ص114 ، موضوع : هذا الكون العجيب ، وهل يتمدد بلا حدود ؟ للدكتور عبد الحليم منتصر .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|